الصفحات

24 أكتوبر 2011

إيران، السعوديون واللعبة الكبرى الجديدة



نشرت نيويورك تايمز مقالة بقلم ستيفن كينزر عنوانها "إيران، السعوديون واللعبة الكبرى الجديدة"، تقول فيها إن اتهام واشنطن إيران بالتخطيط لمحاولة اغتيال السفير السعودي لدى الولايات المتحدة يفتقر إلى اليقين، بالرغم من تأكيد ذلك على لسان المدعي العام الأميركي إريك هولدر، حيث أن نظريات المؤامرة لا تعدو كونها دوّامة يعوزها الدليل.
كينزر، وهو أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بوسطن، يرى في مقالته أنه مهما كانت حقيقة الموضوع، فإنه يكشف النقاب عن أن "التوترات المتصاعدة بين إيران والسعودية هي جزء من "لعبة كبرى"، في واحد من أبعد الصراعات الجيوسياسية منالاً في العالم. وقد تكون الجائزة هي الهيمنة على الشرق الأوسط".
ويدرج مؤلف كتاب "إعادة تشكيل: مستقبل إيران، تركيا وأميركا"، الاتهام الأميركي الجديد لإيران في خانة سعي الولايات المتحدة لمواصلة فرض قوتها في الشرق الأوسط من خلال تفريق الدول النافذة فيها، ويعزو دافع واشنطن في ذلك "أساساً من أجل ضمان إمدادات النفط ودعم الكيان الصهيوني، لكنها لن تكون أبداً نافذة كما كانت خالها خلال النصف الثاني من القرن العشرين. وهذا ما يترك فراغاً تتنافس قوى أُخرى على ملئه. إيران والسعودية هما المقاتلان الرئيسان. وكل مسألة من الصراع بينهما هي مناوشة في حربهما الأوسع نطاقاً".
وفي هذا السياق، يؤكد الكاتب أن "الوقوف في وجه إيران يحتل صدارة أولويات واشنطن، التي تبذل قصارى جهدها لمساعدة السعودية. وأخيراً، عرضت إدارة أوباما بيع البحرين أسلحة بقيمة ثلاثة وخمسين مليون دولار. وبالتالي، ستترتب عن هذا التنافس عواقب عالمية، فضلاً عن العواقب الإقليمية".  
وفي مقالة أُخرى للكاتب راي تقية بعنوان "استياء طهران الداخلي"، حاولت نيويورك تايمز الضرب على وتر التفرقة داخل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وربطت بين التصريحات الخارجية والداخلية الشاجبة لمحاولة اغتيال السفير السعودي، بقولها إن
"رد إيران على اتهامات واشنطن بأن طهران متورطة في مؤامرة اغتيال غريبة على الأراضي الاميركية، يكشف المزيد عن الجمهورية الاسلامية بما يتجاوز ميلها نحو العنف. إذ ان رد فعل المعارضة الإيرانية، فضلاً عن شخصيات مؤسسة فيها، يشير إلى وجود علاقة أكثر غموضاً مما كان يُعتَقد عموماً بين النظام الإسلامي والقومية الإيرانية".
وفي هذا السياق، يشير الكاتب إلى أن "رد فعل النخب الإيرانية ينبغي أن يقلق حراس الثورة. وفي انتقاد لافت (للرئيس) محمود أحمدي نجاد، حذر الرئيس السابق محمد خاتمي من تصرف قد يعرض للخطر أمن إيران ووحدة أراضيها".
ويمضي الكاتب في مقاربته الفتنوية من خلال اللعب على تباين وجهات النظر داخل  الجمهورية الإسلامية، قائلاً إن"الناشط البارز عباس عبدي أعلن كذلك أنه حتى لو كان (اتهام إيران بالتآمر لاغتيال السفير السعودي) فبركة، يتعين علينا ألا نتجاهل العواقب. وفي اتهام أكثر صراحة، حذر وزير الاستخبارات السابق علي يونسي من أن على إيران تجنّب سياسات تنتج لها أعداء وخطابات قاسية لاتخدم مصالح إيران القومية".
يبقى أن وسائل الإعلام الأميركية تعمل جاهدة في خدمة السياسات الخارجية للولايات المتحدة المعادية للشعب الإيراني، وهذا ما يتطلب من أبناء الشعب، قيادات وجماهير، إدراك حجم المؤامرة والتصدي لها بكل الإمكانات المتاحة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق