الصفحات

4 نوفمبر 2011

السعودية : الخلافة والمشاركة والجيل الجديد



لم يخرج تعيين وزير الداخلية السعودية سلطان بن عبد العزيز ،وليا للعهد ، عن سياق تقليدي متبع في المملكة منذ إعلان تأسيسها في أوائل عقد الثلاثينات من القرن العشرين الماضي .
ولكن هذا التقليد بات موضع تساؤل كبير في ظل الظروف الحالية التي تمر بها المنطقة عموما ، والمملكة العربية السعودية على وجه خاص.
فسابقا ، وتحديدا في الخمسينات والستينات وحتى السبعينات من القرن المنصرم ، كانت أعمار من يتبؤون سدة الحكم والقرار في السعودية مقبولة أوفي سن الوسط  إلى حد ما ، بينما الملاحظ في هذه الاونة ، أن أعمار الممسكين بزمام القرار باتت قريبة من العقد الثامن أو تتجاوزه ، مما يطرح تساؤلات حول القدرة على إدارة أمور البلاد في مرحلة إقليمية ودولية بالغة الدقة والحساسية .
ويتساءل الباحث الأميركي في الشؤون السعودية ، سايمون هندرسون ،عن القدرة على إدارة البلاد من على كراس متحركة ، أو من خلال غرف العناية المركزة كما يذهب آخرون إلى التساؤل .
وفي وقت كان ينتظر المهتمون بالشأن السعودي ، أن يأخذ الجيل الجديد موقعه في الإدارة والحكم في المملكة العربية السعودية ، بقي حضور هذا الجيل متواضعا ،مما يثير أسئلة حول كيفية انتقال السلطة في المستقبل من جيل أبناء المؤسس إلى جيل الأحفاد .
وفي السياق ذاته ، لم يبرز حتى هذه اللحظة ، أي ملمح إلى احتمال توسيع المشاركة في صناعة القرار السعودي من خارج العائلة الحاكمة ،فالوزارت السيادية يديرها الأمراء من آل سعود ، وكذلك المؤسسات الأمنية والعسكرية ، فضلا عن تولي الأمراء للمناطق ، مما يسد أبواب المشاركة أمام بقية الأطياف في المملكة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق