الصفحات

18 نوفمبر 2011

تورط السعوديون بتمويل السلفيين في تونس بعد مصر



فيما لم تهدأ بعد فضيحة التمويل السعودي للسلفيين في مصر , بدأت ملامح فضيحة مماثلة في تونس , إثر الكشف عن تدخل السفارة السعودية في تونس في انتخابات المجلس التأسيسي الأخيرة للتأثير على النتائج عبر تقديم الأموال للجماعات السلفية وبعض القوى الأخرى .
يكن يسمع لهم صوت في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي خشية من بطش أجهزة المن، حيث أن النظام الأخير زج بالمئات منهم في السجون بموجب قانون مكافحة الإرهاب الصادر سنة 2003، واليوم وبعد سقوط نظام بن علي والإفراج عنهم جميعاً تثير تحركاتهم المكثفة والمتعددة الجبهات تساؤلات حول توقيتها والأهداف التي ترمي إليها لا سيما أنها تأتي قبيل انتخابات مصيرية في تاريخ البلاد.. إنهم المتطرفون السلفيون الذين عادوا بلباسهم المميز ولحاهم الظهور مجدداً في الشارع.."هذا حرام شرعاً" عددهم يقدر بنحو عشرين في المئة من مرتادين دور العبادة في البلاد، ورغم أنهم أقلية صغيرة جداً في التيار الإسلامي في تونس فقد استطاعوا إسماع صوتهم مستفيدين من الغليان الثوري وهم يسعون إلى فرض رؤيتهم على مجتمع يغلب عليه الإسلام المعتدل والتقاليد العلمانية بشكل واسع ويتساءل مراقبون في تونس إن كان المتطرفون السلفيون هنا يستعرضون بذلك عضلاتهم قبل موعد الانتخابات أم أن هناك جهات تحركهم أو تستغل تحركاتهم لغاية معينة. البعض ربط ظهورهم على الساحة بإيعاز من أطراف خارجية تريد على حد قولهم إجهاض الثورة التونسية حتى لا تمتد عدواها إلى دول أخرى، بينما لا يستبعد آخرون أن تكون بقايا نظام الرئيس المخلوع هم من يحرك هؤلاء لتوريطهم في أعمال عنف من أجل إرباك العملية الانتخابية.
هذا التقرير بثته إحدى الفضائيات العربية قبل أيام قليلة على أول انتخابات في تونس بعد الثورة وفيها ما يشبه تعريفا بالسلفيين في تونس . وجاء بالتزامن مع معلومات عن تدخل من السفارة السعودية في تونس لتمويل هذه الجماعات وغيرها .
يؤكد ناشطون إسلاميون تونسيون في فرنسا "أن السفارة السعودية في تونس تعمل باتجاهين اثنين للتأثير على نتائج الانتخابات، فهي وحسب معلومات يتم تداولها بين ناشطين سياسيين، مولت علمانيين وليبراليين، كما أنها تقوم بنفس الوقت بتمويل الحركة السلفية كي تصبح قوة سياسية في البلاد، وكثير من التونسيين يصابون بالدهشة للأموال التي يتم صرفها من قبل التيار السلفي لكسب المؤيديين والانصار، حتى يمكن القول بأن عددهم تضاعف خلال الشهرين الأخيرين بفعل ما يتم صرفه من أموال لمن ينخرط في الحركة السلفية ويوشك أن يكون لهم تأثيرا في تقسيم المجتمع التونسي وتشويه صورة الإسلاميين المعتدلين ".
  وأكدت هذه المصادر وجود معلومات موثقة عن تنسيق أمريكي سعودي، لدعم بقايا القادة العسكريين والأمنيين لنظام بن علي في السلطة ، وخاصة قادة الجيش والمخابرات والبوليس السري، وصولا للالتفاف الكامل على الصحوة الإسلامية ونتائج الثورة الشعبية، وإعادة تونس كي تكون جزءا من المشروع الأمريكي الأوروبي كما كانت لخدمة مصالحها في المنطقة، ورسالة الملك عبد الله بن عبد العزيز التي نقلها وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في منتصف شهر سبتمبر الماضي للرئيس الموقت فؤاد المبزع، ركزت على استعداد النظام السعودي لدعم هذا المشروع وتقوية التحالف السعودي التونسي لمواجهة التحديات المشتركة ".
 كما تتهم نائلة السليني الأستاذة الجامعية بكلية العلوم الإنسانية في العاصمة تونس "الحركة الوهّابية" السعودية "بدفع" و"دعم" سلفيي تونس اللذين شبهتهم بجماعات "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" المنتشرة في السعودية. وتقول السليني إن سلفيي تونس ومصر "يتلقون التعليمات من الوهّابيين الذين يريدون على حد قولها "إجهاض" الثورة التونسية والمصرية حتى لا تمتد عدوى الثورات إلى السعودية.
 وبحسب الأستاذ الجامعي التونسي علية العلاني الباحث في التاريخ السياسي والحركات الإسلامية المغاربية، فإن الصراع بين المؤسسة الدينية في تونس والحركة الوهابية يعود لفترة طويلة، فقد رفض علماء جامع الزيتونة التونسي دعوة بالانضمام إلى الوهّابية، وجّهها آل سعود سنة 1803 إلى باي تونس.  تونس حيث أزهرت الصحوة الإسلامية وكانت باكورة الثورات العربية التي أطاحت بأول حجر في دومينو الديكتاتوريات العربية، تتعرض اليوم لمحاولة حرف عن مسارها بحصان طروادة سلفي. فهل تنجح فی إسقاط المحاولة ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق