خالد الجهني مواطن سعودي تجرأ على غير المعقول فقال ما يحز في نفسه وتكلم عن ألمه فغيب في دهاليز سجون السلطة في المملكة السعودية "مملكة الانسانية
" وهي فعلاً مملكة الانسانية لفصل التوائم من ذوي البشرات البيضاء والعيون الزرق من الخواجات أما الأسمر الأشهب من مواطني البلد فعليه أن يلتزم بالخيارات
المتاحة وهي أن يرضى بما ترميه اليه "ولي الأمر" أو أن يغيب في سجون مملكة الانسانية وهناك أيضاً لديه خيارنا لا ثالث لهما أن يقضي بقية عمره في أيدي
أخس الناس من السجانين ممن عرف عنهم القسوة والاجرام مع المعتقلين أو أن يتراجع عن مطالبه ويقر بأنه كان مخطيء وهو مواطن وليس أمير وعليه ليس له
ألحق في أي شيء عدا ما يرمى اليه بموافقة "ولي الأمر" .
المهم أن خالد الجهني طالب بحقه وهو اليوم معتقل وهناك صفحة على ألفيس بوك تطالب بكشف مصير خالد الجهني وهو أب لأربعة أطفال وهو نفسه في مقتبل
العمر ولديه مطالب عدلت وقد إستنفذ كل الطرق الممكنة للحصول على حقه وحق ابنائه في العيش الكريم إلى أن انفجر أمام الكاميرا وكان مصيره السجن وهو
فضل السجن على أن يجد نفسه ذليلاً كسيراً عاجزاً أمام مطالب ابنائه واحتياجاتهم .. وكان للدولة السعودية موقف لم نسمع عنه لا في سلف ولا في خلف اذ يقابل
الملهوف المطالب بحقه بوضعه في السجون ولسان حال ال- سعود يقول للمواطن "إن كان حالك لم يعجبك فسنضعك في حال أسوء ونحرمك من حريتك ومن أهلك
ومن كل حقوقك حتى تعرف أن حالك كان أفضل مقارنة بحالك الآن " وهو أسلوب تربوي حديث تنتهجه الحكومة السعودية خصوصاً في ظل شيوع مفهوم (الملك
لا يعلم ) وهو مفهوم انتشر بين الناس في بلد الحرمين محتواه أن ما يجري كله بدون علم الملك
السؤال موجه لكل شريف وكل حر سواء بمعنى كلمة حر وشريف أو بمعناهما الجزئي من البطانة وبطانة البطانة ومن شيوخ السلطة ومن كل متنفذ يجد في نفسه
ولو شيئاً بسيطاً من شرف ماهو موقفك من هذا الشاب؟؟ ومالذي فعلته له ولأمثالك ؟؟
طبعاً تساؤلي ليس اعتباطياً انما هو احقاقاً للحق ، لأن غالبية من دخلوا تحت أجنحة الأنظمة الدكتاتورية الظالمة في بلاد الحرمين وغيرها من بلاد المسلمين كان
شعارهم أنهم يحاولون أن لا يفقدوا فرصة مساعدة المظلومين من خلال تواجدهم مع السلطات الحاكمة ولم يعلموا نه مكر الشيطان إذ مكر بهم هولاء الحكام
فجعلوهم أداة لأضفاء الشرعية حتى حين.
المهم الكلام موجه لكل شريف وكل حر .. جدوا هذا الشاب واغيثوا لهفته وردوه إلى أهله واطفاله أو لتجدون أنفسكم ذات يوم في مكانه أو لتجدون أنفسكم يوماً في
موقف تطلبون الغوث من الله ولن يغيثكم وما فيضان جدة عنكم ببعيد فقد قال الله في محكم كتابه الكريم (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء
بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره
فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما " (سورة الفتح الآية 29) وقد قال
المصطفى صلى الله عليه وسلم " ما من امريء مسلم ينصر امرءا مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب
فيه نصره , وما من امريء خذل مسلما في موطن ينتهك فيه حرمته إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته " (أخرجه المنذري وحسنه وكذا ابن حجر رحمهما
الله تعالى ).
وفي حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال: " أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع، ونهانا عن سبع: أمرنا بعيادة المريض، واتباع الجنازة، وتشميت
العاطس، وإبرار المقسم، ونصر المظلوم، وإجابة الداعي، وإفشاء السلام. ونهانا عن خواتيم -أو تختم- بالذهب، وعن شرب الفضة، وعن المياثر الحمر، وعن
القسي، وعن لبس الحرير والإستبرق والديباج " . (متفق عليه ).
هذا الرجل وغيره الآف من المشايخ وطلبة العلم ممن غيبوا في سجون الظلمة أمانة في رقبة كل من يقدر أن يفعل شيئاً لهم وعلم عنهم وسيسأل عنهم أمام الله
الكلام للمشايخ الذي ملأوا الفضائيات ولطلبة العلم من المقربين للنظام ومن المتنفذين وكبار الشخصيات ستسألون عنه أمام الله فقوموا بما هو عليكم واجب أو
اعدوا العدة ليوم القيامة وكيف ستجيبون الله وهو سائلكم عن خالد الجهني وغيره الألاف ممن اكتظت بهم السجون في مملكة الانسانية
ألا هل بلغت اللهم فأشهد ألا هل بلغت اللهم فأشهد ألا هل بلغت اللهم فأشهد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق