الصفحات

8 نوفمبر 2011

حقائق وأسرار في التعيينات الأخيرة

Ajab Salem


  • توزيع تركة سلطان الإدارية
  • تنفيع أبناء "صيتة" بالطيران المدني
  • تمكين التويجري من "كنز" الخزن الاستراتيجي
  • تأديب عبد الرحمن بعد أن تحدى
  • سلمان يقبل الإهانة
  • مجاملة لنايف بتعيين محمد بن سعد
  • تعليق الحركة
لم يكن تعيين سلمان بن عبد العزيز لوزارة الدفاع مفاجئا لكن اختيار ليلة العيد للإعلان واستخدام أسلوب إقصائي في طرد عبد الرحمن وتقسيم نفوذ سلطان بعد وفاته هو المفاجيء. وقد دلت التسريبات من الديوان الملكي ومن الدوائر المحيطة ببعض الأمراء على مجموعة من التفاصيل تفسر كثيرا من الغموض الذي صاحب هذه القرارات.

لا غرابة في تعيين سلمان 
أما بالنسبة لتعيين سلمان فقد كان هناك توافق بين الملك ونايف لتعيينه دون البت بشكل قطعي تخوفا من ردة فعل عبد الرحمن، وكانت النية أن يؤجل الموضوع إلى ما بعد الحج عسى ولعل أن يحصل إرضاء لجميع الأطراف. ومنذ أن عين نايف وليا للعهد كان من المتوقع أن يقتنع عبد الرحمن بترك الوزارة لأنه أكبر سنا من نايف وتقاليد آل سعود لاتسمح بوزير منهم في مجلس الوزراء الذي يديره من يصغره سنا.

عبد الرحمن يتحدى
لكن عبد الرحمن الذي لم يرض أصلا عن تعيين نايف وكان يرى نفسه أحق بالمنصب أصر بأنه سيمارس مهمته كوزير للدفاع خلال عطلة عيد الأضحى وألمح إلى أنه سوف يستقبل كبار الضباط ويزور القطعات العسكرية في عيد الأضحى بصفته يمارس دور وزير الدفاع المتوفى. وعبد الرحمن يعلم أنه لا يمكن أن يعيَن رسميا في المنصب لكنه قرر ذلك نكاية بمن همشوه وعينوا نايف وليا للعهد وإحراجا لهم أمام الشعب.

لماذا ليلة العيد
وقطعا للطريق على عبد الرحمن فقد تقرر التعجيل بإعلان سلمان وزيرا للدفاع وإعفاء عبد الرحمن رسميا قبل العيد حتى تنزع من عبد الرحمن أي صفة رسمية يستطيع أن يستعرض فيها سلطته التي يمارس فيها مهام وزير الدفاع. وقد أُخبر سلمان بتعيينه يوم الأربعاء الماضي بعد اجتماع مع الملك أخبره فيه بالترتيبات الإدارية الجديدة وصدرت القرارات رسميا ليلة العيد.

عبد الرحمن مطرود ويرد بالتهديد صدر البيان بصيغة أشبه بالطرد لعبد الرحمن. وعلمت الحركة أن هذا الأمر مقصود وذلك لأنه مارس شيئا من التحدي مع الملك ونايف بالإصرار على ممارسة مهام وزير الدفاع. وجاءت الصياغة بهذه الطريقة كنوع من التأديب لعبد الرحمن وإفهامه بمحدودية نفوذه وأنه أعجز من أن يستطيع مواجهة الملك أو نايف. لكن يبدو أن هذا الإقصاء المذلّ لعبد الرحمن زاده غضبا حيث ينقل عنه بعض خاصته أنه يفكر بشيء من الانتقام والرد الخشن وذلك بتسريب أكبر كمية من المعلومات عن الملك ونايف بوثائق يزعم أنها تدينهم وتفضحهم وأنه يمتلكها منذ أيام الملك فهد.

الطيران المدني لأبناء "صيتة"
يعتبر الطيران المدني في الدول النامية جزءا من الأمن القومي، ويبقى ارتباطه بالدفاع أمرا طبيعيا، ولذلك أثار قرار فصل الطيران المدني عن وزارة الدفاع تساؤلا حقيقيا عن المبرر. والتفسير بسيط جدا وهو أن يستحدث الملك عبد الله منصبا لتنفيع بن شقيقته "صيتة" لكون هذه المؤسسة مصدر لسرقات هائلة. والشخص المعين على الطيران المدني ليس لديه أي ميزة شخصية أو إدارية بل إن وضعه الصحي وأوضاعه واهتماماته الشخصية تجعله عاجزا عن إدارة هذا المرفق. لكن المعروف أن آل سعود لا يتعاملون مع الكفاءة ولا الأمانة وتوزيعهم لهذه المناصب ليس إلا للتنفيع المادي وتقاسم النفوذ.

الخزن الاستراتيجي للتويجريويثير فصل الخزن الاستراتيجي عن الدفاع تساؤلا آخر، خاصة وأن الملك لم يعين عليه آحدا من آل سعود بل ربطه به مباشرة. وإذا عرفنا أن الملك عبد الله لا يعرف شيئا عن الخزن الاستراتيجي وليس لديه الرغبة ولا القدرة أن يتابع تفاصيل هذا الموضوع تتصح الصورة بجلاء وهي أن صاحب القرار الحقيقي هوخال التويجري وليس الملك. ومن المعلوم أن الخزن الاستراتيجي مصدر آخر لسرقات هائلة، سواء في إنشاء المزيد من المشاريع أو في صيانة المشاريع القائمة. وبسيطرة التويجري على الخزن الاستراتيجي يكون تحت يديه القدرة على كمية هائلة من المليارات دفعة واحدة.

سلمان يقبل بالإهانة
وتفيد التسريبات أن سلمان لم يعترض على انتزاع برنامج الخزن الاستراتيجي والطيران المدني من وزارة الدفاع رغم أنها بمقاييس آل سعود إهانة كونه يجرد منها. التفسير الأول لذلك إن سلمان يريد السيطرة على الجيش بأي ثمن ثم بعد ذلك لكل حادث حديث. التفسير الثاني هو أن سلمان تقدم به العمر وبدأت عليه بدايات ألزهايمر وليس في وضع يسمح له بالاعتراض على مثل هذه القرارات.

ونايف له نصيب
أمام هذه المكاسب للتويجري وأبناء صيتة فقد جامل الملك نايف بأن قبل بمرشحه محمد بن سعد نائبا لأمير الرياض. ومحمد بن سعد من أبناء الجليل الثاني المقربين من نايف وبينهما ثقة كبيرة وربما يريد له أن يكون أمير الرياض القادم كون صحة سطام ليست على ما يرام.

تعليق الحركة والحركة ترى هذا التعيينات دليلا على التالي:
  • آل سعود لاينظرون للوطن إلا كمزرعة يقتسمونها بينهم ويتوازعون المناصب وكأن البلد ليس فيه رجال أكفاء بل ويستحدثون مناصب جديدة من أجل توزيع السرقات بينهم.
  • أن التعيينات لم تتم بأي نوع من المشورة حتى داخل العالة الحاكمة حيث اتُخذ القرار بين شخصين فقط هما الملك ونايف، وقد تفاهم الإثنان على "أرضني وأرضيك".
  • أن الخلافات بين آل سعود قد وصلت لمرحلة التحدي والكيد المتبادل، ويتضح ذلك من خلال اسلوب قرار إعفاء عبد الرحمن واختيار ليلة العيد للإعلان.
  • أن تحكم التويجري بالملك قد ارتفع منسوبه إلى درجة أنه استخدم سلطة الملك لانتزاع برنامج الخزن الاستراتيجي من سلطة سلمان قبل تعيينه رغم أنه يعلم أن سلمان مدرك أن القرار للتويجري وليس الملك.
  • حين تسلم وزارة الدفاع لشخص يعاني من بدايات الزهايمر ويسلم الطيران المدني لشخص عاجز والخزن الاستراتيجي للبرمكي فإننا أمام دولة تعترف بغياب الأمن القومي والمسؤولية الوطنية.
  • أن هذه القرارات والتعيينات تدل على ما أكدته الحركة مرارا من أن آل سعود بعيدون عن الإصلاح ولا يريدون الإصلاح ولا يستطيعون الإصلاح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق