الصفحات

25 نوفمبر 2011

دعوات للتظاهر بالسعودية والبحرين.. ومخاوف من تصعيد بالخليج


لندن ـ 'القدس العربي' ـ من احمد المصري: تشهد السعودية والبحرين تصعيدا خطيرا تزايدت وتيرته بحدة خلال الاسبوع الماضي، من المرجح حسب مراقبين ان يتجه الى مزيد من التصعيد خلال الايام القليلة القادمة، خاصة مع اقتراب موعد احياء ذكرى عاشوراء عند الشيعة، والذين تشهد مناطقهم خاصة في البحرين والسعودية اشتباكات مع رجال الامن ادت الى سقوط قتلى وجرحى، اضافة الى اعتزام المعارضتين السعودية والبحرينية تنظيم مظاهرات حاشدة اليوم الجمعة، مما يثير مخاوف من اندلاع ثورة شيعية في منطقة الخليج.
ولقي شابان من الشيعة مصرعهما في محافظة القطيف السعودية مساء الاربعاء في احتجاجات بدأت خلال تشييع قتيلين سقطا في وقت سابق، ما يرفع الى اربعة عدد القتلى الذين سقطوا في المنطقة منذ مساء الاحد.
وفي البحرين أطلقت قوات الأمن مساء امس الخميس الغازات المسيلة للدموع على المئات من المتظاهرين الذين حاولوا الخروج في مسيرة بمنطقة عالي جنوب غرب العاصمة البحرينية المنامة بعد تشييع جنازة رجل صدمته سيارة تابعة للشرطة البحرينية الأربعاء.
ويأتي هذا التوتر بعد ما حمّل تقرير اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق الأربعاء الحكومة البحرينية مسؤولية الانتهاكات التي حصلت أثناء حركة الاحتجاجات المطالبة بإصلاحات سياسية ودستورية التي شهدتها البلاد.
وكان المشاركون في المسيرة يرددون شعارات مناهضة للنظام ويطالبون بإقالة رئيس الوزراء خليفة بن سلمان آل خليفة الذي يتولى هذا المنصب منذ 42 عاما، وينددون باستمرار قمع المسيرة.
ويرى مراقبون ان هذه الاحتجاجات تأتي في ظل تزايد الضغوط الغربية على ايران بسبب اتهامات لطهران بالسعي لامتلاك سلاح نووي، اضافة الى الضغوط الدولية والعربية تجاه سورية بسبب قمع سلطات دمشق للاحتجاجات المستمرة منذ اكثر من 8 شهور والتي تطالب برحيل الرئيس السوري بشار الاسد، ولطالما اتهمت السلطات في البحرين والسعودية مواطنيهما الشيعة بالتبعية الى ايران وهو ما تنفيه رموز الشيعة العرب جملة وتفصيلا.
ويرجح مهتمون بالشأن السوري ان هذا التصعيد من قبل الشيعة في دول الخليج سيصب في مصلحة النظام في سورية، خاصة وان السعودية انتقدت النظام في دمشق اكثر من مرة ودعته للقبول بمبادرة الجامعة العربية، اضافة الى الحملة الاعلامية التي يشنها الاعلام السعودي ضد الرئيس السوري، مما سيزيد من الضغوط على الرياض والمنامة في حال سقوط مزيد من القتلى خلال الاحتجاجات في البلدين الخليجيين.
ويتابع المراقبون ان السعودية والبحرين ستجدان نفسيهما في موقف لا تحسدان عليه في حال استمرت اجهزتهما الامنية في قمع المحتجين الشيعة، خاصة في ظل طلبهما من النظام في دمشق بما لا تقومان هما به من تهدئة وعدم استخدام للقوة مع المحتجين، بالطبع مع الفارق الكبير في عدد القتلى بين كل من سورية والبحرين والسعودية.
ويرى الخبير الالماني فى شؤون الشرق الأوسط شتيفن هيرتوغ في تصريحات اوردها موقع تلفزيون 'دوتشيه فيليه' ان السعودية التي دعمت البحرين عسكريا في مواجهة المتظاهرين وتقف الآن موقفا مضادا من الثورة السورية لا يحركها سوى موقف عدائي من سورية، التي تمثل جزءا من المحور الشيعي في الشرق الأوسط مناهضا للأمريكان ومعاديا للسعودية، كما ينتمي إليه أيضا حزب الله وايران، لكن نظام البحرين وبحسب الخبير الألماني كان دائما مقربا إلى السعودية. 
وبحثت قيادات قوات الأمن السعودية في الدمام شرق المملكة امس الخميس تطورات الموقف في المنطقة الشرقية وسبل مواجهة مظاهرات يعتزم الشيعة القيام بها اليوم الجمعة في القطيف بعد صلاتي الظهر والعصر.
من جانبه اتهم المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي جهات خارجية بالوقوف وراء أعمال الشغب التي وقعت في منطقة القطيف شرق المملكة والتي أدت إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة تسعة آخرين مؤكدا أن الحالة الأمنية في القطيف جيدة، وهي نفس الاتهامات التي يوجهها النظام في سورية للمحتجين.
وقال التركي في مؤتمر صحافي عقده مساء امس الخميس في الرياض 'هناك عناصر خارجية مسؤولة ، لم يسمها، عن تلك الأعمال التي وقعت في القطيف'.
وعن رصد أي اتصالات للمحتجين مع الخارج قال 'لدينا معلومات بارتباط هؤلاء بعناصر خارجية'، مشيرا إلى 'أنها عناصر مأجورة' وقال 'لا نعلق ما نواجهه على شماعات'، مؤكدا إننا 'لن نسمح لأي شخص أن ينال من أمن المواطن في المملكة'.
وقال بيان بثته وزارة الداخلية السعودية امس االخميس إن 'مندسين' يطلقون النار مستغلين الأزقة والشوارع الضيقة، مضيفة أن قوات الأمن تعاملت مع الموقف بما يلزم.
وأوضح البيان أن هذه الأحداث تأتي وفقاً لما تمليه 'مخططات خارجية مغرضة'.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق