الصفحات

2 ديسمبر 2011

السعودية: فتاوى التكفير والتخوين مرة أخرى


ليست مفاجأة أن يقوم مشايخ في السعودية بإصدار فتاوى أو مواقف تستهدف من يملك رأيا مخالفا لقناعاتهم أو رؤاهم ، غير أنه في ظل حالة الإحتقان التي تعيشها المنطقة ، تغدو المواقف المتطرفة رميا للزيت على النار .
وفي هذا السياق ، تأتي المواقف الأخيرة لمفتي السعودية عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ ، تعليقا على  التظاهرات في منطقة القطيف ، لتصب النار على النار .
فقد قال عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ لصحيفة عكاظ السعودية ، إن الذين تظاهروا في القطيف هم فئة ضالة خبيثة، وهم ليسوا منا وإنما فئة ضالة تتبع أسيادها في الخارج ويأتمرون بأوامر خارجية وليس لهم علاقة بالوطن ولا في البلاد .
وبحسب آل الشيخ  أن الشرع يعتبر هؤلاء مفسدين وقتلة وفئة شاذة لا يعول عليها ولا يجوز التغاضي عنها..
وقد لاقت آراء وفتاوى مفتي السعودية ،استنكارا كبيرا من فئات واسعة ، لأنها تُخرج قسما كبيرا من المواطنين من الدائرتين الإسلامية والوطنية ، الأمر الذي يعني تكفيرهم وتخوينهم ، وبالتالي استباحة قتلهم .
ويقول مراقبون للوضع السعودي ،إن مواقف مفتي السعودية هي نسخة طبق الأصل عن مواقف وزارة الداخلية التي يشغلها ولي العهد نايف بن عبد العزيز ،وهذا ما يؤكد صحة التوقعات التي رافقت مجيئه إلى الموقع الثاني في الهرم السعودي ،وحيث التقت التوقعات حول أن التشدد والقبضة الأمنية ستشكلان محور السلوك السياسي والأمني في السعودية خلال هذه المرحلة .
مواقف  مفتي السعودية ، جاءت بعد استشهاد أربعة مواطنين وجرح آخرين في منطقة القطيف ،حين خرج متظاهرون سلميون يرددون شعارات إصلاحية .
 وتعليقا على ذلك ،قالت الصحفية الأميركية المقيمة في لندن كارول غولد: إنها لا تتفق مع السفير الأميركي في السعودية الذي قال إن السعودية بعيدة عن حركات
الإحتجاج  التي تعيشها المنطقة العربية  ، مضيفة: إن هناك موجات تجتاح المملكة، وإن عقول حكام السعودية صلبة ولا تحتمل أي تغيير، مؤكدة أن الأمر في السعودية ليس نزاعاً بين الشيعة والسنة.
واعتبرت كارول غولد أن رياح التغيير ليست بعيدة عن المملكة، وانتقدت  موقف المفتي السعودي من المحتجين في القطيف وغيرها من مناطق السعودية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق