الدوحة ـ ا ف ب: بدأت في الدوحة الاربعاء مناقشات جريئة بين رموز وشخصيات دينية خليجية سنية مع اخرى شيعية في ندوة تحمل عنوان 'دور التنوع المذهبي في مستقبل منطقة الخليج العربي'.
ويحضر الندوة التي تدوم يومين بالخصوص كل من رئيس تجمع الوحدة الوطنية في البحرين (السني) عبد اللطيف المحمود والامين العام لجمعية الوفاق البحرينية (شيعية) الشيخ علي سلمان.
وبالاضافة الى هاتين الشخصيتين البارزتين يوجد على قائمة المتدخلين في الندوة بالخصوص وليد الطبطبائي من الكويت وسيف المسكري من سلطنة عمان وابتسام الكتبي من الامارات وشخصيات اكاديمية ودينية من كل دول الخليج.
وتحدث في الجلسة الاولى للندوة بالخصوص الشيخ علي سلمان الذي نوه الى ان 'التنوع المذهبي في الوقت الحالي هو حالة سلبية وعلينا ان نجعل منه حالة طبيعية'.
وانتقد سلمان نظام الحكم في مملكة البحرين حيث الاغلبية شيعية والاسرة المالكة سنية، قائلا ان 'مشكلتنا في السياسة وليست في المذاهب'.
واستطرد قائلا 'هناك (في البحرين) اسرة حاكمة اسست لواقع طائفي تمييزي لحساب المصالح وليس لحساب مذهب ديني معين'.
وطالب الكاتب القطري محمد فهد القحطاني 'الحكومات الخليجية بالوقوف على مسافة واحدة من كل المذاهب'. في حين وصل الامر بمتدخل اخر من الحضور 'باحلال العلمانية في الانظمة الخليجية' لتفادي النزاعات المذهبية.
وتتناول الندوة التي يقيمها منتدى العلاقات العربية والدولية اوجه التباعد والتقارب بين الطائفتين السنية والشيعية في دول الخليج، وذلك على خلفية بعض الاحداث العنيفة التي جدت مؤخرا في البحرين وفي الكويت وفي المملكة العربية السعودية.
كما تأتي هذه التظاهرة الفكرية السياسية على خلفية الثورات التي جدت في عدد من الدول العربية، ويناقش الحاضرون مدى تأثيرها وعلاقتها بالتوترات الاخيرة في بعض الدول الخليجية.
ويذكر ان مخاوف دول خليجية تتصاعد ازاء اقلياتها الشيعية اذ تخشى من تحولها الى طابور خامس يخدم مصالح طهران على وقع تعاظم نفوذ الاخيرة واحتدام مواجهتها مع الغرب. ويؤكد الشيعة الخليجيون باستمرار ولاءهم لاوطانهم، وقد سارع وجهاء شيعة في السعودية مثلا الى التنديد بالتصريحات المسيئة لمشاعر السنة التي خرجت على لسان بعض غلاة الشيعة.
وكانت الصحافة الكويتية تناولت باسهاب في آب/اغسطس الماضي تقارير عن تواجد 'خلايا ارهابية نائمة' قد تقوم باعمال تخريبية في الكويت والبحرين والسعودية في حال تعرض ايران لضربة عسكرية.
ويشكل الشيعة نحو ثلث الكويتيين البالغ عددهم 1,1 مليون نسمة، ولديهم تسعة اعضاء في مجلس الامة المؤلف من خمسين مقعدا اضافة الى وزيرين في الحكومة السابقة المؤلفة من 16 وزيرا.
ويبدو وضع هؤلاء افضل من الشيعة السعوديين الذين يشكلون عشر المواطنين بحسب التقديرات ويتركز وجودهم في المنطقة الشرقية، اذ يشتكون من تغييبهم عن الوظائف السياسية والامنية الكبرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق