الصفحات

2 ديسمبر 2011

تفاعلات تعيين الأمير نايف وليا للعهد داخل السعودية



القرار الملكي بتعيين الأمير نايف وليا للعهد في المملكة العربية السعودية ما زال يتفاعل داخل المملكة والأسرة الحاكمة التي على ما يبدو تعيش تصاعدا في الخلافات بين أفرادها ولا سيما ممن يتصارعون على السلطة .
 وكتب الأمير طلال على موقعه في شبكة الإنترنت أنه رفع للملك عبد الله استقالته من دون أن يحدد أسباب هذه الاستقالة والتي تعتبر أمراً نادراً في السعودية، وتأتي استقالة الأمير طلال بعد أكثر من أسبوعين على اختيار أخيه غير الشقيق الأمير نايف ولياً للعهد بعد وفاة الأمير سلطان إثر صراع طويل مع المرض.
الأمير طلال المستقيل من الهيئة هو أحد أبناء مؤسس المملكة الملك عبد العزيز السبعة عشر الأحياء, ويوصف بأنه من المدافعين منذ مدة طويلة عن الخط الإصلاحي في المملكة.
 وفي عام 2007, تقدم بطلب إنشاء حزب سياسي مع أن تشكيل الأحزاب السياسية محظور في السعودية.
وبالإضافة إلى ما سبق, يرى الأمير طلال أن المملكة يجب أن تتدرج نحو انتخابات وأنه يتعين البدء في توسيع سلطات مجلس الشورى السعودي.
وبالنظر إلى وجهات النظر المتعارضة السابقة بين ولي العهد والأمير طلال, فقد أعرب البعض عن مخاوفه من تأثيرها سلبيا على استقرار العائلة المالكة في السعودية .
وبصفة عامة وإلى حين اتضاح طبيعة الأمور أكثر وأكثر خلال الأيام المقبلة , فإن الأمر الذي يجمع عليه كثيرون أن استقالة الأمير طلال تعكس خيبة أمله إزاء المضي بمسيرة الإصلاحات في المملكة بعد تعيين الأمير نايف وليا للعهد. 
مراقبون للشأن السياسي السعودي يرون أن استقالة الأمير السعودي طلال بن عبد العزيز من هيئة ؟؟؟؟؟؟؟...؟؟؟؟؟ تولى اختيار ولي العهد في السعودية كاعتراض على تعيين الأمير نايف ولي للعهد وكذلك إقصاء الأمير عبد الرحمن من منصب نائب وزير الدفاع بعد تمنعه من بيعة نايف كولي للعهد ينذر باشتداد واستفحال الخلافات داخل العائلة الحاكمة وظهورها إلى العلن في الفترة المقبلة.. فقد اخترنا صاحب السمو الملكي الأمير نايف ابن عبد العزيز ولياً للعهد.. قرار الأمير طلال الأخ غير الشقيق للملك عبد الله بالاستقالة جاء بعد أن أعلن الأخير تعيين الأمير نايف ولياً للعهد دون العودة لهيئة البيعة معتبراً ذلك مخالفاً لمقررات الهيئة ووظيفتها بعد أن أصبحت بمثابة شاهد زور على ما يجري من تسويات بين الملك ووزير الداخلية، ويعتقد المراقبون بأن المشكلة ستتفاقم فهناك امراء آخرون معترضون على هذه الخطوة مثل الأمير عبد الرحمن نائب وزير الدفاع والأمير تركي بن عبد العزيز الذي عاد من مصر قبل موت الأمير سلطان.
وعن مؤشرات استقالة الأمير طلال على انشقاق العائلة الحاكمة بالسعودية؟ قال الخبير الألماني غيدو شتاينبيرغ  لموقع "DW" الألماني :   الأمير طلال كان يعيش في شبه عزلة منذ الستينيات إلى حد ما داخل هذه الأسرة، وكان من المعروف أنه لن يصبح ملكاً في المستقبل وأن الاختلافات في وجهات النظر بينه وبين الأمراء الآخرين عميقة نسبياً.
   المسألة قد تكون إلى حد ما مسألة صراع. ولكن يوجد الكثير من التيارات حتى في الأسرة الملكية. فهناك إصلاحيون ولكن يوجد أيضاً محافظون-إصلاحيون مثل الملك عبد الله. وكان الملك عبد الله يأمل بالبداية وأيضاً الأمير طلال والكثير من المحافظين-الإصلاحيين أن يصبح ولي العهد أميراً آخر غير الأمير نايف.
  هناك بعض الأمراء الإصلاحيين نسبياً مثل الأمير طلال وابنه، ولكنهم يشكلون أقلية صغيرة. الأكثرية في صدارة الأسرة الملكية هم من المحافظين نسبياً، ولكنهم قريبون جداً إلى الولايات المتحدة وهم إلى حد ما مناهضون لإيران وسورية وحزب الله، وهؤلاء هم الذين أصبحوا حالياً القسم الأكبر داخل هذه الأسرة. وكل ما حدث من ولاية الأمير نايف وأيضاً ولاية العهد المقبلة المتوقعة للأمير سلمان يشكل خيبة أمل لكل الذين كانوا يأملون في حدوث إصلاحات في البلاد منذ تتويج الملك عبد الله، ويأملون في رجحان كفة التيار الإصلاحي بمن فيهم الملك عبد الله وأبناء الملك فيصل مثل وزير الخارجية سعود الفيصل وأخوه خالد محافظ مكة، وهم من المحافظين ولكن في نفس الوقت يهتمون كثيراً بالإصلاح. وعلى ما يبدو سينتهي دورهم القوي في السياسة السعودية بعد أن يتوفى الملك عبد الله مستقبلاً.
 وبحسب الخبير الألماني نفسه :  ليس هناك إصلاح في السعودية. وكل إصلاحات الملك عبد الله حتى الآن كانت إصلاحات تجميلية نسبياً. وقال : لا أرى مستقبلاً لهذه الإصلاحات. فهذه الدولة ليست قادرة على إجراء إصلاحات جوهرية، وهذا بسبب التحالف القوي بين الأسرة الحاكمة والعلماء الوهابيين. وبدون نهاية هذا التحالف لن يكون الإصلاح السياسي الجوهري ممكناً في المملكة العربية السعودية. وأنا أرى أنه على المدى البعيد ستختفي هذه الأُسرة الحاكمة من الوجود في السعودية.
  ويضيف الخبير الألماني:   لا يمكن في السعودية إصلاح السياسة باتجاه الشيعة مثلاً في المنطقة الشرقية، لذا ليست هناك حقوق متساوية سياسياً لكل المواطنين السعوديين. فتحالف الدولة مع الوهابيين هو أهم معوّق لإجراء إصلاحات جوهرية في البلاد. ولذلك فإن النظام السعودي لن يكون له مستقبل وخصوصاً بعد انتهاء حقبة النفط ونضوبه.  بانتظار أن تتكشف أكثر ملابسات استقالة الأمير طلال بن عبد العزيز من هيئة البيعة , لا يمكن الرهان على تغييرات باتجاه الإصلاح في المملكة العربية السعودية كما يقول الخبراء في الداخل والخارج . وعليه تبقى الأمور مرهونة لمستقبل الصراع على الخلافة داخل صفوف الأسرة الحاكمة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق