الصفحات

10 ديسمبر 2011

فريق الرصد في حسم يوثق شهادة السيدة عزة الزهراني بعد الإعتداء عليها من قبل قوات الأمن


بسم الله الرحمن الرحيم


فريق الرصد والمتابعة بجمعية "حسم"
يوثق- بالصور والفيديو- آثار اعتداء قوات الأمن وضباط المباحث على
المواطنة عزة بنت ناصر محمد الزهراني
وأفراد أسرتها عند زيارة أبنيهم المعتقلين في
سجن الحائر السياسي بالرياض
                                

الرياض، المملكة العربية السعودية
السبت، ١5 محرم ١٤٣٣ هـ، الموافق 10 ديسمبر ٢٠١١م.

الحمد لله رب العالمين والصلاة على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه الذين أقاموا معالم العدل والشورى،

تدين جمعية الحقوق المدنية والسياسية (حسم) في المملكة العربية السعودية خشونة تعامل رجال الأمن، والافراط في استخدام القوة ضد أفراد أسرة مكونة من أحد عشر شخصاً (٩ أفراد الأسرة، بالاضافة إلى ابنين معتقلين في سجن الحائر السياسي: فارس ومحمد أحمد جمعان شويل الزهراني)، وكانت أفراد الأسرة قد أتت من منطقة الباحة (تبعد أكثر من ١٠٠٠ كم جنوب مدينة الرياض) لزيارة أبنيهم المعتقلين في سجن الحائر السياسي منذ أكثر من ثمان سنوات دون تهم أو محاكمات علانية وعادلة، وكان موعد الزيارة محدد الساعة الثانية ظهراً من يوم الثلاثاء ١١ محرم ١٤٣٣ هـ، الموافق ٥ ديسمبر ٢٠١١م.


وكانت الأسرة قد طالبت إدارة السجن نقل ابنيهم إلى منطقة مجاورة حتى تتمكن من الزيارة دون تكاليف باهظة ترهق كاهل الأسرة محددودة الدخل والقدرة المادية، كما طالبت الأسرة إدارة السجن الحصول على وكالة   لتسيير بعض الأمور المتعلقة بأبنهم فارس، إلا إن إدارة سجن الحائر السياسي- الذي تديره المباحث العامة- تعمد المماطلة في تلبية طلبات الأسرة المكلومة في فقدان أبنائها في غياهب سجن الحائر، الذي هو حقاً أكبر مقبرة في العالم للأحياء المعتقلين خارج سلطة القانون، وقد تحصلت الأسرة على وكالة من الأبن فارس تنحصر في توكيل والده في الحق في تطليق زوجته فقط، دون الحق في القيام بأية إجراءات أخرى، مما يعكس نية سيئة تهدف إلى هدم بيوت المساجين لتفريقهم عن زوجاتهم، وعند تسلم الأسرة للوكالة الناقصة طالبت السجانين بمقابلة مدير السجن، الذي رفض مقابلتهم بحجة أنه لن يأتي إلا بعد أسبوعين، فأتى شخص (أسمى نفسه أبو أحمد) أدعى بأنه المسئول، فتوجه لفارس وقال له: "سوف أقتلك ولن يعلم عنك أحد ولن يحزن عليك سوى أمك وأبوك"، وكان خلف هذا الضابط رجل أمن يحمل كمرة تصوير تلفزيونية يسجل جميع ما يحدث داخل غرفة الزيارة.

وكانت الأسرة قد وصلت إلى طريق مسدود بعد مراجعة متكررة لكبار المسئولين في وزارة الداخلية، وكانت الردود هي عبارة عن وعود مكذوبة أو محاولات مكشوفة لاستفزاز أفراد بقراءة ملفاتهما لدى الوزارة فقط، دون إبداء أية معلومات جديدة عن أوضاعهم القانونية، مما دفع أفراد الأسرة إلى الإصرار على البقاء داخل غرفة الزيارة وطلب مقابلة مسئول السجن، وبعد لحظات أتت قوة من مكافحة الشغب مدججة بالسلاح والرشاشات، مرتدين ملابس وخوذات وأقنعة مكافحة الشغب، يرافقهم مجموعة من السجانات، وهاجموا غرفة الزيارة واعتدوا بالضرب على أفراد الأسرة المتواجدين داخل غرفة الزيارة، مما روع النساء والأطفال الذين أخذوا يصرخون من هول الموقف، مما دفع جدهم (أحمد جمعان شويل الزهراني) إلى حمايتهم من الهجوم، وقد أصيبت السيدة عزة الزهراني (٥١ عام) بضربة في الرأس والأنف، وكسر في اليد، والاعتداء على الأبن فارس الذي أصيب بجرح في رجله، والأبن محمد حدثت له إصابه في اليد، لا نعلم خطورة الإصابة لأن فارس ومحمد لازالا خلف القضبان، وتخشى الأسرة من تعرضمها لتعذيب شديد على أيدي السجانين انتقاماً منهما، ولم تحاول إدارة السجن معالجة الموقف بنقل المصابين للمستشفى، بل قامت برميهم في الشارع، مما حدى أفراد الأسرة إلى نقل السيدة (عزة بنت ناصر الزهراني) إلى مستشفى الملك سعود المركزي (الشميسي) بالرياض، فتتلقى العلاج من الكدمات والكسر في ذراعها الأيسر. 

وتعاني الأسرة- محدودة الدخل- من تكاليف باهظة حينما تسافر من منطقة الباحة إلى الرياض (أكثر من ١٠٠٠ كم)، ولا تعلم الأسرة ما هي النهاية لهذه المعاناة المستمرة، لا سيما أن أبنائها المعتقلين يعانون من الأمراض، وظروف سجن قاسية وتضييق السجانين عليهم، بالإضافة إلى تعمد إهانة وإذلال أفراد الأسرة أثناء الزيارة من التفتيش لمناطق حساسة في أجساد النساء، وتتساءل السيدة عزة الزهراني: "هل تريدونني أن أشعل النار في جسدي كما فعل بوعزيزي تونس؟؟!!".

وتؤكد السيدة (عزة الزهراني) تعرض أبنائها في المعتقل لتعذيب جسدي ونفسي شديد، مثل التعليق وقوفاً لفترة طويلة جداً ورشهم بالماء البارد، وحرمانهم من ملابس مناسبة في الشتاء، وعدم اعطائهم وجبات غذائية مناسبة، مما تسبب لهم في أمراض نفسية شديدة، وسمعت عن حالات انهيار نفسي لبعض السجناء، وتطالب بالإفراج الفوري عن أبنائها (فارس ومحمد) لاسيما انهم قد أمضوا أكثر من ثمان سنوات دون عرضهم على محكمة علانية وعادلة، وتطالب بالإفراج عن بقية المعتقلين في سجون المباحث المختلفة، في الحائر ورهبان والدمام وبقية سجون المباحث الأخرى، كما تطالب فتح تحقيق في ملابسات إعتداء قوات الطوارئ عليها وعلى بقية أفراد أسرتها، ومعاقبة الذين تورطوا في الإعتداء عليها، وتعويضهم مادياً ورد إعتبارهم.

وتستغرب جمعية الحقوق المدنية والسياسية (حسم) من تجاهل السلطات السعودية- وزارة الداخلية وهيئة التحقيق والإدعاء العام- لحدث جلل يتعلق بالاعتداء على أسرة أثناء زيارتها لأبنائها المعتقلين، بل إن الجمعية تستنكر عدم فتح تحقيق حول ملابسات القضية حتى هذه اللحظة، وهذا يدل على مدى إهتمام وزير الداخلية- الذي أصبح مؤخراً ولياً للعهد- بشؤون المواطنين، الذين يعاملهم زبانية وزارة الداخلية كقطيع من العبيد، بل أسوأ من ذلك وكأن المواطنين أحط من البهائم أو الحشرات، بل إن الخيول في اسطبل الخالدية والاسطبل الأزرق تحظى بمعاملة أفضل من السجناء في سجون وزارة الداخلية ؟!!

ولعل ما حصل للسيدة عزة الزهراني وبقية أفراد أسرتها يثبت كذبة تغير تعامل وزير الداخلية مع المواطنين، الذين يسحقهم بقوة الحديد والنار!!

وتنتهز جمعية (حسم ) هذه الفرصة لتذكر كبار مسئولي وزارة الداخلية والعناصر الفاسدة في جهاز المباحث من محققين وسجانين والمدعي العام القضاة المتواطئين مع وزارة الداخلية بأن سجلات انتهاكاتهم الصارخة لحقوق الإنسان قد فتحت، ونحن نرصد أسمائهم ورتبهم والجرائم التي أقترفوها ضد الأبرياء، وسيأتي اليوم الذي يمثلون فيه أمام محاكم شعبية تنصف المظلوم وتقتص من الظالم، إنه يوماً يراه الظالمون بعيداً ونراه قريباً،

إن غداً لناظره قريب!!

والله ولي التوفيق،،

جمعية الحقوق المدنية والسياسية (حسم) في السعوديةhttp://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=rTbW5sWwMCk

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق