الصفحات

26 أبريل 2012

صورة السعودية تتراجع في الشارع العربي بوصفها دولة قمعية من الطراز الأول


أدت قضية المحامي المصري "احمد الجيزاوي" الذي جرى توقيفه في السعودية، وسط تضارب الاتهامات الرسمية له، إلى تراجع صورة المملكة بشكل كبير في الشارع العربي.
وكانت المملكة قد صرحت في البداية أن المحامي تم توقيفه بسبب إهانة الذات الملكية، ثم ما لبس السفير السعودي أن صرح بأن التوقيف جاء بسبب حيازته مواد مخدرة، وهي التهمة التي لم يتم تصديقها في الشارع العربي، مما جعل المواطن يكتشف حقيقة القمع السعودي ومحاربته الحريات.
وقالت "شيرين الجيزاوى" شقيقة "الجيزاوي" أن السلطات السعودية تحول شقيقها إلى "خالد سعيد" على الطريقة السعودية عبر تلفيق اتهامات تهريب المخدرات له، "وهو ما يتنافى مع المنطق فكيف يهرب هذا الكم من المخدر دون أن يضبط فى مطار القاهرة، كما تم استيقافه قبل أن يتم تفتيش شنطة من الأساس".
وأضافت شيرين: "يحاولون استفزاز الرأي العام وتقليب المتعاطفين والمتضامنين مع احمد بنشر صورة مصحف بداخلها المخدر، ولم يخرج ادعائهم إلا بعد 8 أيام من القبض عليه وبعد وجود بعض الضغوط للإفراج عنه، فبيان السفارة لم يخرج إلا بعد تظاهرنا أمامها بالأمس".
ونفت شيرين الاتهامات التي وجهها الأمن السعودي لشقيقها معتبرة أن هذا الأسلوب هو "محاولة لتشويه شقيقها وتبرير اعتقاله بعد حالة الرفض المستمرة منذ أيام، متسائلة عن أسباب عدم إعلان تلك الاتهامات حتى قيامهم بالتظاهر أمام السفارة السعودية  8 أيام ليقولوا لماذا يعتقلون مواطن .. كانوا بيعدوا ال21000 قرص؟!".
وتساءلت شيرين: "لماذا احتجزوه قبل أن تفتش شنطه أصلا إن كان اتهامهم صحيح.. وكيف يدخل من مطار القاهرة بهذه الكمية من الأقراص، فلو كان وزن القرص 2 جم فقط فستكون حمولته 42 كجم من المخدر هل يعقل أن يتم تهريب تلك الكمية التي تفوق حمولة المسافر على الطائرة أصلا".
واتهمت شيرين الخارجية المصرية بالتقصير وعدم رعاية مصالح رعاياها، "بل تجاوز السفير المصري بالسعودية فى تصريحات إعلامية بالأمس لاتهام احمد بأنه هرب المخدر بالفعل، هل حضر معه التحقيق أًصلا؟ هل زار أحمد وسأل عما يتعرض له داخل محبسه؟ هل تحدث إليه وسأله عن الاعتراف الذي يقول إن احمد وقع عليه؟ وهل عرف فى أي ظروف وتحت أي ضغوط أو تعذيب أو إرهاب وقع عليه إن كان قد وقع بالفعل؟".
وطالبت شيرين بمحاكمة السفير المصري بالسعودية بتهمة التقصير فى رعاية مصالح المصريين وتشويه صورة أخيها دون دليل "حتى لو أخطأ مواطن مصري بالخارج فدور السفارة أن تحميه لا أن تتهمه وتدافع عن السلطات السعودية.. الخارجية بتاعتنا بتفتري على أخويا بدل ما تدور على حقه"، مضيفة أن أحدًا من الخارجية لا يخبرهم بأي معلومات بشأن شقيقها أو موقفه القانوني".
واستنكرت الجيزاوى موقف نائب بالشعب لم تسمه وإن وصفته "بالنائب السلفي"، والذي علق أثناء جلسة الاستماع التي انعقدت بالأمس أمام لجنة حقوق الإنسان، حيث قال "مش عايزين نكبر الموضوع .. علاقاتنا بالسعودية أكبر من كل الكلام ده"، متسائلة: "هما دول نواب الشعب اللي هيجيبولنا حقنا .. خاصة أن جلسة الاستماع انتهت إلى لا شيء ؟".
وأضافت شيرين أنها التقت أمس السفير السعودي لأقل من دقيقتين لم يسمح خلالهم لها بالحديث بل قال لها: "مفيش حكم بحبس اخوكى ولا جلده .. وأنا هابحث بشكل شخصي عودة أحمد .. مع السلامة"، معتبرة أن "انبطاح وتخاذل حكومة الجنزورى والمجلس العسكري ونواب الشعب هو السبب فى إهانة المصريين بهذا الشكل، ولو كان لدينا قانون معاملة بالمثل كانوا احترمونا".
وقالت شيرين أنها لا تعرف أي معلومات عن أخيها عبر الجهات الرسمية أو الخارجية، وإنها علمت من متابعين لشقيقها بالسعودية أنه احتجز خمسة أيام عقب اعتقاله بجن بجدة، ثم نقل إلى سجن زهبان، وبعد صدور البيان بالأمس قاموا بنقله اليوم إلى سجن خاص بالمتهمين بتهريب المخدرات، وهو ما اعتبرته دليلا على تلفيق الاتهام الذي لو كان صحيحا لنقل لسجن المهربين منذ البداية.
وأضافت شيرين: "الخارجية المصرية بصمت على بيان السفارة السعودية بدل ما تدافع عن مواطن مصري لم تحقق من صدق التهم الموجهة له"، مشيرة إلى أنهم سيتظاهرون اليوم أمام الخارجية وإن لم تتخذ موقفا فسيتظاهرون أمام وزارة الدفاع.
جدير بالذكر أن السلطات السعودية أصدرت أمس بيانا يتهم الجيزاوى بتهريب 21000 قرص مخدر، وذلك عقب احتجازه منذ ثمانية أيام ثارت خلالها أنباء بصدور حكم غيابي بحقه بتهمة العيب فى الذات الملكية، كما يذكر أن الجيزاوى كان قد قاضى الملك السعودي لاحتجاز مصريين بالسعودية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق