الصفحات

16 أبريل 2012

فورين بوليسي: من يكون الملك السعودي الجديد

يبدو جليا الضعف الذي بلغه كبار أفراد الأسرة المالكة في السعودية بسبب تقدمهم في العمر، في ذات الوقت يدور كلام في منطقة الخليج  عن حدوث تغييرين، وليس تغييراً واحداً، ستشهدهما قيادة المملكة في العام المقبل.
وعلى الرغم  عدم  تبنيهم  خطة معينة للخلافة، إلا أن وزير الدفاع الجديد الأمير سلمان يبدو في وضع جيد لاعتلاء العرش.
و تقف الأسرة الحاكمة في السعودية عند محطتها الأخيرة.. ويترأس الملك عبد الله، الذي يبلغ من العمر89 عاماً، الاجتماع الاعتيادي لمجلس الوزراء من مقر المراقبة في قصره بدلاً من الحضور شخصياً الى مبنى المجلس. بدا الملك، المسنود إلى كرسيه فيما تسند ظهره وسادة، منزعجاً على الصعيد الشخصي، وأيضاعلى صعيد الوضع السياسي العام  في  المنطقة,ما يحزن الملك ويغضبه أمران ما تمر به سوريا، فضلاً عن عدم مشاركة واشنطن لوجهة نظره بشأن ايران.
الى ذلك، وفي غضون يوم أو أكثر، يفترض أن يعود الى الوطن خليفة العرش السعودي وولي العهد الأمير نايف، الذي يبلغ من العمر 79 عاماً، بعد رحلة امتدت لأكثر من شهر خارج المملكة.  كان سافر أولاً الى المغرب لقضاء الإجازة، ثم غادر خلال أسبوع الى كليفلاند في ولاية أوهايو،لإجراء فحوص روتينية قبل أن يغادر الى الجزائر. مسار رحلة الأمير،  إثر مغادرته كليفلاند، أجج التكهنات حول خطورة حالته الصحيّة, وفي الأشهر القليلة الماضية، أضاف الأمير نايف عصا الى غرفة ملابسه وظهرت عليه الانتفاخات "السترويدية"، مجدداً بذلك التكهنات حول إصابته بالسرطان، وهو سرطان دم على الأرجح قد يكون عاد إليه بعد فترة راحة استمرت سنوات؟
الأمير سلمان، الذي يبلغ من العمر 76 عاماً،  يمارس دوراً قيادياً بشكل مضطرد، تأتضح جليا في ترقيته في تشرين الثاني الماضي الى منصب وزير الدفاع بعد وفاة ولي العهد آنذاك الأمير سلطان. و امتلأت صفحات الصحف السعودية خلال الأسابيع الماضية بتقارير وصور للأمير سلمان.
أثناء تفقده الوحدات العسكرية في مختلف أنحاء البلاد. وفي الأسبوع الماضي، زار وزير الدفاع السعودي لندن في سياق استعراض للعلاقات العسكرية المتينة بين السعودية وبريطانيا، علماً أن العلاقة على خط الرياض لندن تأتي من حيث الأهمية مباشرة بعد علاقة التحالف التاريخية التي تربط الرياض بواشنطن. وقد يكون الهدف وراء تخطي العاصمة الأميركية بعث رسالة سعودية مفادها أن ما يظهر من هوس لدى البيت الأبيض في إحداث تغييرات سياسية في الشرق الأوسط، ليس محلّ ترحيب في الرياض.
يُعرف الأمير سلمان، الذي حكم الرياض لفترة طويلة، بين زواره الذين يُعدّون من كبار الشخصيات الدولية، ومع ذلك، فإن معرفته بالعالم لا تجعل منه شخصية عالمية.
يُذكر أنه عقب هجمات 11 أيلول على أميركا، قال الأمير سلمان للسفير الأميركي روبرت جوردان، الذي كان قد جرى تعيينه حديثاً، إن هذه الهجمات هي "مخطط صهيوني",اضطر السفير حينها أن يطلب من مسؤولين في وكالة الاستخبارات الأميركية القيام بزيارة المملكة لإقناع أفراد الأسرة المالكة بعكس هذه الفرضية. (ذكر جوردان تلك القصة خلال منتدى عقده "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" في العام 2009).
في نهاية المطاف،  لو أصبح الأمير سلمان الملك عما قريب، فمن المستبعد أن يبقى في الحكم لفترة طويلة. فالصور الفوتوغرافية للأمير تظهر أنه، على الرغم من العلاج الفيزيائي الذي يخضع له، لا يستطيع استخدام يده اليسرى كما يستخدم اليمنى. ويشار إلى ان سجل عائلة الأمير الصحي مليئ بمجموعة من المشاكل الصحية.
هناك الكثير من أبناء المؤسس الملك عبد العزيز لكن لايبدو أن هناك منافساً واضحاً ينتظر.  عدا الأمير مقرن، النجل الأكبر ورئيس جهاز الاستخبارات الحالي، يعدّ مرشحاً فيما يمكن أن يشكل نسب أمه "يمنية الأصل" عائقاً أمام بلوغه السلطة.

أيضا يحتمل توقع منافسة مفتوحة بين أبناء كل من عبد الله ونايف وسلمان. ابن الملك عبد الله الأبرز هو متعب الذي يرأس الحرس لوطني،  عبد العزيز أيضاً نائب وزير الشؤون الخارجية. في المقابل، هناك محمد نجل الأمير نايف وهو مساعد وزير الداخلية، ويحظى بالاحترام لجهوده في مجال مكافحة الإرهاب. أما عبد العزيز، نجل سلمان، فهو مساعد وزير النفط.
  العمر المتقدّم للعائلة السعودية الحاكمة سيزج بالمملكة في سلسلة من التغييرات خلال السنوات القادمة، في منطقة مضطربة مع احتدام الأزمة السورية، اليمن أيضا يعج بالفوضى. ، لذا رؤوس الأموال الأجنبية ترى في مستقبل السعودية القريب مرحلة عصيبة لكنها متوقعة.
*فورين بوليسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق