وكالة الجزيرة العربية للأنباء -
أكد قاضي سعودي سابق، أن ضعف مرتبات القضاة في المملكة تضعهم أمام مغريات عديدة، مؤكدًا أن رفض قيادة المرأة للسيارة " يضحك علينا الأمم"!
وطالب القاضي السابق الذي يعمل حالياً في سلك المحاماة، باستحداث نظام جديد يضبط العلاقة بين المحامي والقاضي، من أجل صيانة واجبات وحقوق كل طرف على حده، مشيراً إلى أن بعض القضاة يتجاوزون صلاحياتهم بكثير لعدم وجود حدٍ لها.
وقال "محمد الجذلاني" الذي عمل قاضياً لسنوات قبل أن يترك هذا المجال ويتحول إلى محامٍ، إن تجاوز بعض القضاة لصلاحياتهم يستدعي وجود نظام جديد يحكم العلاقة بينه وبين المحامي، مشيراً إلى أن القاضي في السعودية يستطيع أن يطبق أي عقوبة ليست موجودة بالنظام على عكس المحامي الذي تضبطه بنود لعقوبات معينة تطبق على الشخص المخالف.
واعترف الجذلاني بأن من بين الأسباب التي دفعته لترك عمله في السلك القضائي، الأوضاع غير المريحة لوظيفة القاضي التي تفتقر لميزات مقارنة مع العمل في القطاع الخاص، مبيناً أنه الآن يتمتع بامتيازات تفوق ما كان يتمتع به في السلك القضائي رغم أنه يبذل أقل من الجهد الذي كان يبذله في عمله الحكومي بكثير، ويتقاضى أضعاف راتبه الحكومي.
ووصف وضع القضاة بـ"السيىء" من ناحية الحقوق الوظيفية، موضحاً أن بعض أساتذة الجامعات يتمتعون بميزات وعلاوات سنوية بعكس القاضي هذا دون أن رواتبهم أعلى من القضاة وهذا ما يجهله المجتمع، وهو أمر يستدعي رفع الرواتب.
كما طالب بحماية القاضي من أي مغريات أو ضغوط، لافتاً إلى أن الوظيفة في المحاكم سيئة لا تساعد القاضي على أخذ وقته لنظر في القضية وتأملها ودراستها كما يجب، موضحاً أنه "من الطبيعي أن تكون الأحكام سيئة"، مبرراً ذلك بأن المكاتب الخاصة بالقضاة عكس مكاتب القضاة المتهالكة، وطريقة أرشفة الأوراق بطرق بدائية وكتابة الصكوك بالقلم والتي توحي للشخص أننا نعيش في القرون الوسطى.
ونفى "الجذلاني" أن يكون دافعه للحديث هو مهاجمة القضاء السعودي بعد استقالته، مشيراً إلى أنه رجل يعيش وسط مجتمع له رأيه وله نظرته التي تحتمل الصواب والخطأ معاً، مبيناً أنه لا يؤيد أن يصرح أي موظف حكومي بأي أمر وهو على رأس العمل، خاصة المتقلدين لمناصب شرعية نظراً لأن حساسية حديثهم أكبر وأكثر تأثيراً من أي مناصب أخرى.
وقال القاضي السابق أنه كان يحمل بين جعبته أهدافاً عدة يتمنى تحقيقها إلا أن منصبه كموظف حكومي عامة وشرعي خاصة كان يمنعه، إضافة إلى أنه لو كان من الذين صرحوا وهم على رأس العمل لتسبب في حرج كبير للمسؤولية، مشدداً على أنه يحرص على النقد البناء متمنياً أن تكون أراؤه تحمل نقداً أو إصلاحاً وذا تأثير في المجتمع السعودي.
وعن نظرته للمرأة وحقوقها التي ينادي بها الكثيرون كإدخال الرياضة في المدارس الحكومية في السعودية وقيادة المرأة للسيارة، قال إنه مع المطالبين بإدراج الرياضة في مدارس البنات الحكومية، معتبراً أن الرياضة هي حل للكثير من مشاكل الفتيات، رافضاً في الوقت ذاته أن تقتحم المرأة عالم الأولمبياد وأن تشارك حتى لو كانت بعض المباريات نسائية احتراماً لعادات وتقاليد المجتمع.
ورأى أن رفض قيادة المرأة للسيارة " يضحك علينا الأمم"، مشيراً إلى أنه يؤمن بأن ذلك حق بشري للبشرية كافة رجالاً كانوا أو نساء، مطالباً بأن تكون في حدود ضيقة داخل مدينتها فقط ووفقاً لضوابط كأن تحدد ساعات معينة للقيادة إضافة إلى تحديد سن للسائقات، ولا يسمح لمن هن دونها أن يقدن.
وأشار إلى أن تلك الضوابط مبدئية حتى يتقبل المجتمع الفكرة، مشدداً على أن الرفض القطعي لقيادتها لسيارة مضحك كون الزمن سيفرضها علينا لعدم وجود مانع شرعي لذلك، وطالب في الوقت ذاته، بتعيين سجّانات في مراكز توقيف مخصصة لنساء فقط وتديرها نساء وألا يتم إيقاف أي سيارة تقودها امرأة حتى وإن خالفت قوانين السير والمرور وفي حال وقوع حادث فيتم استدعاء السجانات فقط!.
الجدير بالذكر أن وزير العدل الدكتور محمد العيسى أوضح في وقت سابق أن بعض القضاة في المحاكم الشرعية يضطرون إلى أخذ إجازة للحكم في بعض القضايا وإنهائها، موضحاً أن بعض القضايا تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين يستدعيان طلب خلوة علمية، وأن القاضي ليس موظفاً عاماً يستقبل المراجعين.
وقال في الوقت ذاته إن ما بين القاضي والمترافعين جلسة الحكم فقط، فإذا جاء الشخص إلى القاضي ليناقشه في مكتبه فإنه بذلك سيخل بسير العدالة، مشيراً إلى أن القاضي يجب أن يكون موجوداً في موعد الجلسة، ومهمته استقبال المتخاصمين لا المراجعين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق