الصفحات

22 يونيو 2012

كيف عملت وسائل إعلام سعودية على الترويج للمرشح أحمد شفيق؟


التدخل السعودي بشؤون مصر جرى تداوله في مصر وخارجها قبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية وخلالها . وما الوثيقة الرسمية السرية التي جرى الكشف عنها والموجهة من وزارة الخارجية السعودية إلى سفير المملكة في القاهرة لبذل جهوده في منع فوز مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي في السباق الرئاسي إلا وجها آخر من التدخل بحسب كثير من المصريين .

وقد تولى الإعلام السعودي الدور المنوط به في هذا المجال رغم نفي السلطات السعودية لوجود هذه الوثيقة 
هذا نموذج لما عكسته وسائل الإعلام عن التظاهرات التي عمت مصر بعد الإعلان عن وصول آخر رئيس حكومة في عهد حسني مبارك إلى جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية المصرية .
غير أن هذه الصورة كانت مغايرة في الإعلام السعودي الذي ظل داعما لشفيق ومروجا له بصورة منظمة .
وتحت عنوان قوة واستقرار مصر، كتب ناصر الحجيلان في صحيفة الرياض، يخشى أن يكون مرسي نسخة من مبارك، ولكن بمظهر مختلف، لأن مرسي مجرد تابع لحزب الإخوان المسلمين الذي يدار من الخلف وفق اعتبارات معلنة وأخرى غير معلنة يراها الحزب ومرشده ولجانه. وبهذا، فإن الهروب من التنظيم في عهد مبارك ربما يجعل البلد يقع في تنظيم آخر مع الإخوان المسلمين، ويصبح الانتقاد أو الاعتراض عليهم صعبا للغاية، مقابل سهولة ذلك مع أحمد شفيق الذي جاء دون دعم من حزب وكل تصرفاته وسلوكه محكومة برؤيته الخاصة للعالم وليست مأخوذة من عقول آخرين.
بدوره رئيس تحرير صحيفة الحياة السعودية جهاد الخازن وبعد سلسلة مقالات داعمة لأحمد شفيق أطل على التلفزيون المصري ليلخص موقفه وموقف صحيفته.
  وسائل الإعلام المصرية كان لها وقفة انتقادية لتعاطي الإعلام السعودي مع الانتخابات الرئاسية المصرية ودعم المرشح أحمد شفيق وكتب أحمد بن راشد بن سعيّد في موقع "المصريون"
  إن قناة العربية حرصت على البحث عن الانقسامات في الصف الإسلامي، وتشويه صورة الإسلاميين بوصفهم غير صالحين لقيادة دولة مدنية.
استدل الكاتب على موقفه سلسلة شواهد منها أنه في 12 مايو، كتبت قناة العربية على صدر شاشتها هذا العنوان المفخخ : "الانتخابات تشق صفوف السلفيين في مصر". ونتعرف على الإجابة في ثنايا النشرة حيث يقول المذيع إن الرمز السلفي محمد عبد المقصود أيد مرشح الإخوان مرسي. كيف يكون هذا التأييد "شقاً" في الصفوف؟.
وفي 22 مايو وصفت العربية أحمد شفيق بالمرشح "المستقل"، بينما وصفت أبو الفتوح بالمرشح الإسلامي. هذا تصنيف وصفي وليس إيديولوجياً؛ لأن شفيق ليس مستقلاً، بل هو البندقية التي استأجرها مبارك في آخر عهده ليجهض الثورة، بينما يصدق وصف "المستقل" على أبو الفتوح الذي لا ينتمي إلى أي تيار بعد استقالته من جماعة الإخوان المسلمين
وفي 22 مايو أيضاً ناقش برنامج "بانوراما" "مخاوف من الانقسام في المجتمع المصري بسبب الانتخابات". السبب؟ يقول بعض الضيوف: احتمال وصول إسلاميين يحتكرون الفضيلة والحقيقة وحدهم.
في 24 مايو تدور قناة العربية على الفنانين لتسألهم عن "المصير الأسود" الذي ينتظرهم إذا ما وصل إسلاميون إلى الحكم بإرادة شعبية. لم تسأل القناة الناشطين والإسلاميين والحقوقيين عن مخاوفهم من وصول الفلول إلى الحكم، ولا غرو، فالعربية جزء من الماضي؛ من إرث مبارك، وهي تتجاهل، كالطغاة العرب تماماً، أن حركة التاريخ ماضية وستكنس الواقفين أمامها، بمن فيهم أبواق الدعاية.
وخلص الكاتب أحمد بن راشد بن سعيد قائلا: الحقيقة أن قناة العربية تتخبط، فلا هي أفلحت في تقديم صحافة مهنية متسقة مع نفسها، ومتناغمة مع قواعد الصحافة وأخلاقياتها، ولا هي أفلحت في تشويه صورة الإسلامي وتنفير الناخبين منه في عصر الربيع العربي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق