الصفحات

3 سبتمبر 2012

الملك السعودي يخضع لجراحة بنيويورك لم يكشف عن طبيعتها


صورة
خضع الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، الذي غادر الرياض يوم 26 آب (أغسطس) الماضي دون تحديد الوجهة التي سافر إليها، لعملية جراحية لم يكشف النقاب عن طبيعتها بعد تعرضه لنوبة قلبية نقل على اثرها إلى مستشفى "ماونت سينا" في مدينة نيويورك ذو السمعة الشهيرة في جراحة القلب .
وقام الملك عبدالله بن عبد العزيز بإنابة ولي العهد سلمان بن عبد العزيز وتوكليه إدارة شؤون المملكة والنهوض بمسؤولياته أثناء فترة تغيبه، حسب ما ذكرت وكالة القدس.
يشار إلى أن الملك عبدالله البالغ من العمر 88 عاماً كان قد خضع لعمليات جراحية إثر مشاكل عانى منها في الظهر خلال عامي 2010 و2011، كما أن تحدبه تضاعف حسب الصور التي نشرت له أثناء وقوفه في مؤتمر القمة الإسلامية في مكة قبل ثلاثة أسابيع.
وتشعر واشنطن بقلق بالغ حيال صحة الملك السعودي رغم عدم إفصاحها عن طبيعة الوعكة الصحية التي المت به مؤخرا "لدرجة أنها باتت مقتنعة بأن الوقت قد أصبح ملائماً للنظر في الدور الإقليمي للمملكة العربية السعودية والعلاقة مع اميركا" ، بمعنى انه قد آن الاوان لمعرفة ما إذا كان الملك القادم سيحافظ على العلاقات الوطيدة مع اميركا "التي تشعر بالحرج المتزايد بسبب التزمت القاسي الذي يمارسه النظام السعودي ضد شعبه في ظل رياح التغيير التي تعصف بالمنطقة، والسبب هو أن واشنطن تعتبر الملك الحالي عبدالله بن عبد العزيز الأكثر تفتحاً بين أمراء الصف الأول الطاعنين في السن" حسب الكاتب سايمون هندرسون ، الخبير في الشؤون السعودية ومؤلف كتاب: "بعد الملك عبد الله: الخلافة في المملكة العربية السعودية".
وتنظر إدارة أوباما إلى الملك عبد الله بن عبد العزيز باعتباره حليفاً هاماً في عدة مجالات وفي عدة ملفات ، خصوصا فيما يتعلق بالازمة السورية ، حيث تعمل الرياض على تزويد الجماعات المسلحة السورية بالأسلحة الحديثة.
كذلك تعتمد إدارة أوباما على السعودية في ضخ المزيد من إنتاجها لتعويض التراجع في الصادرات النفطية الإيرانية جراء الحظر المفروض على طهران بذريعة برنامجها النووي السلمي.
ويقول هندرسون أنه "على الرغم من المرارة التي شعرت بها الرياض بسبب تخلي واشنطن السريع عن دعم حليفها المخضرم حسني مبارك في مصر، إلا أنه يبدو أن المملكة تقبلت ذلك الآن وعادت المياه إلى مجاريها حيث تشارك الرياض الولايات المتحدة العديد من الأهداف السياسية".
وتعتبر واشنطن إن إنابة ولي العهد سلمان بتولي شؤون المملكة "ليست مصدر ارتياح" فرغم خدمته كوزير للدفاع وبلوغه من العمر ست وسبعين عاماً، وبذلك يكون أصغر بكثير من الملك عبد الله، إلا أن البعض أعرب عن مخاوفه بشأن صحته وقدرته على التركيز على التفاصيل.
ولكن الخبير هندرسون يعتقد "إن مصدر القلق الرئيس هو أن آل سعود ليس لديهم ولي عهد واضح يأتي بعده (الملك عبدالله) في القائمة، خصوصا وأن الحاجة إلى مرشح قوي أصبحت أكثر إلحاحاً في العام الماضي نظراً لوفاة ما لا يقل عن اثنين من أولياء العهد، سلطان ونايف، اللذين كانا أخوين غير شقيقين للملك عبد الله وشقيقين لسلمان، إلا أن الفاصل الزمني بين وفاة كليهما كان ثمانية أشهر فقط".
وشهدت قدرات السياسة الخارجية السعودية إنهاكاً واضحاً في الفترة الأخيرة بسبب تدهور صحة الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية، حيث وجد ذلك ترجمته في قمة عدم الانحياز التي عقدت في طهران مؤخرا ومثل المملكة السعودية فيها نائب وزير الخارجية الأمير عبد العزيز بن عبدالله وهو نجل الملك الحالي ، فيما لم يتضح إلى أي مدى كان تعيين الأمير بندر بن سلطان مؤخراً كرئيس لجهاز الاستخبارات عامل تعزيز للقدرات السعودية في هذا المجال.
وتشعر واشنطن بالقلق بسبب التهديد الإرهابي المستمر من تنظيم "القاعدة" في المملكة، وتدعي أن الامير محمد بن نايف، مساعد وزير الداخلية لمكافحة الإرهاب "يمتلك قدرات خاصة ولكن لم تتم ترقيته إلى منصب نائب وزير الداخلية الشاغر، بسبب المنافسة المحتدمة على الترقية بين أبناء الجيل الحالي من القادة"، حسب هندرسون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق