الصفحات

18 نوفمبر 2012

زلة لسان أم رسالة؟.. النسور: لو حصل شيء في الأردن لأنفق الخليج نصف ثروته على شراء صواريح دفاعية

عمان- القدس العربي: لا يمكن تحديد ما إذا كانت زلة لسان أم رسالة سياسية تلك العبارة التي سربها رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبدلله النسور ظهر السبت على هامش لقاء محدود جمعه بنخبة من الصحفيين وتتعلق بالنظرة الإستراتيجية لقصة التعاون الأمني مع دول الخليج.
النسور وفي هوامش إيقاعه المتسارع حيث أدلى بعشرات الأحاديث الصحفية للدفاع عن منطق رفع الأسعار في بلاده رد بطريقة لافتة على سؤال يعتقد أنه لمراسل وكالة رويتر حول السر الكامن وراء تأخر أو عدم وصول المساعدات الخليجية والسعودية تحديدا رغم الأحداث الأخيرة في الأردن.

عند طرح السؤال تحدث الرجل بالخطاب الكلاسيكي عن التعاون التاريخي بين الأشقاء لكنه ألمح إلى أن حصول شيء في الأردن (يقصد للنظام الأردني) - لا سمح ألله - سيدفع الأخوة الأشقاء في الخليج لتخصيص نصف ثرواتهم لشراء منظومة صواريخ دفاعية.

لم يدلي الرجل بشروحات وتوضيحات فيما سارع وزير الإتصال الناطق الرسمي سميح المعايطة أثناء الإدلاء بهذه الملحوظة لتذكير الصحفيين بضرورة عدم نشر الملحوظة ولم يكتفي المعايطة بذلك بل لفت نظر جميع الموجودين لأهمية العبارة في الواقع عندما طالب بوقف أجهزة التسجيل.

تسربت الملحوظة بكل الأحوال وسط الإنطباع بأن النسور وهو وزير سابق للإعلام وسياسي مخضرم أذكى كثيرا من أن يتقدم بمعلومة او تصريح أو ملحوظة غير مخصصة للنشر في لقاء صحفي عام في الواقع .

وبرزت حيرة في تفسير وقراءة الملحوظة فلأول مرة يتجرأ مسئول أردني على توجيه ملاحظة بهذا المعنى لمنظومة دول الخليج التي تعاني سمعتها في الأردن هذه الأيام بسبب تلميحات في الحكومة والإعلام لإنها السبب في الأزمة المالية التي تجتاح البلاد وإنتهت بخمسة أيام من الإحتجاجات العنيفة .

البعض داخل الحكومة إعتبر المسألة أقرب لزلة لسان كما قال احد الوزراء للقدس العربي لكن البعض الأخر رأى أنها ملحوظة على شكل رسالة قيلت في إجتماع مع إعلاميين بهدف تسريبها .

لكن الوسط السياسي والإعلامي على قناعة بأن دوائر القرار العليا بدأت تجد صعوبة فعلية في دفع دول الخليج لتقديم المساعدة في ظرف حساس للغاية وسط تزايد التساؤلات حول مبررات وخلفيات ذلك.

لذلك تقدم رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري بنداء علني يطالب فيه الأشقاء العرب بمساعدة الأردن على تجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها .

..
رغم هذه المناشدات ورغم ما تنشره الصحافة المحلية في السياق لم ترصد حتى الأن أي مبادرة من جانب السعودية او منظومة الخليج لمساعدة الأردن ماليا فيما يرى خبراء إقتصاديون أن الأزمة المالية ليست نتيجة لغياب المساعدات فقط بل للإدارة الفاشلة للإقتصاد على المستوى الوطني ولعدم وجود خبراء إقتصاديون في فريق الحكومة الحالية التي يقودها النسور.

النسور بهذا المعنى عندما يذكر دول الخليج بالدور الأردني الإستراتيجي في حماية الخليج يعبر عن ما يدور في ذهن الكثيرين من قادة القرار السياسي الأردني اليوم وهو ما عبرت عنه صحف أردنية محسوبة على الحكومة في وقت سابق من بينها الدستور عندما أشارت إلى دور المملكة الأردنية في توفير الحماية لحدود عريضة مع السعودية وبالتالي مع الخليج .

وكان أحد الوزراء البارزين في حكومة النسور قد أبلغ القدس العربي سابقا بأن المساعدات المالية السعودية للأردن (مشروطة) بمررات إنسانية ومنطقة عازلة في منطقة درعا جنوبي سوريا في إطار إستراتيجية سعودية قطرية لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد .

قبل ذلك وفي لقاء عام حضرته (القدس العربي) أوضح وزير البرلمان السابق شراري الشخانية بأن أموال المساعدات من عند الأشقاء العرب الكبار مرتبطة بالسعي لإجبار الأردن على المشاركة في مجهودات مباشرة لإسقاط النظام السوري.

هذه المسائل ووفقا لما نشره موقع سي إن إن ناقشها الرئيس النسور فقد إعتبر أن الأردن لا يسمح لنفسه بالتدخل في الشئون السورية مشيرا لإن إستقبال اللاجئين ليس سلوكا عدائيا إنما لأغراض إنسانية.

النسور أبلغ أيضا بان بلاده لا تقبل إشتراطات من حيث المبدأ بدل المساعدات نافيا وجود اي إشتراطات من هذا النوع متقدما بالشكر للأشقاء العرب الذين ساعدوا الأردن دوما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق