الصفحات

5 يناير 2013

أسلحة رشاشة ثقيلة وتقطيع بآلة حادة وتنكيل وتشويه لجثة الشهيد آل مطر


الرياض  - كشفت جولة ميدانية لموقع اطلاق النار الذي وقع في مدينة القطيف شرق العربية السعودية ليل يوم الخميس الماضي وراح ضحيته أحد الشبان, وجرح 6 أشخاص آخرين, جراح البعض منهم خطرة، عن حجم العبث والاجرام الذي تمارسه أجهزة الأمن السعودي.

لجولة الميدانية الخاطفة كشفت الحجم الهائل لمدى دموية واستهتار قوات الأمن السعودية بأرواح المواطنين في مدن وقرى منطقة القطيف, حيث أظهرت الجولة التي انطلقت من موقع اطلاق النار بالقرب من سوق الخضروات المركزي في المدينة آثار الطلقات النارية من أسلحة رشاشة ثقيلة اخترقت جدران بعض المنازل والمحال التجارية, بعض الرصاصات وصل لداخل المنازل بعد أن اخترقت الجدران محدثة فيها أضراراً بالغة وتاركة فجوات يقدر قطر الواحدة منها بين 3 ـ 5 سم.

أسماء وأعداد ومصير المصابين الذين يتم علاجهم في المنازل بطرق بدائية لعدم امكانية نقلهم إلى المستشفيات الحكومية أو الأهلية التي تخضع لرقابة الأجهزة الأمنية على مدار اليوم وبالخصوص في حالة وجود اعتصامات أو مسيرات سلمية.

وبمحاولة إلقاء نظرة على جسد الشهيد أحمد آل مطر الذي سقط بالرصاص في هذه الحادثة, وبسبب عرقلة بعض المحسوبين والمقربين من الحكومة السعودية ومحاولتهم تسريع عملية تغسيل جثمان الشهيد وتشييعه ودفنه قبل الموعد المقرر والمعلن لأبناء المنطقة للمشاركة في مهرجان تشييع الشهيد إلى مثواه الأخير في مقبرة الجزيرة, حيث بدت واضحة خشية النظام من تحول مهرجان التشييع إلى تظاهرة احتجاج ضده الأمر الذي حدث بالفعل حيث انفجرت حشود المعزين بشعارات المطالبة بإسقاط النظام والاقتصاص من قتلة الشهداء.

في محاولات حثيثة لعناصر أمنية وبعض المحسوبين على النظام لمنع تصوير وتوثيق جريمة التمثيل بجسد الشهيد وآثار التعذيب التي بدت واضحة على أنحاء من جسده الطاهر، بما يوفر أدلة دامغة على وحشية النظام وجرائمه المدانة انسانياً.

نشطاء في الحراك الاحتجاجي تمكنوا رغم كل الصعوبات من التقاط مقاطع فيديو وصور وثقت ما تعرض له جسد الشهيد من ممارسات التكيل الوحشي وأعمال التمثيل بجثمانه, وبينت الصور أن الشهيد أصيب بعيار ناري كبير اخترق الخاصرة جهة البطن وخرج من الجهة الأخرى للظهر محدثاً حرقاً في اتجاه اختراق الرصاصة وخروجها، كما أظهرت صورة أخرى قطعاً غير مبرر بآلة حادة لجزء من عضلة الساق اليمنى التي بَدَت سليمة وليس بها أي كسور أو رضوض, فيما أصيبت الساق اليسرى برصاصة صغيرة تم استخراجها بعد إجراء قطع جانبي للساق, فضلاُ عن رضوض وتخثر للدماء في كلتا اليدين بسبب ضربات قوية, و كدمات عنيفة في الرأس وتضرر كبير للمنطقة الخلفية للرقبة.

الجراح والإصابات التي تعرّض لها الشهيد المطر توفر معطيات قوية بأن الأجهزة الأمنية انتشلته حياً بعد إصابته ومارست عناصرها أساليب وحشية في التنكيل والتعذيب تنبئ عن روح انتقامية تغذيها عقيدة قائمة على تكفير أهالي المنطقة وإباحة دمائهم!.

جدير بالاشارة أنه منذ نوفمبر 2011 وحتى اليوم سقط 16 شهيدا وعشرات الجرحى وأكثر من 700 معتقل سياسي من القطيف وحدها بلا محاكمة، أفرج عن بعضهم ولا يزال قرابة 200 منهم رهن الاعتقال التعسفي، ولايزال النظام السعودي بمنأى عن المحاسبة والمساءلة، ولم يتعرض لادانة دولية جادة تضطره للتراجع عن عمليات القمع والابادة التي يشنها ضد النشطاء والمحتجين الشيعة وغيرهم، ما يسلط الضوء على تقصير النشطاء الحقوقيين في المنطقة وعدم حضورهم الفاعل في الساحة الدولية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق