الصفحات

19 مارس 2013

خطاب العودة حول الاصلاح في السعودية يشعل موقع 'تويتر' والداعية السعودي يتعرض لهجوم شرس


لندن ـ 'القدس العربي': اشعل الخطابالذي ندد فيه الداعية السعودي المعروف سلمان العودة بمصادرة الحقوق في المملكة العربية السعودية موقع 'تويتر'، وتعرض الشيخ السعودي لهجوم شرس من قبل ما يعرف بـ'القوة الضاربة' لجهاز المباحث السعودية على موقع التواصل الاجتماعي.
وانشأ المؤيدون لخطاب العودة مجموعة 'هاشتاق' خطاب ـ العودة ـ يمثلني على موقع 'تويتر' ومن بينهم اسماء لمشايخ وشخصيات معروفة في المملكة، وقال الدكتور ناصر العمر على حسابه 'شكرا أبا معاذ، فقد عبرت عن كثير من شجوننا، ومن لايتفق مع مجمل هذا الخطاب أو كان همه التفتيش فيه عن الثغرات، فليراجع قلبه'، وقال الداعية المعروف عوض القرني 'هذا خطاب مشفق ناصح وضع النقاط على الحروف في عديد من هموم الناس أتمنى أن يتلقى بروح إيجابية بعيدا عن التأويلات السلبية'.
واجرى المتخصص السعودي في مجال الشبكة العنكبوتية عصام الزامل استطلاعا حول الخطاب بمشاركة أكثر من 10 آلاف شخص كانت نتيجته 'أكثر من 88' (يؤيدون) خطاب الشيخ سلمان العودة. 4' (غير مؤيدين) للخطاب' حسب الزامل.
اما المعارضين لخطاب العودة اجتمعوا تحت محموعة 'هاشتاق' خطاب ـ العودة ـ لايمثلني وقال الكاتب السعودي احمد العرفج في تغريدة على 'تويتر'، 'نريد خطاب وطن ومطالب وطن وليس خطاب يرتبط بشخص ليتلون الخطاب وفق تلونات صاحبه من شيخ جاف لشيخ يتنعم'، فيما قال افنان بنت فهد 'العودة يريد ا ان يصل الإخوان المسلمين الى الحكم في السعودية حتى لو كان بالدماء والأعراض فالعودة يفكر ا في مصلحته'، وقال اخر 'شيخ الناتو يقول مانبي اقتتال وضياع مقدرات وتشرذم !! وأمس يدعو للجهاد في سوريا'.
وشن المعارض السعودي رئيس حركة الإصلاح الإسلامية والمقيم في لندن الدكتور سعد الفقيه، هجوما على خطاب العودة، الذي وجهه لوزير الداخلية السعودي 'محمد بن نايف'، منتقدا العديد من أركان الخطاب الذي تجاهل فيه 'العودة' العديد من القضايا السياسية في المملكة وبدا وكانه يخاطب صديقا وليس 'شخصا مجرما' على حسب قوله.
وحسب وكالة الجزيرة للأنباء قال الفقيه، في قناة الإصلاح 'احتفى الكثير بهذا الخطاب لأنه قفزة نوعية للشيخ إذا ما قورن بمواقفه التحالفية مع النظام منذ أن خرج من السجن إلى أن انطلق الربيع العربي، لكن إذا أخذ في الحسبان علم الشيخ وثقافته العريضة وفهمه الاستراتيجي ومعرفته بالواقع فهو مثل الذي يدافع عن نفسه بسكين بالية وهو يمتلك بندقية'.
وأشار إلى أن 'الكارثة الأساسية في الخطاب هي كونه موجها بالكامل لوزير الداخلية على شكل نصيحة من محب مخلص ومشفق يستجدي المطالب ويجعل كل خيوط الحل بيد الظالم، والذي في منصة جماهيرية مثل الشيخ يفترض فيه مخاطبة الجماهير وتعليمها دورها وتحديد الموقف بوضوح من السلطة وليس مخاطبة السلطة باستجداء، وقد تجاوزت الأمة مخاطبة السلطة قبل20 عامًا منذ خطاب المطالب ومذكرة النصيحة التي كان الشيخ في مقدمة الموقعين عليها فلماذا يصرعلى العودة للوراء؟'.
وأضاف: 'الكارثة الثانية هي تأكيد ضمني ولفظي لشرعية النظام وهو يعلم يقينًا أن النظام لا يستحقها فلماذا يضلل الجمهور وقد زعم في كلامه الصدق والإخلاص؟'، وتابع: 'وإضافة لشرعية النظام الدينية فالشيخ يؤكد شرعية النظام القدرية فمن يقرأ كلام الشيخ يفهم أن قدر البلد هو قيادة آل سعود وحل مشاكلها بيدهم فقط، فالشيخ يخاطب ولد نايف بقوله 'صديقك من صدقك'! فهل من الجميل أن يفتتح كلامه بإعلان صداقته مع هذا المجرم الظالم المعتدي على الأعراض خاطف النساء؟'
وأضاف: 'ثم يشير الشيخ إلى خطابات سرية تبادلها مع المسؤولين وهو في الحقيقية يقصد محمد بن نايف، لأنه بقي يراسله إلى أسابيع مضت، وكان على الشيخ أن يستحي من الإشارة لتلك الخطابات فهو يدرك أنها ممارسة يتلاعب بها بن سعود بالمشايخ وبهذا كأنه يعترف أن ولد نايف تلاعب به'، مؤكدًا، 'لم يوفق الشيخ حين جادل بالربط بين الطاعة وقول الحق، ولا نحسبه قائلا بالحق ـ لا يخشى لومة لائم ـ حين أقر ضمنا بشرعية السلطة في نفس العبارة، ولا أفشي سرا إن قلت أن الشيخ سلمان العودة وصل إلى قناعة منذ أكثر من 20 عاما بعدم شرعية النظام لكن قناعته شيء وخطابه الخارجي شيء آخر، ونحن لا نلزمه بأن يعلن قناعته بعدم شرعية النظام، لكن لا نعتقد أنه يسوغ له أن يـُـفهم منه تصريحًا أو تلميحًا، لفظا أو ضمنا شرعية النظام، ويضلل الشيخ جمهوره مرة أخرى حين يقول إنه لم يفقد الأمل في الإصلاح لأنه من أعرف الناس بالنظام وأكثرهم قناعة باستحالة الإصلاح على يد النظام'.
واصل: 'كما يضلل الشيخ جمهوره حين يرجف بالثورة التي تزيل النظام حين يتحدث مثل العوام ويقول إن البديل لإصلاح النظام هو الفوضى والتشرذم والاحتراب، وغريب عليه أن يعتبر تطلع الناس في بلادنا لحقوقهم هو كونهم مثل بقية العالم لأنه يعلم أن حقوقهم أصلية من عند الله وليس تقليدا لأمم أخرى'.
وكان العودة وهو من تيار الصحوة القريب من فكر الاخوان المسلمين ندد الجمعة في 'خطاب مفتوح' بمصادرة الحقوق مطالبا بالاصلاح وحذر في الوقت ذاته من الاحتقان في المملكة التي تتبع نهجا محافظا سياسيا ودينيا.
وكتب سلمان العودة في موقعه الالكتروني على شاكلة مقتطفات ان 'الناس هنا لهم أشواق ومطالب وحقوق، ولن يسكتوا الى الابد على مصادرتها كليا أو جزئيا (...) حين يفقد الانسان الامل، عليك أن تتوقع منه اي شيء'.
واشار الى 'مشاعر سلبية متراكمة منذ زمن ليس بالقصير (...) اذا زال الاحساس بالخوف من الناس فتوقع منهم كل شيء، واذا ارتفعت وتيرة الغضب فلن يرضيهم شيء، ومع تصاعد الغضب تفقد الرموز الشرعية والسياسية قيمتها، وتصبح القيادة بيد الشارع'.
وحذر من 'الاحتقان' داعيا الى 'فتح افق للتدارك (...) والحفاظ على المكتسبات، ومنها الوحدة الجغرافية ما يحفزنا الى المناشدة بالإصلاح، فالبديل هو الفوضى والتشرذم والاحتراب'.
وعزا 'اسباب الاحتقان الى الفساد المالي والاداري والبطالة والسكن والفقر وضعف الصحة والتعليم وغياب افق الاصلاح السياسي'، مشيرا الى ان 'استمرار الحالة القائمة مستحيل لكن السؤال الى اين يتجه المسار؟'.
وعبر عن اعتقاده بان 'القبضة الأمنية ستزيد الطين بلة وتقطع الطريق على محاولات الاصلاح'.
ورأى العودة ان 'هناك قلقا من المستقبل (...) ها هي هجرة الاموال وربما رجال الاعمال تتزايد. المواطنون خائفون من الفوضى والانفلات، ويحتاجون الى من يهدىء مخاوفهم بمشروع واقعي اصلاحي، يكونون شركاء فيه'.
وكتب ايضا ان 'لا احد من العقلاء يتمنى ان تتحول الشرارة الى نار تحرق بلده ولا أن يكون العنف أداة التعبير. الثورات ان قمعت تتحول الى عمل مسلح، وان تجوهلت تتسع وتمتد، والحل في قرارات حكيمة وفي وقتها تسبق أي شرارة عنف'.
وقال ان 'ارتفاع الهاجس الامني جعل معظم انشطة الدولة خاضعة للرؤية الامنية'. وتطرق الى المعتقلين قائلا 'تم حشد كل المشتبه بهم داخل السجون، وكانت الفرصة مواتية لاخراج كل المشتبه ببراءتهم، لكن هذا لم يحدث (...) وعاقبتها زرع الأحقاد والرغبة في الثأر وانتشار الفكر المحارب بشكل اوسع داخل السجون'.
وقال العودة ان 'العديد من أفراد الاسرة الحاكمة ليسوا موافقين على سياسة السجون وهذا معروف بتويتر وفي المجالس'.
وتشهد السعودية منذ فترة اعتصامات وتجمعات في القصيم والرياض خصوصا لاقارب المعتقلين او الموقوفين من التيار الديني المتشدد تطالب باطلاق سراحهم. وانتقد العودة 'سيطرة جهاز المباحث على السجين منذ الرقابة وحتى الاعتقال والتفتيش، ثم المحاكمة والتنفيذ جعلته محروما من حقوق كثيرة'.
وكتب ان 'احراق صور المسؤولين عمل رمزي يجب ان لا يمر دون تأمل'. وحذر من اغلاق الابواب لان 'المضطر قد يركب الصعب ويغفل عن المصالح والمفاسد (...) يجب ان يغلق هذا الملف ولا يبقى من الموقوفين الا من ثبت تورطهم وصدرت ضدهم أحكام شرعية قطعية، وان يعلن هذا عاجلا'.
واعتبر ان من 'الضروري الافراج عن معتقلي حسم واصلاحيي جدة' في اشارة الى الاحكام التي صدرت السبت الماضي بسجن ناشطين حقوقيين بارزين حوالى عشر سنوات لكل منهما وحل جمعيتهما لعدم حصولها على ترخيص بمزاولة العمل. ورأى ان 'حقوق المواطن مشروعة وليست ممنوحة'.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق