الصفحات

18 يوليو 2013

المال السعودي يتحرك من جديد !!

النظام السعودي يتحرك من جديد ويحاول ان يجد له دورا في المنطقة بعد هزائم عديدة واجهتها دبلوماسيته المريضة .
وكانت أحداث مصر الاخيرة وعزل الرئيس المصري محمد مرسي فرصة ذهبية للنظام السعودي لينقلب على صديقه مرسي ويتبرأ من الاخوان المسلمين.
السعوديون الذين يتبرأون اليوم من اصدقائهم  " الاخوان المسلمين " ويوجهون النقد الشديد اليهم ويتهمونهم بالاستثار بالسلطة ، كانوا الى عهد قريب يدعمون مرسي ويستقبلونه في القصر الملكي معززا مكرما كما فعلوا مع الرئيس المخلوع حسني مبارك. ولكن السؤال الكبير اليوم هو ماذا جري لهم لكي ينقلبوا على اصدقائهم القدامي ويتبرأوا منهم ويدعموا الطاقم الجديد؟ .
النظام السعودي كان حتى وقت قريب يرسل دعاته الى مصر وعلى رأسهم الشيخ السلفي محمد العريفي  ليلقوا الخطب الرنانة في المساجد  لدعم الاخوان المسلمين والتيار السلفي الذي برز بفعل الدعم السعودي وارادته لكي يلعب دورا فعالا في الحياة السياسية في مصر .
واليوم يلعب السعوديون الدور الداعم للذين اطاحوا بمحمد  مرسي ويحملوا الاخوان المسلمين  ما الت اليه الاوضاع في مصر وهم يقدمون مع حكام الامارات والكويت بتشجيع من الامريكان مليارات الدولارات  دعما للاقتصاد المصري ، بينما يزور نائب وزير الخارجية الامريكي وليام بيرنز القاهرة ليعلن بان الولايات المتحدة لن تقف في صف أي طرف في مصر .
السعوديون تحركوا من جديد على الساحة العربية بعد ان اعتزل منافسهم أمير قطرالشيخ حمد بن خليفة ال ثاني الحكم وتنازل لابنه الشيخ تميم واختفى بقدرة قادر رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني  عن الانظار واطيح به وعين رئيس وزراء ووزير خارجية جديدين مكانه.
لم يكن يجرؤ السعوديون بالقيام بدورفي المنطقة  مع وجود القطريين وقناتهم الجزيرة وشيوخهم السلفيين وعلى رأسهم الشيخ يوسف القرضاوي ، ولكن عندما انتهى الدور القطري باعتزال الشيخ حمد ودعم قناة الجزيرة للاخوان المسلمين في مصر والموقف الذي اتخذه القرضاوي بدعم محمد مرسي ومهاجمته الجيش المصري واتهامه بالانقلاب على الشرعية ، انتفض السعوديون من جديد ليفتحوا صفحة جديدة وليتحركوا في كل اتجاه ويوعزوا الى كتابهم بالحديث عن "الدور السعودي الجديد " .
السعوديون كانوا يتحركون دبلوماسيا في بعض دول المنطقة ولكن كان تحركهم سلبيا ، لم يكونوا ايجابيين كان هدفهم في الدرجة الاولى فرض أجنداتهم واثارة الخلافات بدلا من الدعوة الى التعاون والتازر.
انظر الى دورهم السلبي في لبنان ، هم يتحركون باتجاه توجية ضربة اقتصادية الى لبنان  . فهم يمنعون رعاياهم ورعايا دول مجلس التعاون  من السفر الى لبنان لتوجيه ضربة الى حزب الله بينما لبنان يضم الشيعة والسنة والمسيحيين وهم بهذه الخطوة يوجهون الصفعات الى الاقتصاد اللبناني والى جميع الطوائف في هذا البلد.
السعوديون لا يخدمون أصدقائهم في لبنان ، بل يثيرون الخلافات بين ابناء الطائفة السنية هم يعملون الان من أجل الاطاحة بمفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد القباني لصالح تيار المستقبل الذي يتخذ زعيمه سعد الحريري السعودية مقرا له.
يزعم كتاب الصحف السعودية ان الدور السعودي الجديد والدعم المالي السعودي لمصر جاء إثرتطور كبير في مواقف الدول من الاخوان المسلمين و وقوف الاتراك والقطريين  الى جانب الاخوان المسلمين في مصر ، ويكتب أحدهم بأن الدعم السعودي لمصر هو خطوة تتسم ببراغماتية سياسية وسرعة المبادرة .ويتساءل كيف ستنظر الدوحة مع أميرها الجديد، الشيخ تميم بن حمد، إلى انفراد ثلاث دول من مجلس التعاون بمثل هذا الموقف الذي يتعارض تماماً مع موقفها؟
ويضيف : "كانت قطر في عهد الأمير الأب الشيخ حمد بن خليفة تتعاطف كثيراً مع «الإخوان»، وقدمت لهم الكثير من الدعم بعد الثورة، وبخاصة بعد توليهم الحكم، وهو دعم قدّر حينها بعشرات البلايين من الدولارات الأميركية. ويتساءل : هل ما زال الموقف كما هو في عهد الأمير الشاب؟ ويجيب : قد يبدو أنه كذلك، بخاصة مع التزام قناة «الجزيرة» بالموقف نفسه في تغطيتها أحداث مصر الأخيرة. لكن ربما أن الوقت لا يزال قصيراً لإحداث تغيير أو تعديل في الموقف القطري، أو ربما إعادة تموضع. مهما يكن، فإن اختلاف الدول الخليجية حول الموقف من مصر مثال آخر على عدم وجود سياسة خارجية واحدة، أو سياسة قابلة للتنسيق والانسجام لجميع دول مجلس التعاون " .
إذن ، الموقف السعودي الجديد،  جاء اثر اختفاء الدور القطري واعتزال أمير قطر السابق والمقال الذي كتبه الصحفي السعودي خالد الدخيل المقرب من البلاط يعبر بوضوح عن اغتباط السعوديين باختفاء الدور القطري في المنطقة  وافساح المجال للدبلوماسية السعودية المريضة للظهور من جديد .
السؤال المطروح هو: هل تنجح دولارات النفط السعودية في إحياء الدور الدبلوماسي السعودي المريض أم ان هذه الدولارات سوف ترتد عليهم سلبا وتبرز حقيقتهم كما هي؟

*شاكر كسرائي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق