الصفحات

2 نوفمبر 2011

فرصة السعودية الاخيرة.. قدوم نايف ليس مبهجا



صحف عبرية
2011-11-01

في الاسبوع الماضي الذي بُشرنا فيه بنهاية معمر القذافي ومشاركة 90 في المائة من أصحاب حق الاقتراع في تونس في الانتخابات التي تمت هناك، وردت البشرى من السعودية ايضا بأن الأمير نايف ابن عبد العزيز آل سعود أُعلن وليا للعهد. وهو ايضا واحد من الأبناء الشيوخ لمنشيء أسرة آل سعود الذين يرث بعضهم بعضا منذ مات والدهم.
شغل نايف ابن الثامنة والسبعين، المريض بداء السكري، مناصب في الحكم منذ ولد تقريبا؛ فقد كان وزير الداخلية مدة 36 سنة، واعتبر محافظا في واحدة من أشد الدول محافظة في العالم. وهو مؤيد متحمس للاستقرار (وهذا غير مفاجيء ولا سيما في وضع يضمن فيه الاستقرار لعائلتك وحدها احتمال ان تحكم)، وهو رجل عائلة قدوة (والدليل على ذلك انه عين ابنه نائب وزير الداخلية)، وبراغماتي، وشكاك ومتسامح الى حد لا ينتهي يرى استعمال القوة وسيلة مشروعة لضمان النظام. له نظرة ايجابية للنساء، وهو مخلص لجميع زوجاته، لكن في مقابلة أجراها مع وسائل الاعلام قبل سنتين، في اجابته عن سؤال عن اقتراع النساء، بيّن أنه يرى انه لا يجب على النساء أن يصوتن. هكذا قطعا. من المؤكد ان أشياعه سيقولون ان قصده كان انه لا حاجة الى أن تجهد النساء أنفسهن بفعل عمل ليس له أي معنى في اتخاذ القرارات السعودية، ويكفي أن يضيع الرجال زمنهم.
مهما تكن نتائج الربيع العربي فان حقيقة ان تقترب اللحظة التي يصبح فيها نايف ملك الدولة الغنية المؤثرة هذه، ليست مبهجة.
قد تقع بالطبع سيناريوهات اخرى ايضا؛ فقد تطول أيام الملك عبد الله وقد يرثه شخص آخر من الاخوة. وكلما طالت أيامه سيزيد احتمال ان يكون من يحل محله من أبناء الجيل الثالث، وقد أخذوا يتحدثون كثيرا عن عدد من الأمراء هؤلاء.
لكن الحديث في هذه الاثناء عن ان وضع الملك الصحي مضعضع، أما ولي العهد فهو أكثر الاشخاص محافظة بين متخذي القرارات في بلاط ملك السعودية. الغرب قلق، ويمكن ان نفترض ان السعوديين المثقفين البعيدين عن التسليم لنظام الحكم في بلادهم، أكثر قلقا.
ان امكانية التأثير السياسي داخل الدولة غير موجود، أما المظاهرات والنضال العام فسيجدان في مواجهتهما نايف، ولي العهد الجديد ووزير الداخلية القديم الذي نجح في إبعاد القاعدة من السعودية الى اليمن، والذي لم يحجم عن قمع علامات الهبة في السعودية في الربيع ولن يحجم عن فعل هذا مرة اخرى في المستقبل القريب.
يبدو الآن في واقع الامر ان الشخص الوحيد القادر على إحداث تغييرات تحظى بالشرعية في المملكة السعودية هو الملك عبد الله نفسه. وهو يعلم ان المدة التي يملكها ليست طويلة. ومن المعقول افتراض ان القرارات التي سيتخذها سيحترمها كل من يرثه.
قد أجرى عدة اصلاحات في مجال حقوق النساء، ومن المعقول افتراض انه يدرك ان بلاده لا تستطيع ان تظل في العصور الوسطى الى الأبد (وهذا إطراء تاريخي).
لكن قد تكون التغييرات في مجال زيادة قوة مواطنيه السياسية وتوسيع حقوق النساء متأخرة جدا، بيقين. وربما تكون الثورة بالمرصاد بازاء ما يحدث في العهد الاخير في السعودية، لكن الاصلاح ربما ما يزال ممكنا قبل تبدل العهود.
على نحو من المفارقة يصبح هذا الملك الطاعن في السن الذي يصعب عليه ان ينهض بثقل التدبير اليومي لامور مملكته، يصبح آخر أمل للتحسين قبل الظلام المتوقع لبلاده زمن ولاية وريثه.

اسرائيل اليوم 1/11/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق