الصفحات

28 نوفمبر 2011

اعتقال مروجي حقيقة الفقر والبطالة في السعودية



جولة قصيرة في شوارع المدن السعودية تكشف المستور من الحياة فيها، أحياء كثيرة يطبعها البؤس وأسر ذليلة للقمة العيش وأبسط مقوماته، لكن مظاهر الفقر التي شكلت حديثا ساخنا بين الشباب السعودي، تقود الى السجون عندما يعلو صوتهم الى منابر الاعلام، وهي مأساة ثلاثة شبان اعتقلو لأنهم قالوا للعلن "ملعوب علينا".
جولة قصيرة في شوارع المدن السعودية تكشف المستور من الحياة فيها، أحياء كثيرة يطبعها البؤس وأسر ذليلة للقمة العيش وأبسط مقوماته، لكن مظاهر الفقر التي شكلت حديثا ساخنا بين الشباب السعودي، تقود الى السجون عندما يعلو صوتهم الى منابر الاعلام، وهي مأساة ثلاثة شبان اعتقلو لأنهم قالوا للعلن "ملعوب علينا".
في 19 من أكتوبر تشرين الاول الماضي اعتقلت السلطات السعودية ثلاثة مواطنين شبان اثر اعدادهم لشريط حول الفقر في المملكة الغنية بالنفط .
 وقال ناشطون، ان "عناصر شرطة حي الصحابة في شمال الرياض اعتقلوا فراس بقنه وخالد الرشيد وحسام الدرويش اثر عرض شريط ضمن مسلسل بعنوان "ملعوب علينا" على اليوتيوب.
ومما کتب فی هذا المجال : أن الاعتقال التعسفي لأولئك الشباب  بسبب تطرقهم لقضية العدالة الاجتماعية دليل واضح على عدم رغبة السلطات في السعودية الاعتراف بمعاناة بعض شرائح المجتمع التي ترزح في فقر مدقع وتفتقر لأبسط مقومات الحياة.
للتنبيه المشاهد التي سنراها في المقطع هذه ليست في الصومال، هذه في السعودية في وسط الرياض، الحي حي الكرادية يبعد عن مركز الرياض بالكثير 5كلم.
 في أول النهار ذهبنا إلى حي الكرادية حي لا يبعد عن وسط مدينة الرياض أكثر من 5كلم، حيث الرائي في الغالب، الملابس بيني وبينكم ما هي نظيفة والحالة المادية جداً صعبة، الأطفال هناك بدون جزم، والأبواب من دون أقفال.
بالتنسيق مع مؤذن الحي ذهبنا نزور أول بيت، بيت أبو منصور، زرناه في شقته الصغيرة وبدأنا نقاشنا. أقل من 5 آلاف يصرف على 13 شخص، تدرون كم أجار الشقة سنوياً أكثر من ثلاثين ألف ريال.
إعتقال فراس وزملائه هو استمرار للنهج القمعي الذي تمارسه السلطات ضد من يهتمون بقضايا المهمشين ومن يطالبون بوضع حد للفساد.
وبدلا من أن تعترف السلطات بحق الفقراء من المواطنين في العيش الكريم الذي يعتبر من الحقوق الاساسية كما أوضحت حلقة الفقر في برنامج "ملعوب علينا" اعتبرت السلطة طرح الشباب للموضوع ومناقشته تشكيكا في عدالة الدولة وتدخلا في صلاحيات المسؤولين وربما تحريضا للرأي العام وهي التهمة التي أعتادت السلطات على توجيهها للنشطاء الحقوقيين والمطالبين بالإصلاح والعدالة الاجتماعية.
زرنا بالأخير إمام الحي وسألناه الفقر بحيكم ما السبب فيه، قال: تكاثر بيع أعزكم الله المخدرات وغيرها بل وجد للأسف الشديد وأقولها بحرقة من يستخدم الأطفال لبيع هذه المخدرات، والأطفال يتجاوبوا مع هذا لماذا، للحاجة. (تدرون الطامة الكبرى في بعض العائلات يبيع الأب عرض حريمه من أجل المال) اسمعوا: أيضاً وجد من يبيع للأسف عرضه لأجل المادة ..."يعني عرضه وعرض عائلته".. نعم .. نعم.
نحن بصراحة ندري أن حكومتنا لن تقصر مع الفقراء، لذلك في كل لقاء كنا نسأل المحتاجين، لو في رسالة تريدون إيضالها للملك عبد الله ماذا تكون، قالوا: والله نريد منه مساعدة لو يأمنا في بيت وعيالنا الله يزيه بالخير.... ولا شيء والله الحمد لله يعني لا بأس بالنسبة لنا، لكن طايح البيت ونريد أن نطلع منه.... والله نحن أطال الله في عمرك نسلم عليه ولا نريد منه أي شيء غير بيت ، لقد تمادت السلطات السعودية في ظلمها للشعب وتجاوزت كل الحدود في عدم احترام مطالبه الشرعية فقد اكتظت السجون بالأبرياء من سجناء الرأي والضمير.
فإلى متى تستمر السلطات السعودية في محاربة من يطالب بالاصلاح بصورة سلمية وبطريقة حضارية في الوقت الذي تثور فيه الشعوب العربية للتخلص من الظلم والفساد الذي يعاني منه الشعب السعودي؟
يذكر ان الأمير طلال بن عبد العزيز، رئيس برنامج الخليج للتنمية (أجفند)، كان قد دعا إلى بدء حركة أساسية لمكافحة الفقر في السعودية، واصفا عدم تحقيق نتائج قوية في هذا المجال بأنه "تلكؤ أو عدم قناعة من البعض".
وأشار إلى أن "عدم التعامل مع الأسباب الرئيسة للفقر، والتحرك في هوامش الظاهر بمعالجات وقتية يوفر بيئات لتوالد الفقر وتكاثره، وبالتالي زيادة البطالة، واهم خطوة لمكافحة الفقر هي إيجاد فرص عمل".
وبالعودة للشباب المعتقلين فالسؤال الذي يطرح نفسه  ما هي الجريمة التي ارتكبها فريق عمل "ملعوب علينا" بالاشارة إلى تفشي ظاهرة الفقر في بلد يعتبر من أغنى دول العالم؟ وما دلالات اعتقالهم؟
سؤال قد لا يجد الكثيرون داخل المملكة العربية السعودية وخارجها صعوبة في الإجابة عنه فالمنح التي أعلن عنها الملك السعودي في بداية الثورات العربية لم تصمد أمام المشاكل الاجتماعية التي تعاني منها الكثير من الأسر السعودية غير الحاكمة  .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق