الصفحات

27 فبراير 2012

حروب الردة العربية تحت المجهر !



انها المفارقة الاغرب في حياتي الديبلوماسية ان ارى اشقائي العرب يصعدون ضد بلد شقيق لهم ويتوسلون الدول الكبرى للتدخل عسكريا وامنيا واستخباريا لاسقاط نظامه ويحشدون كل ديبلوماسيتهم ذات المعايير المزدوجة ضد هذا البلد العربي في الوقت الذي وقفوا فيه طوال اثنين وعشرين يوما يتفرجون على اطفال غزة ونسائها وشيوخها وهم يذبحون بكل دم بارد وعلى الهواء مباشرة دون ان يحركوا يومها لا قواتهم لردع العدوان  ولا حتى مراقبيهم لوقف اطلاق النار كحد ادنى " !
يضيف الديبلوماسي العربي المخضرم والذي فضل عدم التصريح بهويته حفاظا على شعرة  ما تبقى من التضامن العربي كما قال :
"ثم ماذا لو فاجأهم الاسد ولبى كل مطالبات الاصلاح من تعددية حزبية وديمقراطية برلمانية وانتخابات حرة ونزيهة , و من ثم التفت اليهم وطالبهم بمثل ما طالبوه به وحشد كل ما لديه من دعم لمعارضات بلدانهم بعد ان يكون الامر قد استقر له , ماذا عساهم فاعلون وهم الذين قد يعتبرون كل تلك المطالب كفرا اذا ما اريدت لبلدانهم ؟!"
بالمقابل يقول ديبلوماسي  آخر ملكوم مما يراه من مشهد عربي محزن :ان ما يجري في الوطن العربي من فتن قتل وعنف متنقلة ليست سوى الحرب الاستخبارية الغربية البديلة القذرة للانتقام من نصرالله ورجاله الذين اذلوا و مرغوا انف جنود وضباط ذلك الجيش الذي قيل انه " لا يقهر"بالتراب في حرب ال33 يوما !
اليست هي مساعيهم اليائسة والبائسة لرد الاعتبار لذلك الجيش المتغطرس باعتباره كلب حراستهم المدلل وبعض ماء الوجه لقوات الاحتلال المتعددة الجنسية التي هربت من العراق بخفي حنين !"
هكذا يصف عميد السلك الديبلوماسي والسفير الفلسطيني في طهران "صلاح الزواوي" ما يجري من محاولات امريكية لاسترجاع ما يسميه زمام المبادرة بعد ان فاجأها فقراء الناس على امتداد العالم العربي بحراك هو الاول من نوعه منذ ضياع الاندلس في اطار صحوة ضمير ووجدان بعد ان طفح الكيل لديهم من جبروت امريكا واتباعها وتركهم لفلسطين تواجه مصيرها لوحدها!
ويضيف السفير الفلسطيني المؤسس في حركة فتح والاعرق في السلك الديبلوماسي الفلسطيني قائلا : "ماذا كنتم تتوقعون ايها المسلمون من امريكا وقاعدتها الصهيونية المزروعة في قلب العالم الاسلامي بعد ان قام ثلة من رجال الله باذلال جيش النخبة في الجنوب اللبناني وفي غزة ذلك الجيش الذي اعد ليحكم العالم فاذا به يتقهقر داخل شريط ضيق من الارض المغتصبة ويضطر للقتال من وراء جدر؟ !"
انه الهرج والمرج الذي اصابهم ويريدون نقله واشاعته في العالمين العربي والاسلامي بعد ان فقدوا اي امل باسترجاع صورتهم المهشمة !
والا لماذا تراهم اليوم يقدمون على حرق المصاحف في افغانستان واطلاق النار على صدور المتظاهرين المحتجين الابرياء و العزل  ؟!
ولماذا اقتحام المسجد الاقصى بشكل متتال وانتهاك المقدسات المسيحية ومحاولة الانتقام من كل ما يمثله شعب فلسطين وقضيته المقدسة والنبيلة ؟!
ولماذا هذا القتل الممنهج لعامة الناس العزل والابرياء بالمفخخات والاحزمة الناسفة في كل من العراق وسوريا والباكستان ؟!
ثم لماذا يتم تقديم الدعم العسكري اللامحدود لحكومة البحرين وهي التي رفضت كل اشكال الحوار مع معارضيها بل ويتم مدها بالجند والعساكر من خارج الحدود لتواجه شعبا اعزل لا يملك الا صرخات الاعلان عن مظلوميته واستضعافه , فيما يطالب نظام الحكم السوري باخراج جيشه من المدن واخلاء الاحياء للمسلحين الارهابيين الخارجين على القانون والمتمردين على النظام فورا ودون تأجيل , بل ويحشدون لهم  كل االمال النفطي و كل انواع السلاح بما فيه السلاح الصهيوني , وعندما يقهر التمرد يطالبون بوقف اطلاق النار بحجة فتح ممرات انسانية لايصال الغذاء والدواء ؟!
ومن ثم هل سمعتم بفتوى الخروج على الملة والدين من جانب مفتي بلاد حامي الحرمين  بحق اهل العوامية والقطيف من شعب شبه الجزيرة العربية اي من امة الدعوة الاولى  واعتبارهم مفسدين في الارض, ومن ثم تهديدهم بالابادة الجماعية لا لذنب اقترفوه الا لانهم طالبوا بالمساواة في المواطنة وبعض الانماء المتوازن واخلاء سبيل سجناء منسيين منذ اكثر من ست وعشرين سنة !
وبعد ذلك نسمع ذلك "الحاكم الرشيد" يقول بملئ الفم  بان الثقة بالامم المتحدة قد اهتزت لاستخدام روسيا والصين حق النقض اي الفيتو ضد خطة امريكا للحرب على سوريا , بينما لم تهتز له شعرة على اكثر من ستين فيتو امريكي  لصالح الكيان الصهيوني  محاكمته وهو الذي يرتكب كل يوم ابشع الجرائم بحق اهل الارض الاصلية وبحق الانسانية في فلسطين الحبيبة !
الا يعني كل هذا ان ثمة من يخطط للاستيلاء على الحراك العربي وقرصنة ثورات الفقراء والنجباء من هذه الامة ووضع ذلك الحراك بوجه المقاومة وثقافة المقاومة انتقاما لهزيمته في حربي تموز وكانون اللبنانية والفلسطينية ومحاولة حرف الصحوة الاسلامية الكبرى باتجاه ثورة مضادة يراد لها ان تقصم ظهر المقاومة انطلاقا من السيطرة على مقاليد الحكم في سوريا والطلب علنا وصراحة من البديل المفترض بضرورة وقف تسليح المقاومتين الفلسطينية واللبنانية وقطع العلاقة او فك التحالف مع ايران المسلمة الشقيقة .
انها فعلا الحرب الاستخبارية المعلنة على الامة بهدف تمزيق صفوفها واشعال حروب الفتنة الطائفية والمذهبية فيها ولكن هذه المرة بأيد محلية  تعرف احيائنا حيا حيا وتعرف حاراتنا حارة حار ة وتعرف اهلنا واحدا واحدا وتعرف من هو النجيب والمحب والمخلص لدينه ووطنه ومن هو المستعد لبيع نفسه والوطن للاجنبي والذي يحمل في داخله قابلية استدعاء عصر الوصاية والانتداب من جديد , لا لشيء الا لانه لا يجد ذاته الا في التوحد مع مخططات ذلك الغازي المهزوم والمحتل الذي هشمت صورته في لبنان وفلسطين والعراق.
...............

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق