29 أبريل 2012

الانغلاق وغياب الإصلاح وراء تزايد الانتحار بالسعودية


رجل دين سعودي للحكومة السعودية.. كيف لدولة تستنكر سفك الدماء في سوريا وتقتل شعبها
أرجع عالم الدين السعودي الشيخ حسن الصفار سبب تزايد حالات الانتحار في المملكة إلى الانغلاق الاجتماعي وانسداد أفق الإصلاح السياسي والإداري في مؤسسات الدولة.


وقال الشيخ الصفار ان تزايد حالات الانتحار وسط الشباب هي انعكاس لتعثر الإصلاح السياسي وبقاء الفساد الإداري "المعشش" والمفضي إلى تفشي البطالة وأزمات الفقر والحرمان.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة في مدينة القطيف شرق المملكة.
وأوضح أن الإقدام على الانتحار غالبا ما يأتي نتيجة غياب الثقافة الروحية وتفاقم الأزمات الحياتية أمام الأفراد "خاصة حين لا يرون مخرجًا لها، ولا أملًا يدفعهم لتجاوز هذه المشاكل".
وعلى المستوى المعيشي استغرب الصفار عدم امتلاك أكثر من 70% من مواطني المملكة سكنًا خاصًا بهم في حين يستحوذ أشخاص نافذون على ملايين الأمتار.
وأوضح أن عدم إمكانية تملك الشباب لشقة سكنية تؤويه وعائلته في هذا البلد بمساحاته الشاسعة وأراضيه القاحلة الممتدة قد تدفع البعض للانحراف وأحد أشكاله الإقدام على الانتحار.
وتابع الشيخ الصفار إن حالات الانتحار ليست راجعة بمجملها للأزمات المادية وحدها محملًا ما وصفه بالانغلاق الاجتماعي جانبًا من المسؤولية عن تفاقم المشكلة.
وأرجع جانبًا من أسباب الانتحار وسط الفتيات إلى سوء المعاملة داخل الأسرة ومنها فرض الوصاية والهيمنة المطلقة على مصيرهن ومستقبلهن خاصة في قضايا الزواج.
ونوه على المستوى المحلي إلى توارد الأنباء عن حالات كثيرة لفتيات وزوجات حاولن الانتحار بسبب ما لقينه من سوء المعاملة وانسداد الأفق في حياتهن الزوجية.
كما أرجع سبب تفشي حالات الانتحار وسط العمالة الوافدة إلى ما يواجهونه من سوء المعاملة وظروف معيشية صعبة وتأخير في دفع الرواتب.
ووصف الشيخ الصفار المعاملة التي يتلقاها بعض أفراد العمالة الوافدة في المملكة بالظالمة والفظيعة مستنكرا وجود هذه الحالات.
وقال الصفار إن تزايد حالات الانتحار في مجتمع ديني محافظ كالسعودية "هو مثار تساؤل كبير".
وأرجع تساؤله إلى كون "الفرد يتربى من بداية حياته على الحالة الدينية من المناهج في المدرسة والمساجد والخطب الدينية".
وأضاف ان المجتمع السعودي يتمتع بثروات هائلة متسائلا "لماذا يعيش الناس أزمات نفسية في مجتمع ثري تدفع بعضهم الى الانتحار، هذا يثير تساؤلا كبيرا".
وكانت إحصاءات رسمية أخيرة قدرت حالات الانتحار في المملكة بحالتين يوميا، وأن 20% من حالات الانتحار لا تسجل رسميا لدواع أسرية واجتماعية.
وأشار الصفار إلى أحدث إحصائية رسمية صدرت من وزارة الداخلية سجلت 787 حالة انتحار شهدتها المملكة سنة 1430هـ بزيادة 39 حالة عن السنة السابقة، وقد أبانت الاحصائية أن 84% من محاولي الانتحار لم تتجاوز أعمارهم 35 عامًا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق