لم يعد خافيا على أحد حجم الدور السعودي الكبير في الانقلاب على حكم
الرئيس محمد مرسي وبالتالي تفضيلها الحكم العلماني على اقتراب الإسلاميين من
السلطة.
كما ان السعودية بدت قلقة من صعود تيار سلفي مصري يريد ان يمارس السياسة ويؤمن بتداول السلطة والصندوق، فهي تخشى ان تنتقل العدوى للحركة الوهابية وهنا تفقد العائلة الحاكمة شرعيتها.
نعم السعودية كانت الجهة الأهم في إسقاط محمد مرسي الى الآن، وملياراتها التي تدفقت بعد الانقلاب وحجبت يوم كان الاسلاميون في السلطة خير دليل على ذلك.
السعودية تخشى ان تنهض مصر وتتخلص من التبعية، تخشى ديمقراطية مصر الجاهزة بطبيعتها للتصدير وطرق ابواب الرياض تخشى الاسلاميين لانهم بديل عن شرعية انشأت المملكة الى الآن.
لكن ما لا أتفهمه هو كيف تقبل الحركة الوهابية بعلمائها وقاماتها ان تقدم المملكة العربية السعودية على خطوة إسقاط ولي أمر ودعم الخروج عليه، ناهيك عن بديله العلماني الكاره حتى للكعبة المشرفة.
ألم تراقب الوهابية وهي دعامة الحكم في الرياض سلوك قناة العربية وهي قناة سعودية كيف أنها حرضت على الحاكم في مصر ورتبت للانقلاب، حتى إن مراسيلها كان عليهم عبء تنظيم المؤتمرات الصحفية للعسكر واعداد البيانات.
نحن مصدومون من السلوك السعودي تجاه حكم الاسلاميين في مصر؛ فقد خيل لبعضنا ان شبهة دينية الدولة السعودية قد تشفع لمرسي وتدعمه وهو ما لم يحدث.
لكننا بعد تفكير متريث أدركنا أن السلوك نابع عن مخاوف تمنينا لو لم تكن موجودة؛ لكنها حقيقة واقعة، فما هو ديني يستخدم في الحفاظ على عرش هنا ويستخدم نقيض الخطاب في اسقاط عرش هناك.
انه توظيف النص الديني بانتهازية عميقة وسافرة ولكنه لم يعد خافيا على أحد، وما جرى في مصر من سلوك سعودي يصدمنا لكنه يجعلنا اكثر ثقة بمن هو على حق ومن على ضلال نسبي.