23 يناير 2013

زمان حُكّام الخليج سينتهي قريبـــا

 الالتفاف على الحركات الاحتجاجية في دُول الخليج، باستخدام الاقتصاد الرّيعي ورشوة المواطنين على شكل مكرمات وهبات مالية والإنفاق السّخيّ على المشاريع التّنموية ‏والتّرفيهية كبديل عن الإصلاح السياسي، لن يصمد طويلا أمام المُطالبات الشّعبية بالحُرية والكرامة والديمقراطية.‏

ي عتقد مُحلّلون سياسيون في الغرب أن "الرّبيع العربي" سيطال، عاجـلاً أم آجـلاً، دُول الخليج التي نجحت حتى الآن في تفادي الإعصار بدرجات مُتفاوتة (أقلّها البحرين، ‏التي لا زالت تشهد مسيرات احتجاجية مُندّدة بـ"القمع" ومُنادية بـ"اسقاط النظام"، وأكثرُها قطر، مُلهمة الإنتفاضات العربية المدعومة أميركيّـــا).‏

لا خطر على قطــــر؟
يتّفق المُحلّلون على أن السعودية - التي تُواجه داخليا احتجاجات الأقلية الشيعية المُهمّشة وإعتصامات المُعطّلين والمُعطّلات عن العمل (الذين يُقدّر عددهم بالملايين، في ‏بلد من أكبر مُصدّري النفط ويمتلك حوالي رُبع احتياطي العالم من النفط الخام)، إضافة إلى بقايا خلايا القاعدة التي تستخدم اليمن كملاذ لها - هي المُرشّحة أكثر ‏للتّغييـــر، إن لم تتغيـّــر. ‏

ويُذكّر بعضهم بأن البطالة هي أحد الأسباب التي أفرزت "ربيعاً" عربياً في تونس - بعد أن أحرق محمد البوعزيزي نفسه بسيدي بوزيد، وقد صُدّت كل الأبواب في وجهه - ‏قبل أن يمتد لهيب الثورة لمصر وليبيا واليمن والبحرين وسوريا... وقد تتفجّر في السعوديـــة.‏

ويرى البعض أن قطر - "الدولة بحجم رأس الدّبّوس"، كما وصفها برنار هنري ليفي، المُفكّر الفرنسي ومُهندس الحرب على ليبيا - يُمكن أن تنأى بنفسها عن تأثيرات ‏العاصفة ويحقّ لها أن تُفاخر بأن مُواطنيها الأصليين، الذين لا يزيد عددهم عن ربع مليون نسمة، ظلّوا مُلازمين الهُـــدوء.‏

لكن مجلة الإيكونوميست البريطانية ذكّرت بسجن الشاعر محمد ابن الذيب مدى الحياة لمُجرّد إلقائه قصيدة يسخرُ فيها من أمير البلاد. ‏

وأشارت بتهكّم أن القانون القطري لا يحدّد مثل تلك الجريمة ولا ينُصّ على مثل تلك العقوبة القاسية، خلافا للإمارات العربية المتحدة التي اصدرت قانونا جديدا للجرائم ‏الالكترونية يُجيز انزال عقوبة السجن حتى في من يمسّ بهيبة حُكّامـــها. ‏

وأضافت المجلة في تقرير بعنوان "القمع في الخليج، سراب من الحقوق وارتعاشُ مُتزايد من الحُكّام"، "يعرف كل مُلوك الخليج أن ينابيع النفط لا يمكن أن تجعل رعاياهم ‏سُعداء طوال الوقـــت".‏

لكن الكاتب جوناثان سباير (‏Jonathan Spyer‏) يعتقد أن دُول الخليج مُنقسمة بشدة على نفسها بشأن كيفية التّصدّي للمُتغيّرات التي أفرزها "الرّبيع العربي"، وأهمّها ‏وصول "الإخوان المسلمين" إلى دفة الحكم في تونس ومصر وتعاظمهم في ليبيا والمغرب والأردن... ‏

كتب في مقال بـصحيفة جوريزلام بوست "في الوقت الذي ترى السعودية والإمارات في الجماعة خطرا على استقرارها، تحتضن قطر 'الإخوان' وتعتبرهم حُلفـــاء".‏
‏ ‏
وأضاف "ربما يكون السعوديون والإماراتيون غاضبين من القطريين بسبب موقفهم، ولكن ما عساهم يفعلون حيال ذلك؟ فالإدارة الأميركية الحالية تنحاز للجانب القطري ‏من الخلاف مُعتبرة جماعة الإخوان المسلمين حليفا مُحتمـــلا". ‏

الانفجار مسألة وقت فقـــط
وتساءل المفكر البريطاني زياد الدين سردار (‏Ziauddin Sardar‏) عند عرضه لكتاب "ما بعد الشيوخ: الإنهيار القادم للأنظمة الملكية الخليجية" (‏After the Sheikhs: The Coming Collapse of the Gulf Monarchies‏) لكرستوفر ديفيدسن (‏Christopher M Davidson‏‏) أستاذ في جامعة دورهام البريطانية، عن ‏سرّ بقاء المُلوك والأمراء والشيوخ الخليـــج. ‏

وقال في صحيفة الاندبندنت أنهم "يملكون قدرة غريبة ليس فقط على البقاء، بل على الازدهار أيضا، بسبب دعم القوى الغربية والثروة النفطية والشرطة السّرّية الفعّالة".‏

لكن السبب الرئيسي برأيه يكمن في "تمتّع هذه الأنظمة بالولاء العشائري التقليدي والرّضوخ السياسي من شعوبها، مُقابل إمطارهم بالإعانات السّخية والمنح الكبيـــرة". ‏

إلا أنه أضاف "التزايد السريع لعدد السكان الأصليين، بفضل معدلات الخصوبة العالية والرعاية الصحية الممتازة وتضاءل حجم الإيرادات النفطية، ستزيد من الضغوط ‏الداخلية... فالانهيار الكامل أمر حتمي والانفجار هو مسألة وقت فقـــط".‏

أنظمة قُروسطية وسياسة أميركية مُتعفّنـــة
وانتقد المُحلّل السياسي الاميركي بيل فان أوكن (‏Bill Van Auken‏) في تقرير نشرته الصحيفة الألمانية اليسارية ﻟﻴﻨـك زايتونغ (‏linkezeitung‏) دعم "السياسة ‏الأميركية الإمبريالية المُتعفّنة حتى النخاع للأنظمة القروسطية التي تسود فيها العبودية الحديثة في الخليـــج". ‏

وأستعرض المُحلّل التقارير التي تحدثت عن قطع رأس الخادمة السريلانكية "ريزانا نافيك" في السعودية - القضية التي أثارت الرأي العام العالمي - وعن هلاك 13 عاملاً ‏آسيويا إثر اندلاع حريق في مساكنهم المُتهالكة في البحرين. وتحدث فان أوكن عن "الظروف غير الإنسانية" التي يعيشها حوالي 15 مليون عامل أجنبي، أغلبهم من ‏الآسويين، في دول الخليج، وعن "إضطهاد الأقليات الدينية (أو الأكثرية الدينية الشيعية في البحرين)، وقمع المعارضين السياسيين والزّجّ بهم في السّجـــون".‏

وأنتهى إلى القول بأن تقارير وزارة الخارجية الأميركية عن وضع العُمّال الأجانب في الخليج "لا يمكن أخذها على محمل الجد لأن الولايات المتحدة تدعم هذه الأنظمة ‏الدكتاتورية".‏

فالسعودية هي أهم شريك تجاري للولايات المتحدة في المنطقة، والبحرين تستضيف الميناء الرئيسي للأسطول الأميركي الخامس، وتستضيف قطر أكبر قاعدة جوية ‏أميركية فى المنطقة (العيديد) والمقر الميداني للقيادة العسكرية المركزية للمنطقة الوسطى (‏CENTCOM‏). ‏

وأضاف "كما تلعب هذه الدول دور الشّريك لإدارة أوباما في الحرب الطّائفية في سوريا، باسم 'حقوق الإنسان' و'الديمقراطيـــة'". ‏

عجلات التّغيير تتحرك ببُطء ... لكنّها تتحرّك
وتطرّق الكاتب الأمريكي الشهير ديفيد إجناتيوس (‏David Ignatius‏) في مقال افتتاحي في الواشنطن بوست إلى إعلان العاهل السعودي الملك عبدالله عن تعيين 30 سيدة ‏في مجلس الشورى، الأمر الذي أثار حفيظة العشرات من عُلماء الدين المُحافظين الذين تجمعوا قرب القصر الملكي للتّعبيرعن قلقهـــم.‏

وعلّق الكاتب بالقول "إنه أمر مفهوم أن يقلق المُحافظون، لأنه لو تم اعتبار السعوديات مُؤهّلات للانضمام إلى الهيئة التي تُقدّم المشورة إلى الملك في الأمور الحساسة، ‏فإنه سيكون من الصّعب تبرير العديد من القيود التي تُكبّل حُرّياتهـــن". ‏

وأضاف إجناتيوس "خلال عامين من الثورات العربية، كان من الواضح أن المملكة ربما تكون الدولة الاستبدادية المقبلة التي ستشهد ثورة شعبية". ‏

وأختتم قائلا "عجلات التغيير تتحرك ببُطء في المملكة ويبدو أنها تدور، ولكن هل تتحرك بما يكفي من السّرعـــة؟". ‏

‏"بروس ريدل": دعم ممالك ومشيخيات الخليج
وبالتّوازي مع هذه المقالات وغيرها التي تُنذر بـ"ربيع خليجي" قادم، أعاد بعض كُتّاب - من بينهم غلين غرينوالد (‏Glenn Greenwald‏) في الغارديان البريطانية - إلى ‏الذّاكرة ما قاله بروس ريدل (‏Bruce Riedel‏)، الضّابط السابق في وكالة المخابرات المركزية والذي كان يعمل مستشارًا لثلاثة رؤساء للولايات المتحدة لقضايا الشرق ‏الأوسط وجنوب آسيا، في المُذكّرة التي أرسلها سنة 2009 إلى الرئيس باراك أوباما والمُتعلّقة بـ"التحالف الأميركي الوثيق مع النظام في السعوديـــة".‏

بروس ريدل
أشار ريدل إلى أن "المملكة العربية السعودية هي آخر الأنظمة الملكية المُطلقة في العالم" وقال أن "النظام السعودي لا يفرض قمعا كاملا على شعبه فقط، بل يسعى إلى ‏الحفاظ على الطّغيان في دول مُجاورة مُتعـــدّدة". ‏

وأضاف ريدل "يجب على الولايات المتحدة أن تبقى مُعارضة بشكل ثابت لأية ثورات ديمقراطية في المنطقة، لكن ينبغي في المُقابل على واشنطن تشجيع الملك السعودي ‏على تسريع الإصلاحات المُتواضعة التي تبناها بشكل نظري".‏

فالإطاحة بالنظام السعودي سيُمثل، بحسب ريدل "انتكاسة حادة لموقف أميركا في المنطقة ويوفر الثمرة الاستراتيجية لإيـــران".‏

واختتم ريدل قائلا "ويتعين على الولايات المتحدة ليس فقط دعم النظام السعودي، ولكن أن تكون مُستعدّة لدعم الممالك والمشيخيات المُجاورة أيضـــا".‏ 

هناك تعليق واحد:

  1. شركة تنظيف خزانات بمكة
    شركة صقر البشاير تقدم لكم خدمات تنظيف الخزانات بمكة والطائف بأفضل الاسعار على الاطلاق ومن خلال فنيون متخصصون
    تنظيف خزانات بمكة
    شركة تنظيف خزانات بالطائف
    تنظيف خزانات بالطائف
    اتصل بنا: 0500941566
    http://www.elbshayr.com/6/Cleaning-tanks
    التسويق الالكتروني و تسويق مواقع لشركة ميكسيوجي

    ردحذف