نقرأ في التحليلات التي تواكب تطورات الساحة العربية منذ عامين خطابا يحاول اقناعنا ان قضية فلسطين وتشعباتها واخفاق الحلول لحلها والتعاطي مع تبعياتها قد اختفت من اهتمامات الشارع العربي الذي انصرف بفصائله الشعبية ومؤسساته غير الرسمية واحزابه المتنوعة بالاضافة الى نظامه الرسمي المتآكل والمتهلهل في مؤسساته سوى القمعية الى متابعة الثورات والتعاطي معها اما بالتشجيع والاستبشار بمرحلة جديدة او بالقمع والثورات المضادة على حساب القضية التي شغلت الوجدان العربي لاكثر من نصف قرن. وتستشهد هذه التحليلات بشعارات الثورات وحراكها الذي تمحور حول مطالب تتضمن الحرية والكرامة والعدالة بالاضافة الى الاوضاع الاقتصادية المتدهورة التي شهدتها المنطقة وتراكمت تبعياتها بعيدا عن حلول جوهرية تفكك الرابط القوي بين الحكم الاستبدادي ومصالحه الاقتصادية الضيقة التي جاءت على حساب تنمية بشرية وعدالة اجتماعية.
ويحاول البعض اقناعنا ان هذه الاوضاع المزرية وحدها حركت الشارع العربي ليطلب حلا لمأزقه المنحصر في بلد واحد واقتصاد واحد وحكم تسلطي واحد على حساب اهتمامه بالقضية الاولى التي كان يدافع عنها حيث لم تكن فلسطين يوما ما قضية فلسطينية بحتة حدودها من البحر الى النهر فقد تعربت قضية فلسطين منذ ايامها الاولى الى ان تمت 'اسلمتها' لتصبح قضية اسلامية ينخرط في الدفاع عنها طيف كبير من دول الجوار الاسلامي وابعد من ذلك بكثير. بل هي مع مرور الزمن اصبحت قضية اممية تتمركز كمحور عالمي في المنابر الاممية وتحتضنها مؤسسات المجتمع المدني العالمي من امريكا مرورا بأوروبا وافريقيا وآسيا.
وان كانت القضية الفلسطينية لم ترفع كشعار عربي يتمظهر في حراك الثورات العربية كدليل على انهماك الشارع العربي بقضاياه المحلية بعيدا عن شعارات الحقبات السابقة الا ان مثل هذه التحليلات تبقى قاصرة على فهم مركزية القضية الفلسطينية في الوجدان العربي ووعيه السياسي بل نكاد نجزم ان هذه القضية وحدها هي من سيس ما يسمى بالشارع العربي منذ بداية تقسيمه الى دويلات ورغم استثمار المشروع الاستبدادي العربي للقضية الاولى وتسلقه على ازمتها بالشعار والمال الا ان هذا الشارع رغم همومه المحلية ومأزقه السياسي الاقتصادي كان قد استلهم معنى النضال والمقاومة من القضية الاولى التي كانت درسا واقعيا شاهده عن قرب وعن بعد وكم مناضل سياسي في بلده اطلع على حقبات النضال الفلسطيني بل تمرن في مخيماته الفكرية والسياسية وحتى العسكرية ورغم ان هذا الجيل قد يكون في مرحلة الانقراض التدريجي الا ان شباب الثورات العربية الجديد لم يكن معزولا عن الذاكرة العربية الجمعية لحقباته المتتالية فأرشيف الذاكرة لم تستطع الانظمة العربية القمعية ان تستأصله من المخيلة او الوجدان رغم محاولات هذه الانظمة بعد فترة احتلال الكويت من قبل صدام حسين عام 1990 واستنجاد الانظمة العربية بشعارات الوطن اولا والتي اشتدت بعد احداث 11 سبتمبر 2001 حيث شعرت انظمة مثل السعودية ودول الخليج وغيرها كالاردن بخطورة غياب الخطاب الوطني الذي لم يتطور حتى يندثر تحت شحن المجتمعات بخطابات الاممية الاسلامية او القومية العربية السابقة. فظنت هذه الانظمة ان الاممية الاسلامية والقومية العربية قد يجيشان الشارع العربي على حساب الالتفات الى الاوطان وان كانت هذه السياسة سياسة رسمية استغلتها دول كالسعودية في الحالة الاسلامية واخرى كمصر في مرحلة القومية وكذلك سوريا والعراق الا ان الجيل السابق كان له التصور المغاير لزيف الشعارات العربية الرسمية التي لم يقتنع بها لفترة طويلة حيث تعلم قواعد اللعبة السياسية بعد ان انكشفت خفاياها وانفضحت شعاراتها الوهمية رغم كل الاموال التي صرفت اعلاميا لتضليل هذا الشارع واستيعاب عواطفه تجاه القضية الفلسطينية.
ويبدو ان الشارع العربي الذي ثار منذ عام 2010 قد فضل ان لا يحمل شعارا وهميا قد تم استغلاله بشكل مفضوح على مدى عقود طويلة لكن هذا لا يعني بالضرورة غياب فلسطين كخلفية تلهم الشارع في نضاله الذي انبثق خلال عامين وان حاول بعض المحللين ان يحدد نقطة الالهام لهذا الشارع ويحصرها في امثلة يطرحها كبداية لمشروع الثورة السلمية كاستدعاء التحرك البرتقالي في لبنان ضد الهيمنة السورية وقبله الحراك الاخضر في ايران الا ان هؤلاء ينسون تجربة اطفال الحجارة في فلسطين خلال انتفاضاتها التي سبقت اي حراك عربي او في دول الجوار قاوم سلميا منذ الثمانيات وينسى هؤلاء الدروس القيمة التي استمدوها من متابعة هذه الانتفاضات التي واجهت الرصاص والقتل والاعتقال ناهيك عن استمرارية الاحتلال والقتل بالطائرات خلال فترة 2000 ـ 2012 في الضفة وغزة.
فالحراك العربي السلمي الحالي ما هو الا امتداد للحقبة الفلسطينية التي بدأت بالانتفاضات السلمية وجاءت بأبجديات جديدة تمركزت في الخيال العربي قبل عصر ما يسمى زورا بثورات الفيس بوك وتويتر التي تنزع عن العربي قوة حراكه الواقعي وتحصره في تكنولوجيا جديدة مستوردة تبقى محدودة رغم قدرتها على التواصل والحوار في ظل انظمة قمعية تقنن حتى الهواء الذي يستنشقه العربي كل صباح ومساء.
فقد رفض الشارع العربي أن يتقمص شخصية نظامه ويرفع شعار فلسطين لمجرد الاستهلاك الاعلامي تماما كما فعلت انظمته خلال العقود الماضي ولكن هذا لا يعني تخلي هذا الشارع عن القضية الاولى والتي قد يعتبر حلها الوحيد في اقتلاع انظمة الاستبداد اولا من جذورها حيث ظلت هذه الانظمة مطية لتمرير مشاريع خارجية على حساب القضية فكانت سندا لمشروع عدم حل هذه القضية وتمييعها تارة على منابر المؤتمرات العربية ومبادراتها العقيمة وتارة في المحافل الدولية وتارة اخرى في الخفاء والسر الذي اصبح الآن سرا معلنا فأحكمت هذه الانظمة قبضتها على اي عمل يعتبر نصرة للقضية وحرمت على شعوبها العمل المستقيل الذي لا تريده ان يخرج من تحت عباءتها بل اججت الصراع بين الاطراف الفلسطينية لتعود وتقنع شعوبها انها تسعى خلف مبادرات الصلح وتوحيد الصف ولم تعد تنطلي مثل هذه الدعاية الفجة على الشارع الذي بوعيه استطاع ان يكشف زيف مثل هذه المبادرات والمؤتمرات السنوية.
وقد اكتشفت هذا الوعي خلال زيارات لمصر وتونس والمغرب خلال شهر واحد حيث ظهر بوضوح محورية القضية الفلسطينية في حوارات بعض النخب والشارع الكبير ليس فقط كقضية جمعية لكل العرب بل كقضية الهام حركت الكثيرين بمأساتها واستراتيجية تلك الشريحة القابعة تحت الاحتلال حيث صور البعض المشهد الفلسطيني بمأساته وكأنه صورة محلية رغم اختلاف اللاعبين على الساحة وقارن هؤلاء بين خروجهم السلمي احتجاجا على القمع السياسي والحصار الاقتصادي وخروج الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الاسرائيلي على معادلات الاستيطان والتشريد والتهميش الاقتصادي والتجويع الممنهج ناهيك عن الاعتقالات التعسفية والسجون التي تحتضن الناشطين دون محاكمات عادلة. وحسنا فعل الشارع العربي عندما رفض شعار فلسطين علنا حتى لا يتقمص شخصية ذلك الحاكم المتشدق به اعلاميا ومن ثم فرض على القيادة الجديدة والمجتمع لغة جديدة فنهضت مصر لترفض اصطياد افراد الجيش المصري في سيناء ودفعت اسرائيل ثمنا باهظا بتقلص مساحات عملها في اكبر عاصمة عربية. وخرج البعض متهما قيادة مصر الجديدة بانها امتداد للسابقة في ما يخص موضوع فلسطين واخطأ هؤلاء ورغم معطيات السياسة الجديدة المفروضة على مصر لن يستطيع الحكم الجديد مهما كانت اطيافه والوانه الفكرية والسياسية ان يعود ليجتر الخطاب السابق ويتماهى في تحوله الى سند لدولة لا تزال تنتهك ابسط حقوق الانسان في المساحة الفلسطينية.
ورغم ان الشارع العربي في مناطق ما بعد الثورات لا يزال منهكا اقتصاديا الا انه لم يكن بمعزل ولن يتحول الى منعزل عن القضية الفلسطينية والتي هي قضية يراها عن قرب في شوارع عربية ومخيمات لا تزال قائمة على الارض العربية يعيش فيها مئات الآلاف من الفلسطينيين المهجرين من وطنهم. فالقضية الفلسطينية مرتبطة بالشعوب العربية كحالة مرئية يعتاشها العرب يوميا في الرباط وتونس والقاهرة ودمشق وبيروت ناهيك عن كونها مأساة بشرية لا تزال قائمة. وستظل هذه القضية الفلسطينية المعلم الاول لجيل عربي حالي وقادم وان لم يرفع شعارها كما رفعته انظمة الزيف العربي المنقرضة والقادمة على الانقراض بعون الوعي الجديد والمعاناة الحالية. وان غيبت التحليلات فلسطين عن الثورات العربية الا انها لا تزال حية في الوجدان العربي.
' كاتبة واكاديمية من الجزيرة العربية= القدس العربي
ويحاول البعض اقناعنا ان هذه الاوضاع المزرية وحدها حركت الشارع العربي ليطلب حلا لمأزقه المنحصر في بلد واحد واقتصاد واحد وحكم تسلطي واحد على حساب اهتمامه بالقضية الاولى التي كان يدافع عنها حيث لم تكن فلسطين يوما ما قضية فلسطينية بحتة حدودها من البحر الى النهر فقد تعربت قضية فلسطين منذ ايامها الاولى الى ان تمت 'اسلمتها' لتصبح قضية اسلامية ينخرط في الدفاع عنها طيف كبير من دول الجوار الاسلامي وابعد من ذلك بكثير. بل هي مع مرور الزمن اصبحت قضية اممية تتمركز كمحور عالمي في المنابر الاممية وتحتضنها مؤسسات المجتمع المدني العالمي من امريكا مرورا بأوروبا وافريقيا وآسيا.
وان كانت القضية الفلسطينية لم ترفع كشعار عربي يتمظهر في حراك الثورات العربية كدليل على انهماك الشارع العربي بقضاياه المحلية بعيدا عن شعارات الحقبات السابقة الا ان مثل هذه التحليلات تبقى قاصرة على فهم مركزية القضية الفلسطينية في الوجدان العربي ووعيه السياسي بل نكاد نجزم ان هذه القضية وحدها هي من سيس ما يسمى بالشارع العربي منذ بداية تقسيمه الى دويلات ورغم استثمار المشروع الاستبدادي العربي للقضية الاولى وتسلقه على ازمتها بالشعار والمال الا ان هذا الشارع رغم همومه المحلية ومأزقه السياسي الاقتصادي كان قد استلهم معنى النضال والمقاومة من القضية الاولى التي كانت درسا واقعيا شاهده عن قرب وعن بعد وكم مناضل سياسي في بلده اطلع على حقبات النضال الفلسطيني بل تمرن في مخيماته الفكرية والسياسية وحتى العسكرية ورغم ان هذا الجيل قد يكون في مرحلة الانقراض التدريجي الا ان شباب الثورات العربية الجديد لم يكن معزولا عن الذاكرة العربية الجمعية لحقباته المتتالية فأرشيف الذاكرة لم تستطع الانظمة العربية القمعية ان تستأصله من المخيلة او الوجدان رغم محاولات هذه الانظمة بعد فترة احتلال الكويت من قبل صدام حسين عام 1990 واستنجاد الانظمة العربية بشعارات الوطن اولا والتي اشتدت بعد احداث 11 سبتمبر 2001 حيث شعرت انظمة مثل السعودية ودول الخليج وغيرها كالاردن بخطورة غياب الخطاب الوطني الذي لم يتطور حتى يندثر تحت شحن المجتمعات بخطابات الاممية الاسلامية او القومية العربية السابقة. فظنت هذه الانظمة ان الاممية الاسلامية والقومية العربية قد يجيشان الشارع العربي على حساب الالتفات الى الاوطان وان كانت هذه السياسة سياسة رسمية استغلتها دول كالسعودية في الحالة الاسلامية واخرى كمصر في مرحلة القومية وكذلك سوريا والعراق الا ان الجيل السابق كان له التصور المغاير لزيف الشعارات العربية الرسمية التي لم يقتنع بها لفترة طويلة حيث تعلم قواعد اللعبة السياسية بعد ان انكشفت خفاياها وانفضحت شعاراتها الوهمية رغم كل الاموال التي صرفت اعلاميا لتضليل هذا الشارع واستيعاب عواطفه تجاه القضية الفلسطينية.
ويبدو ان الشارع العربي الذي ثار منذ عام 2010 قد فضل ان لا يحمل شعارا وهميا قد تم استغلاله بشكل مفضوح على مدى عقود طويلة لكن هذا لا يعني بالضرورة غياب فلسطين كخلفية تلهم الشارع في نضاله الذي انبثق خلال عامين وان حاول بعض المحللين ان يحدد نقطة الالهام لهذا الشارع ويحصرها في امثلة يطرحها كبداية لمشروع الثورة السلمية كاستدعاء التحرك البرتقالي في لبنان ضد الهيمنة السورية وقبله الحراك الاخضر في ايران الا ان هؤلاء ينسون تجربة اطفال الحجارة في فلسطين خلال انتفاضاتها التي سبقت اي حراك عربي او في دول الجوار قاوم سلميا منذ الثمانيات وينسى هؤلاء الدروس القيمة التي استمدوها من متابعة هذه الانتفاضات التي واجهت الرصاص والقتل والاعتقال ناهيك عن استمرارية الاحتلال والقتل بالطائرات خلال فترة 2000 ـ 2012 في الضفة وغزة.
فالحراك العربي السلمي الحالي ما هو الا امتداد للحقبة الفلسطينية التي بدأت بالانتفاضات السلمية وجاءت بأبجديات جديدة تمركزت في الخيال العربي قبل عصر ما يسمى زورا بثورات الفيس بوك وتويتر التي تنزع عن العربي قوة حراكه الواقعي وتحصره في تكنولوجيا جديدة مستوردة تبقى محدودة رغم قدرتها على التواصل والحوار في ظل انظمة قمعية تقنن حتى الهواء الذي يستنشقه العربي كل صباح ومساء.
فقد رفض الشارع العربي أن يتقمص شخصية نظامه ويرفع شعار فلسطين لمجرد الاستهلاك الاعلامي تماما كما فعلت انظمته خلال العقود الماضي ولكن هذا لا يعني تخلي هذا الشارع عن القضية الاولى والتي قد يعتبر حلها الوحيد في اقتلاع انظمة الاستبداد اولا من جذورها حيث ظلت هذه الانظمة مطية لتمرير مشاريع خارجية على حساب القضية فكانت سندا لمشروع عدم حل هذه القضية وتمييعها تارة على منابر المؤتمرات العربية ومبادراتها العقيمة وتارة في المحافل الدولية وتارة اخرى في الخفاء والسر الذي اصبح الآن سرا معلنا فأحكمت هذه الانظمة قبضتها على اي عمل يعتبر نصرة للقضية وحرمت على شعوبها العمل المستقيل الذي لا تريده ان يخرج من تحت عباءتها بل اججت الصراع بين الاطراف الفلسطينية لتعود وتقنع شعوبها انها تسعى خلف مبادرات الصلح وتوحيد الصف ولم تعد تنطلي مثل هذه الدعاية الفجة على الشارع الذي بوعيه استطاع ان يكشف زيف مثل هذه المبادرات والمؤتمرات السنوية.
وقد اكتشفت هذا الوعي خلال زيارات لمصر وتونس والمغرب خلال شهر واحد حيث ظهر بوضوح محورية القضية الفلسطينية في حوارات بعض النخب والشارع الكبير ليس فقط كقضية جمعية لكل العرب بل كقضية الهام حركت الكثيرين بمأساتها واستراتيجية تلك الشريحة القابعة تحت الاحتلال حيث صور البعض المشهد الفلسطيني بمأساته وكأنه صورة محلية رغم اختلاف اللاعبين على الساحة وقارن هؤلاء بين خروجهم السلمي احتجاجا على القمع السياسي والحصار الاقتصادي وخروج الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الاسرائيلي على معادلات الاستيطان والتشريد والتهميش الاقتصادي والتجويع الممنهج ناهيك عن الاعتقالات التعسفية والسجون التي تحتضن الناشطين دون محاكمات عادلة. وحسنا فعل الشارع العربي عندما رفض شعار فلسطين علنا حتى لا يتقمص شخصية ذلك الحاكم المتشدق به اعلاميا ومن ثم فرض على القيادة الجديدة والمجتمع لغة جديدة فنهضت مصر لترفض اصطياد افراد الجيش المصري في سيناء ودفعت اسرائيل ثمنا باهظا بتقلص مساحات عملها في اكبر عاصمة عربية. وخرج البعض متهما قيادة مصر الجديدة بانها امتداد للسابقة في ما يخص موضوع فلسطين واخطأ هؤلاء ورغم معطيات السياسة الجديدة المفروضة على مصر لن يستطيع الحكم الجديد مهما كانت اطيافه والوانه الفكرية والسياسية ان يعود ليجتر الخطاب السابق ويتماهى في تحوله الى سند لدولة لا تزال تنتهك ابسط حقوق الانسان في المساحة الفلسطينية.
ورغم ان الشارع العربي في مناطق ما بعد الثورات لا يزال منهكا اقتصاديا الا انه لم يكن بمعزل ولن يتحول الى منعزل عن القضية الفلسطينية والتي هي قضية يراها عن قرب في شوارع عربية ومخيمات لا تزال قائمة على الارض العربية يعيش فيها مئات الآلاف من الفلسطينيين المهجرين من وطنهم. فالقضية الفلسطينية مرتبطة بالشعوب العربية كحالة مرئية يعتاشها العرب يوميا في الرباط وتونس والقاهرة ودمشق وبيروت ناهيك عن كونها مأساة بشرية لا تزال قائمة. وستظل هذه القضية الفلسطينية المعلم الاول لجيل عربي حالي وقادم وان لم يرفع شعارها كما رفعته انظمة الزيف العربي المنقرضة والقادمة على الانقراض بعون الوعي الجديد والمعاناة الحالية. وان غيبت التحليلات فلسطين عن الثورات العربية الا انها لا تزال حية في الوجدان العربي.
' كاتبة واكاديمية من الجزيرة العربية= القدس العربي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق