قال الشيخ الصفار
"تقف الأمة العربية والإسلامية في الوقت الراهن أمام فرص لكنها باتت مهددة
بالضياع بسبب ضعف النضج السياسي.
جاء ذلك خلال خطبة
الجمعة التي القاها في مدينة القطيف شرق السعودية. وفي حين نوه إلى ثورات الربيع العربي أشار في الوقت عينه إلى أن أعداء
الأمة «لا يريدون لنا أن نمتلك قرارنا ولا يريدون لشعوبنا أن تحقق سيادتها وأن
يكون هناك حكم ديمقراطي وتداول للسلطة».
وتابع القول «الأعداء
يستثمرون نقاط الضعف في داخل شعوبنا ومجتمعاتنا».
غير أن الشيخ الصفار
حمّل في مقابل ذلك الشعوب مسئولية الحفاظ على فرصها التاريخية قائلا «العتب ليس
على العدو، وإنما علينا. العدو له أطماع ومكاسب يريد تحقيقها».
وتساءل سماحته «لماذا
تترك القوى المضادة لأهداف وثورات الشعوب تسرح وتمرح وتحقق أغراضها».
وأعرب في السياق نفسه
عن القلق إزاء تطورات الأوضاع السياسية في مصر مؤخرا. وأشار إلى تضافر القوى الانتهازية المضادة للشعوب واستفادتها من نقاط
الضعف الموجودة داخل الساحة بين الثائرين والمهتمين بالتغيير.
وأعرب عن اعتقاده بأن
الأوضاع في مصر لن تعود إلى ما كانت عليه في السابق إذا استطاعت الثورة المضادة أن
تسيطر على الأمور «بل ستكون الأوضاع أسوء وأفظع، لكن أملنا بالله كبير».
وقال الشيخ الصفار
«قد تتاح فرصة التغيير لمجتمع أو لشعب من الشعوب، حتى ينقذ نفسه وينهض، وتتحسن
أوضاعه، لكنها سرعان ما تضيع إذا لم يكن هناك نضج ووعي وترك المجال للقوى
الانتهازية واختراقات الأعداء».
وتابع في حديثه أمام
حشد من المصلين أن حسن الاستفادة من الفرص يحتاج إلى وعي، وإلى إرادة، وإلى توفيق،
سواء على المستوى الفردي أو الاجتماعي.
ومضى يقول أن الفرص
قد تتاح للكثيرين لكن افتقاد الوعي والإرادة وغياب التوفيق قد يجعلها تضيع من بين
أيديهم إلى غير رجعة.
وإلى جانب غياب النضج
أشار سماحته إلى ان من مهددات ضياع الفرص هي الاستجابة لنوازع الهوى أو الإصابة
بالعجب والغرور، أو الركون إلى الدعة والراحة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق