19 يونيو 2012

اسبانيا تراهن على السعودية للخروج من ازمتها الاقتصادية


زار الملك الإسباني خوان كارلوس، السعودية لتقديم العزاء للملك عبد الله في وفاة ولي العهد نايف بن عبد العزيز، وتأتي هذه الزيارة في ظل رهان كبير لحكومة مدريد على الرياض للحصول على صفقات ضخمة على شاكلة صفقة القطار التي تجاوزت ستة مليارات يورو لمواجهة الأزمة الاقتصادية الخانقة.


ويلعب الملك خوان كارلوس دورا رئيسيا في هذا الشأن. وتعتبر حكومة مدريد أن الرأسمال العربي قد يساعدها على الخروج من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تهددها اقتصادها، حيث بدأت المؤسسات المالية الدولية مثل صندوق النقد الدولي تفكر في إنقاذ اسبانيا من الانهيار الاقتصادي رغم أن الاتحاد الأوروبي وضع رهن إشارتها مائة مليا يورو منذ عشرة أيام.
تعيش اسبانيا وضعا اقتصاديا مزريا بعدما بلغت البطالة قرابة 25' وارتفعت المديونية الخارجية بشكل لم يسبق له مثيل.
وتراهن اسبانيا على الرفع من صادراتها الخارجية وتوقيع صفقات ضخمة وجلب استثمارات كبيرة. ونظرا للأزمة التي تعصف بالغرب عموما، فهي تراهن على منطقة أمريكا اللاتينية وآسيا وأساسا العالم العربي.
وحققت اسبانيا خلال شهر أكتوبر الماضي أكبر صفقة لها في تاريخها وكان ذلك مع العربية السعودية حيث ستقتني هذه الأخيرة بقيمة تتفاوت ستة مليار يورو قطارات الربط السريع بين مكة المكرمة والمدينة المنورة.
وتراهن اسبانيا وبتنسيق مع المانيا على بيع الرياض حتى 800 دبابة من نوع لبويارد بعدما كان الحديث يجري حتى الأسبوعين الأخيرين عن ما بين 200 و300 دبابة.
ولكي تكتمل هذه الصفقة بقي فقط موافقة وزارة الدفاع الألمانية، بينما هذه الدبابات ستصنع في معامل اسبانيا، وقد تبلغ قيمته الصفقة حوالي ثمانية مليار يورو.وتراهن اسبانيا اقتصاديا على دول العربية المطلة على الخليج اوأساسا السعودية، ولهذا فهي تنهج سياستين، الأولى وتتعلق بتعزيز تواجدها في منطقة الخليج  من خلال تقوية الأقسام الاقتصادية وفتح مكاتب مالية جديدة لاستقطاب الرأسمال العربي، كما أكدت المصالح الدبلوماسية الإسبانية.
والنهج الثاني يتمثل في الدور الذي يلعبه الملك خوان كارلوس من خلال توظيف علاقاته بالأنظمة الملكية السعودية.
في هذا الصدد، لعب الملك دورا رئيسيا في صفقة القطارات، والآن يلعب دورا آخر في صفقات أخرى من خلال إقناع ملوك وأمراء الخليج . وتأتي زيارته الى الرياض أمس لتعزيز هذه العلاقات التجارية وكذلك تقديم العزاء، إذ يعتبر المسؤول الغربي وربما الأول في العالم الذي حل بالعربية السعودية لتقديم العزاء، وهو شيء ملفت للغاية.
ومن ضمن المعطيات التي ستساعد اسبانيا ربما على مزيد من الحصول على الصفقات هو تولي ولاية العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز خلفا للراحل الأمير نايف بن سلطان وهو صديق مقرب من الملك خوان كارلوس، وكان منذ عشرة أيام في اسبانيا للتباحث بشأن صفقة الدبابات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق