كتب ـ أحمد رمزي
منذ بدء الثورة السورية وانضمام السعودية إلى الثوار، والجميع يتساءل عن طبيعة الدور الذي تلبعه السعودية في الثورة السورية، وهل حقًا هي مع الثورة، أم انها تعلن هذا في الظاهر بينما تحمل أطروحات خفية لا يعلمها أحد؟
الحقيقة أن ثمة أمور تكشف ان الدعم السعودي لهذه الثورة لا يعدو كونه نوعًا من النكاية في نظام الأسد، لكن المملكة العجوز التي حاربت جميع الثورات العربية لا شك انها تضع في حسابها مستقبل الوضع السوري العربي بعد سقوط الأسد، وهي لا تتوقع ان المعارضة السورية ستندفع لدخول حظيرتها بمجرد سقوط النظام؟
موقف آخر يكشف أن السعودية لا تحبذ انتصار الثورة السورية، وهي التي منعت جمع التبرعات الشعبية للثوار في سوريا، بعد اجتماعها بالدعاة السعوديين من امثال العريفي وآخرين، فماذا تخطط إذن؟
الذي يبدو أن السعودية لاتدعم استمرار نظام الأسد، وهي أيضًا لا تحبذ انتصار الثورة السورية وتولّي الثوار ممثلين في "جبهة ثوار سوريا" التي أعلن عنها قبل أيام مقاليد الامور في الشام، فماذا تبغي إذن؟
الحقيقة انها لعبة صهيونية مفضوحة تمارسها حكومة المملكة، وهي سياسة فرق تسد، فهي تريد للوضع في سوريا أن يظل على ما هو عليه، بل ترغب بتدخل اجنبي لا يرضاه الثوار، لكي تدخل سوريا الحظيرة الأمريكية فتأمن شر بشار الأسد، ولا تخلق عدوًا جديدًا بتولي الثوار مقاليد الحكم.
ولعل ما يعضد هذا القول، ما ذكره الدكتور "فيصل الحمد" عضو الامانة العامة الامة الكويتي، الذي قال: "حكومات الخليج تتلاعب في الثورة السورية فعملت على دعم المعارضة الفاسدة وخلقت معارضة جديدة لتشتت المعارضة الخارجية والداخلية عبث بثروات الأمة"
وأضاف: "الحكومات الخليجية تتأهب لما بعد سقوط النظام لتحول سوريا الى عراق أخرى وكل ذلك بأموال الأمة إنه عبث لخدمة أعداء الأمة".
ونوه إلى أن طهورية الربيع العربي وسمو رسالته ورقي أهدافه يقض مضاجع حكومات الخليج الفاسدة المفسدة فأبت الا وتشويهه بالأموال الحرام التي نهبتها من شعوبها.
وأشار إلى أن هذه سياسة عامة لدول الخليج وفي مقدمتها السعودية، مؤكدًا أن حكومات الخليج سلمت العراق للعصابات الطائفية وضربت المقاومة فخلقت الصحوات الفاسدة وكل ذلك بثرواتنا على شعوبنا أن يكون لها موقف من هذا العبث"، مشيرًا إلى أن في اليمن دليل دامغ على فساد حكومات الخليج أنظر كيف اشتروا الذمم وأفسدوا الأخلاق وحرموا اليمنيين حقهم في تقرير مصيرهم أنه عبث الطغاة".
وهذا مايحدث أيضًا في الثورة المصرية بحسب الفيصل الذي قال: "حكومات الخليج تتلاعب بالثورة المصرية لتشوه صورتها العفيفة الراقية فخلقت الثورة المضادة بدعم فلول النظام وشراء ذمم الاسلاميين المعتدلين".
إذن هذا هو المخطط السعودي لتدمير الثورة العربية الكبرى، وهو تفتيتها لكي لا تكون دول قوية بعد اليوم ذات سيادة لا داخليًا ولا خارجيًا، لكي تقوى شوكة المملكة ـ الذراع السياسي ـ لصالح أمريكا، وهي بهذا تخدم مصالحها وحدها دون أي مصلحة أخرى.
هذا هو باختصار المخطط الشيطاني الذي تقوده السعودية في حقبة الربيع العربي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق