20 يونيو 2012

فشل ولي العهد البحريني في الحوار ساهم في تقوية المتشددين


قال نائب مدير برنامج الشرق الأوسط في "مجموعة الأزمات الدولية" «يوست هلترمان» إن "انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين تجري في زوايا الأزقة المظلمة أو في مراكز الاعتقال غير الرسمية".
وأضاف هلترمان في مقال نشرته صحيفة "القدس العربي" أن "اللافت للنظر اليوم هو حرب الكتابة على الجدران أو "الغرافيتي في القرى الشيعية"، التي شبهها بـ"لعبة القط والفأر، تهب السلطات لطمس هذه الشعارات المناهضة للنظام ولكن سرعان ما تقوم المعارضة بإعادة رشها كلما أمكن ذلك".
ويؤكد  أن "هذه التوترات لم تعد عفوية كما قد يتصور المرء فإثارتها تبدو مفيدة جدا لحكومة لا تتمتع بسجل ناصع البياض في مجال الفساد والحكم الرشيد"، مضيفا أن النخب الليبرالية في البحرين ترفض "أن تدخل في لعبة تطييف السياسة والمجتمع، مشيرين إلى وجود عدد كبير من الزيجات المختلطة، أو مستحضرين ذكريات سنوات من التعايش".
ويتابع "من خلال تلوين المطالب الشيعية المنادية بوضع حد للتمييز وإدانتها لأجهزة الدولة القمعية باللون الديني، تحاول عائلة آل خليفة إنكار البعد السياسي لهذه المطالب الديمقراطية، وتوطيد سلطتها تحت غطاء ضرورة حفظ الأمن".
ويلفت إلى أن استراتيجية "التطييف" تترجم إلى تهميش الإصلاحيين داخل النظام المتجمعين حول ولي العهد «الشيخ سلمان بن حمد»، لصالح أعضاء أكثر تشدداً في العائلة المالكة، مؤكدا أن "فشل محاولة ولي العهد في عقد حوار مع المعارضة في مارس من العام المنصرم قد ساهم في تقوية المحافظين داخل النظام الذين يحظون بدعم الجارة السعودية القوية التي يروجون لتأثيرها الاقتصادي والثقافي والسياحي ولتواجدها العسكري".
ويشير إلى أن "هؤلاء الرافضين لأية تسوية مع المعارضة يريدون الاعتقاد أن من شأن اقتراح تحويل مجلس التعاون الخليجي إلى "اتحاد" سياسي أن يؤدي إلى ولادة فدرالية بحرينية ـ سعودية تعزز التعاضد مع سلطة الرياض، حتى ولو تم تأجيل هذا المشروع حتى وقت لاحق".
ويختم هلترمان بالقول "في محاولة لتجنب تدخل إيراني وهمي تخلق عائلة آل خليفة الظروف المواتية للتأثير المتزايد للنموذج السعودي. إلا أن ذلك قد يؤدي إلى الحد من الحريات التي يعتز بها البحرين وتعزيز النزعات الاستبدادية للنظام، مما سيلقي بظلاله على مواطني المملكة الصغيرة مهما كان لونهم المذهبي كافة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق