أعد مراسل بي بي سي لشؤون الشرق الاوسط "بيل لو"
تقريرا خاصا عن دول الخليج ووسائل التواصل الاجتماعي فأكد ان هذه الوسائل تجلب
التغيير لهذه الدول لافتا الى بعض القرارات الرسمية الخليجية التي تضيق الخناق على
مستخدمي الانترنت لوقف الانتقادات الشعبية ضد الانظمة.
وشمل
التقرير قرارات الامارات المتعلقة بما اسمته جرائم الانترنت، وقرار قطر بسجن شاعر
مؤبدا بتهمة "التحريض على قلب نظام الحكم في قطر واهانة الامير" وحظر
البحرين للتظاهرات وسجن النشطاء السياسيين، ومحاولات السعودية وقف التويتر...
واليكم نص التقرير:
يقول المراسل "ان القرارات الأخيرة التي اصدرتها دولة الامارات العربية المتحدة لتضييق الخناق على مستخدمي الانترنت ما هي الا محاولات من حكومات دول الخليج للتحكم في سيل الانتقادات والآراء التي تنشر على هذه المواقع".
واضاف المراسل ان "التعديلات بشأن جرائم الانترنت التي أصدرها الرئيس الاماراتي خليفة بن زايد آل نهيان في مرسوم رسميتنص على العقاب بالسجن لمدة 3 سنوات لكل من استعمل الشبكة المعلوماتية او صمم موقعاً على الانترنت بقصد السخرية او الاضرار بسمعة الدولة او رئيس الدولة او نائبه او أي من حكام الامارات السبع، او أي شيء يتعلق بعلم البلاد أو النشيد الوطني او أي رمز من رموز الدول".
وبموجب هذا القانون فإنه "يمنع نشر المعلومات او الاخبار او الرسوم الكاريكاتورية التي تشعر فيها السلطات بأنها تهدد الامن في البلاد".
وأصدر الشيخ خليفة هذا المرسوم قبل 3 ساعات من فوز الامارات بعضوية مجلس حقوق الانسان لمدة ثلاث سنوات متواصلة.
ورأت منظمة هيومن رايتش ووتش ان "الهدف من وراء هذا القانون هو فرض قيود صارمة على حرية التعبير".
وقال نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الاوسط في المنظمة جو ستورك : "ان هذا المرسوم يلقي بظلاله فعلاً على وسائل التواصل الاجتماعي معتبرا انه كان له "تأثير فعال، حتى ان بعض الناشطين توقف عن ارسال تغريداته على توتير"، متسائلا "من يقرر مفهوم الاهانة او الاضرار بسمعة احد؟ من يضع الخطوط الحمراء ؟ هذا القانون يعكس عدم التسامح مع أي انتقاد يوجه الى الحكومة".
شاعر قطري
واضاف المراسل ان احد المحامين في منطقة الخليج، أكد ان موكله الشاعر القطري محمد العجمي والمعروف بابن الذيب حكم عليه بالسجن المؤبد بسبب نظمه لقصيدة "ثورة الياسمين في تونس". ووجهت الى العجمي تهمة "التحريض على قلب نظام الحكم في قطر واهانة الامير".
وكان العجمي أنشد قصيدة بشأن ثورة "الياسمين في تونس" ثم حملها على الشبكة العنكبوتية في يناير/كانون ثاني 2011 وعبر فيها عن دعمه للثورة التونسية قائلا "كلنا تونسيون في وجه النخبة المستبدة".
ثم "شجب جميع الأنظمة العربية" بوصفها تمثل "لصوصا لا يميزون بين أحد، وانتقد فيها انظمة الحكم الشمولية في المنطقة".
وفي عمان، حكم على العديد من المدونين بالسجن في تموز/يوليو لمدة تتراوح بين عام الى 18 شهراً بسبب تشويه سمعة السلطان.
واضاف المراسل ان الناشط السياسي البحريني نبيل رجب يقضي عقوبة مدتها 3 سنوات في احد السجون البحرينية.
وقال رجب في تغريدة على حسابه على توتير التي يتابعها حوالي 100 الف شخص "بسبب تغريداتي حكم علي في 9 يوليو/تموز لمدة 3 سنوات، ويقوم اصدقائي الآن بالاهتمام بحسابي على موقع توتير نيابة عني".
وتحظر في البحرين جميع التجمعات العامة والتظاهرات، وتؤكد الدولة ان هذه الاجراءات هي مؤقتة.
"توتير"
يقول المدون السعودي أحمد العمران "عندما فتحت حساباً لي على توتير في 2006 لم يكن أي شخص في المملكة يعرف بشأن وسيلة التواصل الاجتماعي هذه".
واضاف العمران: "اليوم الامر عكس ذلك تماماً، فالسعودية تشهد تنامياً ملحوظاً في استخدام التوتير، وفي شهر واحد فقط وصلت نسبة مستخدمي توتير حوالي 3000 في المئة".
واشار الى الى "توتير يمثل طريقة جديدة لتعرف الشباب على الصبايا".
والسؤال اليوم هو هل بإمكان وسائل التواصل الاجتماعي تغيير المنطقة التي تحكمها العائلات الملكية والتي حكمت بيد من حديد لقرون عدة؟
وفي دول الخليج كغيرها من الدول الغربية الاخرى، يعتبر أكثر المهتمين بوسائل التواصل الاجتماعي المشاهير ونجوم السينما والرياضة.
الا ان الدول الخليجية فيها الكثير من الشباب الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن آرائهم خاصة في ظل ثورات الربيع العربي.
وهذا الامر يشكل خطراً على الحكومات الخليجية التي تتعامل مع المطالبين بالإصلاحات بقليل من التسامح.
خط أحمر
وبالرغم من المراقبة الشديدة لوسائل التواصل الاجتماعي في دول الخليج، الا ان اعداد مستخدمي الانترنت في ازدياد متواصل. وهم ينشرون العديد من تعليقاتهم وحواراتهم على الانترنت مما يجعل من الصعب جداً ان لم يكن من المستحيل ضبطها.
وقال المدون ستيف رويستون الذي يكتب في مدونته بشكل يومي في البحرين عن امور دول الخليج انه "رغم الحذر في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في دول الخليج الا انه قوة لا يستهان بها".
واضاف: "الخط الاحمر موجود الا انه في انخفاض".
طوفان
وبرأي مراسل بي بي سي فإن " الاعتقالات والمراسيم والاحكام بالسجن سيكون لها تأثير على الناشطين السياسيين امثال نبيل رجب وغيرهم".
رئيس تحرير قناة "العرب" في السعودية
ويقول احد المدونين السعوديين الشباب "ان الحكومة لا يمكنها ان تسجن جميع الاشخاص الذين يعبرون عن آراء لا تروق لها".
وفي تصريح لرئيس تحرير قناة العرب في السعودية جمال الخاشقجي في مؤتمر في واشنطن قال: "توتير هو بمثابة الصحيفة التي لم نمتلكها قط، فلديه تأثير لم نشهده من قبل، فما الذي يقدر ان يفعله التوتير والفيس بوك قد يعيد تشيكل وهيكلية المملكة العربية السعودية والله وحده يعلم، وهذا الأمر بدأ فعلاً".
وأكد المدون السعودي ذلك بالقول: " التوتير مثل الطوفان ليس هنا فقط بل في العالم أجمع والسعودية لا يمكنها ايقافه".
واليكم نص التقرير:
يقول المراسل "ان القرارات الأخيرة التي اصدرتها دولة الامارات العربية المتحدة لتضييق الخناق على مستخدمي الانترنت ما هي الا محاولات من حكومات دول الخليج للتحكم في سيل الانتقادات والآراء التي تنشر على هذه المواقع".
واضاف المراسل ان "التعديلات بشأن جرائم الانترنت التي أصدرها الرئيس الاماراتي خليفة بن زايد آل نهيان في مرسوم رسميتنص على العقاب بالسجن لمدة 3 سنوات لكل من استعمل الشبكة المعلوماتية او صمم موقعاً على الانترنت بقصد السخرية او الاضرار بسمعة الدولة او رئيس الدولة او نائبه او أي من حكام الامارات السبع، او أي شيء يتعلق بعلم البلاد أو النشيد الوطني او أي رمز من رموز الدول".
وبموجب هذا القانون فإنه "يمنع نشر المعلومات او الاخبار او الرسوم الكاريكاتورية التي تشعر فيها السلطات بأنها تهدد الامن في البلاد".
وأصدر الشيخ خليفة هذا المرسوم قبل 3 ساعات من فوز الامارات بعضوية مجلس حقوق الانسان لمدة ثلاث سنوات متواصلة.
ورأت منظمة هيومن رايتش ووتش ان "الهدف من وراء هذا القانون هو فرض قيود صارمة على حرية التعبير".
وقال نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الاوسط في المنظمة جو ستورك : "ان هذا المرسوم يلقي بظلاله فعلاً على وسائل التواصل الاجتماعي معتبرا انه كان له "تأثير فعال، حتى ان بعض الناشطين توقف عن ارسال تغريداته على توتير"، متسائلا "من يقرر مفهوم الاهانة او الاضرار بسمعة احد؟ من يضع الخطوط الحمراء ؟ هذا القانون يعكس عدم التسامح مع أي انتقاد يوجه الى الحكومة".
شاعر قطري
واضاف المراسل ان احد المحامين في منطقة الخليج، أكد ان موكله الشاعر القطري محمد العجمي والمعروف بابن الذيب حكم عليه بالسجن المؤبد بسبب نظمه لقصيدة "ثورة الياسمين في تونس". ووجهت الى العجمي تهمة "التحريض على قلب نظام الحكم في قطر واهانة الامير".
وكان العجمي أنشد قصيدة بشأن ثورة "الياسمين في تونس" ثم حملها على الشبكة العنكبوتية في يناير/كانون ثاني 2011 وعبر فيها عن دعمه للثورة التونسية قائلا "كلنا تونسيون في وجه النخبة المستبدة".
ثم "شجب جميع الأنظمة العربية" بوصفها تمثل "لصوصا لا يميزون بين أحد، وانتقد فيها انظمة الحكم الشمولية في المنطقة".
وفي عمان، حكم على العديد من المدونين بالسجن في تموز/يوليو لمدة تتراوح بين عام الى 18 شهراً بسبب تشويه سمعة السلطان.
واضاف المراسل ان الناشط السياسي البحريني نبيل رجب يقضي عقوبة مدتها 3 سنوات في احد السجون البحرينية.
وقال رجب في تغريدة على حسابه على توتير التي يتابعها حوالي 100 الف شخص "بسبب تغريداتي حكم علي في 9 يوليو/تموز لمدة 3 سنوات، ويقوم اصدقائي الآن بالاهتمام بحسابي على موقع توتير نيابة عني".
وتحظر في البحرين جميع التجمعات العامة والتظاهرات، وتؤكد الدولة ان هذه الاجراءات هي مؤقتة.
"توتير"
يقول المدون السعودي أحمد العمران "عندما فتحت حساباً لي على توتير في 2006 لم يكن أي شخص في المملكة يعرف بشأن وسيلة التواصل الاجتماعي هذه".
واضاف العمران: "اليوم الامر عكس ذلك تماماً، فالسعودية تشهد تنامياً ملحوظاً في استخدام التوتير، وفي شهر واحد فقط وصلت نسبة مستخدمي توتير حوالي 3000 في المئة".
واشار الى الى "توتير يمثل طريقة جديدة لتعرف الشباب على الصبايا".
والسؤال اليوم هو هل بإمكان وسائل التواصل الاجتماعي تغيير المنطقة التي تحكمها العائلات الملكية والتي حكمت بيد من حديد لقرون عدة؟
وفي دول الخليج كغيرها من الدول الغربية الاخرى، يعتبر أكثر المهتمين بوسائل التواصل الاجتماعي المشاهير ونجوم السينما والرياضة.
الا ان الدول الخليجية فيها الكثير من الشباب الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن آرائهم خاصة في ظل ثورات الربيع العربي.
وهذا الامر يشكل خطراً على الحكومات الخليجية التي تتعامل مع المطالبين بالإصلاحات بقليل من التسامح.
خط أحمر
وبالرغم من المراقبة الشديدة لوسائل التواصل الاجتماعي في دول الخليج، الا ان اعداد مستخدمي الانترنت في ازدياد متواصل. وهم ينشرون العديد من تعليقاتهم وحواراتهم على الانترنت مما يجعل من الصعب جداً ان لم يكن من المستحيل ضبطها.
وقال المدون ستيف رويستون الذي يكتب في مدونته بشكل يومي في البحرين عن امور دول الخليج انه "رغم الحذر في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في دول الخليج الا انه قوة لا يستهان بها".
واضاف: "الخط الاحمر موجود الا انه في انخفاض".
طوفان
وبرأي مراسل بي بي سي فإن " الاعتقالات والمراسيم والاحكام بالسجن سيكون لها تأثير على الناشطين السياسيين امثال نبيل رجب وغيرهم".
رئيس تحرير قناة "العرب" في السعودية
ويقول احد المدونين السعوديين الشباب "ان الحكومة لا يمكنها ان تسجن جميع الاشخاص الذين يعبرون عن آراء لا تروق لها".
وفي تصريح لرئيس تحرير قناة العرب في السعودية جمال الخاشقجي في مؤتمر في واشنطن قال: "توتير هو بمثابة الصحيفة التي لم نمتلكها قط، فلديه تأثير لم نشهده من قبل، فما الذي يقدر ان يفعله التوتير والفيس بوك قد يعيد تشيكل وهيكلية المملكة العربية السعودية والله وحده يعلم، وهذا الأمر بدأ فعلاً".
وأكد المدون السعودي ذلك بالقول: " التوتير مثل الطوفان ليس هنا فقط بل في العالم أجمع والسعودية لا يمكنها ايقافه".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق