14 سبتمبر 2012

لماذا أحاط الشك بوجود الخلية الإرهابية في السعودية ؟


 الإعلان الرسمي السعودي عن اعتقال الخلية الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة في الرياض وجدة قبل أسابيع لا زالت تتفاعل في الساحة السعودية حيث ارتفعت وتيرة التشكيك بصحة وجود هذه الخلية أصلا لا سيما أن الكشف عنها تزامن مع حراك شعبي وبالتحديد من جانب ذوي المعتقلين السياسيين في السجون السعودية وتصاعد المطالب والاحتجاجات المطالبة بالإصلاح .
كشف القيادي السابق في تنظيم "القاعدة" باليمن طارق الفضلي أن انسحاب عناصر "أنصار الشريعة" التابعين للتنظيم من مدينتي زنجبار وجعار بمحافظة أبين جنوب اليمن جاء بهدف المشاركة في الحرب ضد النظام السوري .
ولم يستبعد الفضلي فرضية أن تكون هناك صفقة إقليمية لنقل مقاتلي القاعدة من الأراضي اليمنية إلى تركيا لإدخالهم الجبهة السورية، وهو ما يفسر الانسحاب المفاجئ للمسلحين من أبين، كما يفسر عدم ضربهم خلال انسحابهم سواء من القوات اليمنية أو السعودية.
كلام الفضلي جاء بعد أيام على إعلان السلطات السعودية القبض على خليتين للقاعدة في الرياض وجدة بين أعضائهما يمنيون .
صرح المتحدث الأمني بوزارة الداخلية بأن الجهات الأمنية المختصة رصدت وعلى ومدى عدة أشهر أنشطة لنصار مشبوهة لها اتصال بالتنظيم الضال في الخارج، حيث اتضح من المتابعة قيام هذه العناصر بتشكيل خلية إرهابية في مدينة الرياض عملت على الدعاية للفكر التكفيري الضال، وتجنيد عناصر لتنفيذ عمليات إجرامية تستهدف رجال أمن ومواطنين ومقيمين ومنشآت عامة.
كشفت وزارة الداخلية السعودية عن ضبط خليتان تتبعان لتنظيم القاعدة وإحباط مختطاتهما في الرياض وجدة، وجاء في بيان الداخلية السعودية أن خلية الرياض مكونة من ستة يمنيين يتزعمهم سعودي اعتقلوا جميعاً، ضبط أحدهم بعد إصابته نتيجة تجهيزه مواد متفجرة وأضاف البيان أن خلية الرياض مرتبطة بخلية جدة التي اعتقل أحد عناصرها وهو سعودي الجنسية فيما يجري البحث عن السعوديين آخرين هما صالح صحباني وعلي آل عرار عسيري، وأشارت الداخلية السعودية إلى أن المضبوطات تنوعت بين مواد متفجرة وأموال ووثائق.
هذا الإعلان أعقبه تركيز إعلامي على صلة الخلية بالخارج وتحديدا باليمن .
الإعلان الرسمي السعودي عن كشف هذه الخلية وجد تشكيكا من جانب نشطاء سياسيين سعوديين حيث رأى علي الأحمد أن الكشف عن مخطط هجمات في الرياض وجدة تخطط لها القاعدة هو محاولة من الحكومة السعودية للتغطية على الحراك السياسي في الداخل.
وأضاف أن الحكومة السعودية تهدف دائما إلى إبعاد الأنظار والاستعانة بأخطار سواء القاعدة أو بدعاوى التدخلات الخارجية لتبعد أنظار العالم عما يجري في الداخل من حراك سياسي .
وقال الأحمد إن محاولة اتهام يمنيين هو محاولة للإيحاء بأن مصدر هذه التهديدات ليست سعودية وإنما مرتبطة بجهات خارجية، وعملية لوم الخارج واختلاق دعاوى كاذبة بالتدخلات الخارجية والإرهاب هو الأسلوب السعودي الذي يراد منه إسكات الناس في الداخل وأيضا الحصول على دعم خارجي من الولايات المتحدة والغرب كون أن الحكومة السعودية تحاول مقاومة الارهاب والقاعدة.
أما الأكاديمية السعودية المعارضة مضاوي الرشيد فوصفت ما سمتها طبخة الخلية الإرهابية في السعودية بالمبتذلة وقالت إن "الخلايا الوهمية التي يكتشفها النظام السعودي وسيلة بائسة لإيهام المجتمع أنه مسيطر على الأوضاع، وهذه استراتيجية الأنظمة البائدة."
وقالت : يريدنا النظام أن نعتقد أن شعبنا مصاب بهبل فطري يأتيه الغريب فيلعب بعقله لينخرط في أعمال الإرهاب"
بيان الداخلية السعودية كان أشار إلى أن أحد السعوديين اللذين اعتقلا بترت أصابع من يده بفعل انفجار إحدى العبوات التي كان يجهزها حيث اتضح من المتابعة قيام هذه العناصر بتشكيل خلية في مدينة الرياض عملت على تجنيد عناصر لتنفيذ عمليات تستهدف رجال أمن ومواطنين ومقيمين ومنشآت عامة في السعودية، وأضاف أنه وبتكثيف المتابعة لهذه العناصر اتضح بلوغهم مرحلة متقدمة في السعي لتحقيق أهدافهم بما في ذلك إعداد وتجهيز متفجرات وتجربتها خارج مدينة الرياض، الأمر الذي أدى إلى إصابة أحدهم بحروق وبترٍ في أصابعه.
المغرد السعودي الشهير على مواقع التواصل الاجتماعي "مجتهد" شكك في هذه الرواية الرسمية وقال :أعلن في الصحافة طبقا للداخلية أنه تم اعتقال زعيمي الخليتين أحدهما مؤذن مسجد الخليل ابراهيم وأن يده احترقت وفقد أصبعه بسبب الاستعداد لتجهيز مواد كيمياوية للتفجير.
والمفاجأة التي تفرد بها مجتهد أن الداخلية السعودية اكتشفت كارثة في القصة لايمكن ترقيعها ومحمد بن نايف ينوي التنكيل بالضابط الأحمق المسؤول عن القضية وسبب غضب محمد بن نايف أن الضابط البليد لم يراجع الملف جيدا وفات عليه أن فيه ما يدل على استحالة تركيب القصة على المؤذن وسهولة تكذيب الداخلية لأن المؤذن المذكور هو "احمد خالد احمد الدويش" عمره 21 سنة وسبق أن احترقت يده اليسرى من أنبوبة غاز قبل سنتين وأدخل المستشفى وبتر عدد من أصابع يده وبعد مقابلة الشرطة له في المستشفى يقول مجتهد تمت معاينة مكان الحادث في المنزل واقتنعت الشرطة أن الحادث عارض ليس فيه أي شبهة جنائية وأقفل التحقيق نهائيا.
لكن أحمد الدويش له قصة أخرى بحسب المغرد السعودي وهي أن والده معتقل منذ 9 سنوات و 15 قريب آخر معتقلون كذلك وطبيعي أن يصبح من بين كبار النشطاء في قضايا المعتقلين , حين تحرك أقارب المعتقلين في الأشهر الأخيرة بالاعتصامات والتجمعات كان أحمد من بينهم واعتقل في بداية رمضان واطلق سراحه ولكن هنا بدأت الحماقة
كان والد أحمد من المعتمصين في سجن الحائر وتعرض لاصابات بليغة بسبب قمع الطوارىء فقررت الداخلية تخويف ذويه حتى لا يحدثوا ضجة على إصابات والدهم.
وهنا تبرع أحد الضباط الذين لاحظوا بتر اصابع أحمد باختلاق قصة المتفجرات ورتبها بطريقة جميلة تناسب أسلوب الداخلية لكنه لم يراجع الملف جيدا.
ونظرا لانه لا توجد أي وسيلة لتكذيب الداخلية فقد ضمنت أن القصة سوف يجري ترويجها بسهولة واعتقل احمد في 20 رمضان بهذه التهمة ثم اعلن عن الخلية.
الكارثة التي أغضبت محمد بن نايف بحسب مجتهد أن هذه التقارير لا يمكن احتكارها أبدا والتكتم عليها لأنها متوفرة في المستشفى وكل شخص لديه فهم بسيط يدرك ذلك .
وراى الكاتب والمحلل السياسي والنائب اللبناني السابق الدكتور نزيه منصور عن منطق التشكيك في الرواية الرسمية السعودية حول اكتشاف الخلية الإرهابية في الرياض وجدة ، قائلاً: المتابع للواقع السعودي على المستوى السياسي وعلى مستوى السلطة الحاكمة في هذه الدولة يجد أنها تعيش حالة من القلق والخوف، خاصة لما يجري في المنطقة الجزيرة العربية وبشكل عام وباليمن بشكل خاص، وهذا التوتر القائم على صعيد المنطقة العربية والإسلامية، فإذا هي تعيش حالة من القلق والخوف النتائج عن ما هي زرعته فيما سبق من الفكر السلفي والتكفيري وما أقامت عليه هذه الدولة من خلال الفكر الوهابي، والذي كان هو من إنتاج هذه الخلايا الإرهابية المنتشرة في اليمن وفي الكثير من الدول الإسلامية والتي وصلت منها الآن في سوريا، في اليمن، في الخليج، في باكستان، في أفغانستان، هذه كلها من انتهاج هذه السلطة، والتي تشعر أن السحر بدأن ينقلب على الساحر، إذاً هي قد تكون صحيحة وقد لا تكون ذلك، من يراقب لا يمكنه أن يلغيها بالكامل أو أن يتبناها وهي فعلاً واقعة، فهي نتيجة عقد نفسية تعيشها هذه الدولة.
وعن التركيز الرسمي دائماً على العامل الخارجي في تصدير الإرهاب إلى السعودية ، قال الدكتور نزيه منصور: من الطبيعي دائماً المتورط في مشكلة ما، مهما كان نوع هذه المشكلة الجاني، المجرم وأي أحد يرتكب فعل ما دائماً بحالة الدفاع يحاول أن يرمي هذا الأمر على الغير، فإذا لا يمكن له أن تقر وتعتبر بأنها هي التي أسست لهذه الخلايا للفكر الإرهابي منذ نشأته، فإذاً هي تحاول أن ترمي بهذا الأمر على الغير وتعود إلى الخارج بينما هي صانع السم آكله، فهي متورطة في إنتاجه وهي التي تنعك بدأت آثاره ليس من اليوم منذ وقت بعيد ....
وعن التخويف الرسمي السعودي من اليمن ،علماً ان البعض يقول القاعدة انطلقت أساساً من السعودية إلى اليمن وغير اليمن، قال الدكتور منصور: كما ذكرت في بداية الحديث أنها هي التي أنتجت هذا الفكر وعملت على نشره في كل الدول الإسلامية، وكان من نتائجه ما يحصل الآن في اليمن وتمركز القاعدة بعدما تم تهجير العديد منها من باكستان وأفغانستان وكان في مقدمتها قيادات هي من الجزيرة العربية أي من السعودية. وحتى ما ذكر عن أن هذه الأفراد هم يمنيين، العناصر هم يمنيين بينما الذي يتزعمون هذه الخلايا التي هي تتحدث عنها من خلال وسائل إعلامها ومن خلال بياناتها  أن الذين يشرفون عليها هم من السعوديين. إذاً إنما يحصل في اليمن هو إنتاج سعودي وهو الذي يعمل ويغذي هذه الأنظمة بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال المؤسسة الدينية، وهناك الكثير من القائمين على الحكم في هذه الدولة يغذون هذه المجموعات الإرهابية في العالم وخاصة في اليمن، وبعد أن بدأت تشعر أن هذا الأمر أن وأد النار التي انطلقت داخل اليمن لن تستقر بها هي سوف تنتقل إليها، وهي تسلط الضوء على اليمن وتثير كل المشاكل بها، علّها في ذلك تستقطب الرأي العام الوطني الداخلي وتوجه الأنظار باتجاه اليمن وتحاول أن تعتقل من يحاول أن يناوئون هذا النظام علّهم في ذلك يبعدون الأخطار التي تلحق وتحدق بهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق