القدس العربي : توقع عوزي رابي، مدير مركز ديان للدراسات الشرق أوسطية في جامعة تل أبيب، أن تشهد الأشهر القليلة القادمة وقوع العديد من الأحداث السياسية المهمة التي لا تقل في أهميتها عما جرى في العام الماضي، منها رحيل الأسد ونشوب حرب طائفية سورية، وسقوط النظم الملكية بادئة من الأردن.
وعن سقوط الأنظمة الملكية أوضح رابي في حديثه للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي أن السياسة الأمريكية في المنطقة (الانسحاب من العراق والموقف من مبارك)، سوف تخلق نوعًا من الفراغ، سيؤدي إلى تعاظم لاعبين إقليميين (تركيا وإيران) على حساب الدول العربية التي لعبت دورا قياديا قبل الربيع العربي، وأيضا هيمنة التيارات الإسلامية على الساحة العربية بعد ما أسماه باختطاف الثورات من أيدي الجهات الليبرالية التي أطلقتها، بالإضافة إلى سببين رئيسيين هما: تحطم جدار الخوف ومعادلة العلاقة التي كانت تسود بين الحكام العرب والشعوب، سيؤدي لانتقال القوة من الحكام الدكتاتوريين إلى الشعوب.
وقال: إن أحدًا لم يعد يتمتع بالحصانة تجاه رياح الربيع العربي في المنطقة التي تضرب ليس أنظمة دكتاتورية لينة مثل مصر وتونس، بل تطال أيضًا الأنظمة الأكثر تشددًا مثل سورية، مما سيستهدف مستقبلا بعض الأنظمة الملكية مثل المغرب والأردن وحتى العربية السعودية.
لافتًا إلى أن العاهل الأردني وليس بالضرورة في العام 2012 سيكون مضطرًا إلى دفع ثمن الربيع العربي، واصفًا صمود الأنظمة الملكية ولا سيما منها المغرب والأردن في أجواء الربيع العربي مهمة صعبة للغاية، رغم ما يتخذه العاهلين الأردني والمغربي من خطوات ذكية في الآونة الأخيرة لمواجهة الخطر، لكنه في نهاية المطاف وعلى المدى البعيد لا يستبعد سقوط النظام الملكي في الأردن وربما في المغرب أيضًا، مؤكدًا على أنه ليس من الواضح هل سيكون الحديث في نهاية المطاف عن تحول العاهل الأردني إلى جهة تمثيلية رمزية وسط انتقال القوة إلى البرلمان أم عن سقوط النظام الملكي، على حد تعبيره.
كما تطرق البروفيسور رابي إلى الأوضاع في بلاد النيل وقال إن مصر تشكل الآن حالة اختبار، تشير إلى أين ستسير الثورات في العالم العربي. مصر كانت دوما رأس الحربة، وما حصل هناك يدل على ميول إقليمية. وتابع قائلاً إنه إذا نظرت إسرائيل إلى أعلى، إلى الوجه الجديد للشرق الأوسط، فإنها سترى انه تحدث ثورة جغرافية سياسية اتفاق السلام الإسرائيلي ـ المصري الذي كان أساسًا جوهريا في كل صورة مستقبلية لشرق أوسط مستقر ومحب للسلام، يوجد في ميل تآكل وتضاؤل، وعندما نضيف إلى ذلك التوجه المستقبلي غير الواضح لتركيا، تنشأ صورة جديدة تلزم إسرائيل بإجراء إعادة تقويم وشحذ أدواتها الدبلوماسية.
من الجانب الآخر، أضاف رابي، توجد مجموعة من دول الخليج العربي بما فيها السعودية، قلقة مما يجري، وهي ترى انعدام الاستقرار الذي يتشكل هنا، في دولة إثر أخرى. وهي تفهم بان كل ثورة كهذه، كل دولة عربية تسقط، تزيد الخطر، يدور الحديث عن دول كانت كفيلة بأنْ تشكل، في المستقبل شركاء لحوار مع إسرائيل. وتابع الباحث الإسرائيلي قائلاً إنه اليوم ثبت أيضا أن الأمريكيين الذين اعتقدوا بان الثورات ستؤدي بالدول العربية إلى الحقل الغربي، لم يفهموا جيدا الربيع العربي، رغم أمل اوباما في أن يملي الجمهور وتيرة أخرى، واضح اليوم بان كل ثورة يمكن أن تنتهي بشكل معاكس لما أُمل به. يوجد اليوم لاعبون إقليميون يشعرون بأن الولايات المتحدة فقدت الارتفاع. السياسة الأمريكية شحبت وتترك فراغات كثيرة، ستستغلها قوى إقليمية كتركيا وإيران، لافتًا إلى أنه من المهم متابعة القوى العظمى الصاعدة مثل روسيا والصين ورؤية كيف تنخرط في الشرق الأوسط، وخلص إلى القول إن كل هذه التحديات تتعاظم وتؤكد على أن أن النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، ليس كل شيء، كلنا نأمل بأنْ نجد حلا ما، سلاما جزئيا، ولكن في نهاية المطاف سنفهم أن جزءا من الأمور تجري في ساحات أخرى، الأمل هو أن نرى في المستقبل الاستقرار والهدوء، ولكن على المدى القصير والمتوسط من المتوقع لنا انعدام استقرار عضال، على حد تعبيره.
على صلة بما سلف، رأت صحيفة 'هآرتس' العبرية الرئيس محمد مرسى بسياسته البراغماتية العملية وخلافاً لجميع الأفكار المسبقة التي كونتها عنه الولايات المتحدة وإسرائيل بمثابة الكنز الاقتصادي للدولة العبرية، لافتةً إلى أنه من خلال استعراض الفترة القصيرة التي حكم فيها مرسى البلاد فإن المرحلة الانتقالية التي مرت بها مصر والتغييرات الدراماتيكية التي شهدتها من الممكن أن تخلق فرص استثمار نادرة للشركات الأجنبية بما فيها الإسرائيلية، مشيرةً إلى أن الأشهر القليلة من حكم مرسي كانت بمثابة الفرصة المناسبة بالنسبة للإسرائيليين لدراسة أين كانت تكمن المصالح الاقتصادية المصرية خلال فترة الصراع بين الإخوان المسلمين والمجلس العسكري، وأشارت أنه خلافاً للآراء السائدة في إسرائيل والولايات المتحدة يتضح أن المصلحة الإسرائيلية السياسية والاقتصادية تكمن في دعم مرسى فنجاحه في مهمته من الممكن أن يمثل فرصة اقتصادية مناسبة لإسرائيل.
ووصفت الصحيفة مرسى بالشخصية البراغماتية، وأضافت أنه يعلم جيداً أن الشعب قد أختاره بسبب شعوره بالإحباط من الظلم والقمع الذي مر عليه خلال فترة حكم مبارك فالفساد والقهر هو الذي أوصله إلى كرسي الحكم وإذا نجح في تقليصهم، فسيظل طويلاً في منصبه، لذلك قام بتعيين عدد من الكفاءات في حكومته الحالية ممن هم بعيدون عن أيدلوجيته الدينية.
وساقت الصحيفة أن القواقع يقول إن مرسى لن يرفض أي استثمارات تضخ دماء جديدة لعروق الاقتصاد المصري المحتضر حتى وإن كانت تلك الاستثمارات إسرائيلية، وبالتالي فإن الشركات الإسرائيلية التي ستنجح في استغلال الدفعة الحالية ورصد بعض الفرص في الاقتصاد المصري فإنها ستُحقق أرباحًا هائلة في المستقبل، على حد تعبير الصحيفة.
كما أشارت إلى أن اتفاقية الكويز التي ما زالت قائمة حتى الآن بين مصر وإسرائيل، من الممكن أن تكون بيئة خصبة لهذا التعاون، وهناك فرصة كبيرة أيضاً في مجال إدخال التكنولوجيا الإسرائيلية إلى السوق المصري.
وعن سقوط الأنظمة الملكية أوضح رابي في حديثه للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي أن السياسة الأمريكية في المنطقة (الانسحاب من العراق والموقف من مبارك)، سوف تخلق نوعًا من الفراغ، سيؤدي إلى تعاظم لاعبين إقليميين (تركيا وإيران) على حساب الدول العربية التي لعبت دورا قياديا قبل الربيع العربي، وأيضا هيمنة التيارات الإسلامية على الساحة العربية بعد ما أسماه باختطاف الثورات من أيدي الجهات الليبرالية التي أطلقتها، بالإضافة إلى سببين رئيسيين هما: تحطم جدار الخوف ومعادلة العلاقة التي كانت تسود بين الحكام العرب والشعوب، سيؤدي لانتقال القوة من الحكام الدكتاتوريين إلى الشعوب.
وقال: إن أحدًا لم يعد يتمتع بالحصانة تجاه رياح الربيع العربي في المنطقة التي تضرب ليس أنظمة دكتاتورية لينة مثل مصر وتونس، بل تطال أيضًا الأنظمة الأكثر تشددًا مثل سورية، مما سيستهدف مستقبلا بعض الأنظمة الملكية مثل المغرب والأردن وحتى العربية السعودية.
لافتًا إلى أن العاهل الأردني وليس بالضرورة في العام 2012 سيكون مضطرًا إلى دفع ثمن الربيع العربي، واصفًا صمود الأنظمة الملكية ولا سيما منها المغرب والأردن في أجواء الربيع العربي مهمة صعبة للغاية، رغم ما يتخذه العاهلين الأردني والمغربي من خطوات ذكية في الآونة الأخيرة لمواجهة الخطر، لكنه في نهاية المطاف وعلى المدى البعيد لا يستبعد سقوط النظام الملكي في الأردن وربما في المغرب أيضًا، مؤكدًا على أنه ليس من الواضح هل سيكون الحديث في نهاية المطاف عن تحول العاهل الأردني إلى جهة تمثيلية رمزية وسط انتقال القوة إلى البرلمان أم عن سقوط النظام الملكي، على حد تعبيره.
كما تطرق البروفيسور رابي إلى الأوضاع في بلاد النيل وقال إن مصر تشكل الآن حالة اختبار، تشير إلى أين ستسير الثورات في العالم العربي. مصر كانت دوما رأس الحربة، وما حصل هناك يدل على ميول إقليمية. وتابع قائلاً إنه إذا نظرت إسرائيل إلى أعلى، إلى الوجه الجديد للشرق الأوسط، فإنها سترى انه تحدث ثورة جغرافية سياسية اتفاق السلام الإسرائيلي ـ المصري الذي كان أساسًا جوهريا في كل صورة مستقبلية لشرق أوسط مستقر ومحب للسلام، يوجد في ميل تآكل وتضاؤل، وعندما نضيف إلى ذلك التوجه المستقبلي غير الواضح لتركيا، تنشأ صورة جديدة تلزم إسرائيل بإجراء إعادة تقويم وشحذ أدواتها الدبلوماسية.
من الجانب الآخر، أضاف رابي، توجد مجموعة من دول الخليج العربي بما فيها السعودية، قلقة مما يجري، وهي ترى انعدام الاستقرار الذي يتشكل هنا، في دولة إثر أخرى. وهي تفهم بان كل ثورة كهذه، كل دولة عربية تسقط، تزيد الخطر، يدور الحديث عن دول كانت كفيلة بأنْ تشكل، في المستقبل شركاء لحوار مع إسرائيل. وتابع الباحث الإسرائيلي قائلاً إنه اليوم ثبت أيضا أن الأمريكيين الذين اعتقدوا بان الثورات ستؤدي بالدول العربية إلى الحقل الغربي، لم يفهموا جيدا الربيع العربي، رغم أمل اوباما في أن يملي الجمهور وتيرة أخرى، واضح اليوم بان كل ثورة يمكن أن تنتهي بشكل معاكس لما أُمل به. يوجد اليوم لاعبون إقليميون يشعرون بأن الولايات المتحدة فقدت الارتفاع. السياسة الأمريكية شحبت وتترك فراغات كثيرة، ستستغلها قوى إقليمية كتركيا وإيران، لافتًا إلى أنه من المهم متابعة القوى العظمى الصاعدة مثل روسيا والصين ورؤية كيف تنخرط في الشرق الأوسط، وخلص إلى القول إن كل هذه التحديات تتعاظم وتؤكد على أن أن النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، ليس كل شيء، كلنا نأمل بأنْ نجد حلا ما، سلاما جزئيا، ولكن في نهاية المطاف سنفهم أن جزءا من الأمور تجري في ساحات أخرى، الأمل هو أن نرى في المستقبل الاستقرار والهدوء، ولكن على المدى القصير والمتوسط من المتوقع لنا انعدام استقرار عضال، على حد تعبيره.
على صلة بما سلف، رأت صحيفة 'هآرتس' العبرية الرئيس محمد مرسى بسياسته البراغماتية العملية وخلافاً لجميع الأفكار المسبقة التي كونتها عنه الولايات المتحدة وإسرائيل بمثابة الكنز الاقتصادي للدولة العبرية، لافتةً إلى أنه من خلال استعراض الفترة القصيرة التي حكم فيها مرسى البلاد فإن المرحلة الانتقالية التي مرت بها مصر والتغييرات الدراماتيكية التي شهدتها من الممكن أن تخلق فرص استثمار نادرة للشركات الأجنبية بما فيها الإسرائيلية، مشيرةً إلى أن الأشهر القليلة من حكم مرسي كانت بمثابة الفرصة المناسبة بالنسبة للإسرائيليين لدراسة أين كانت تكمن المصالح الاقتصادية المصرية خلال فترة الصراع بين الإخوان المسلمين والمجلس العسكري، وأشارت أنه خلافاً للآراء السائدة في إسرائيل والولايات المتحدة يتضح أن المصلحة الإسرائيلية السياسية والاقتصادية تكمن في دعم مرسى فنجاحه في مهمته من الممكن أن يمثل فرصة اقتصادية مناسبة لإسرائيل.
ووصفت الصحيفة مرسى بالشخصية البراغماتية، وأضافت أنه يعلم جيداً أن الشعب قد أختاره بسبب شعوره بالإحباط من الظلم والقمع الذي مر عليه خلال فترة حكم مبارك فالفساد والقهر هو الذي أوصله إلى كرسي الحكم وإذا نجح في تقليصهم، فسيظل طويلاً في منصبه، لذلك قام بتعيين عدد من الكفاءات في حكومته الحالية ممن هم بعيدون عن أيدلوجيته الدينية.
وساقت الصحيفة أن القواقع يقول إن مرسى لن يرفض أي استثمارات تضخ دماء جديدة لعروق الاقتصاد المصري المحتضر حتى وإن كانت تلك الاستثمارات إسرائيلية، وبالتالي فإن الشركات الإسرائيلية التي ستنجح في استغلال الدفعة الحالية ورصد بعض الفرص في الاقتصاد المصري فإنها ستُحقق أرباحًا هائلة في المستقبل، على حد تعبير الصحيفة.
كما أشارت إلى أن اتفاقية الكويز التي ما زالت قائمة حتى الآن بين مصر وإسرائيل، من الممكن أن تكون بيئة خصبة لهذا التعاون، وهناك فرصة كبيرة أيضاً في مجال إدخال التكنولوجيا الإسرائيلية إلى السوق المصري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق