فيما يلي رواية
السيدة "ريما الجريش" زوجة المعتقل السعودي "أبو معاذ"، آثرنا
نقلها لكم كما هي دون تعديلات أو اختزال ليكن قارئنا على علم بحقيقة ما يحدث في
السجون السعودية للنساء قبل الرجال.
تقول السيدة ريما
الجريش:
إليكم قصتي وأحداث
حصلت لي بعداعتصامي وسوف اختصر بعض الشي بدايه .. كان اعتصامنا عام ١٤٢٨ سببه
تعذيب ازوجنا في سجن الملز .. بعد الاعتصام .. بيومين اتاني اتصال من احد أعمامي
وقال عندي الان ضابط ومسؤل كبير يقول لي بالحرف الواحد سوف نعطيها منزل وزوجها
سيارة وسوف نخرجه لها وسوف تذهب للعمرة مع زوجها على حساب هذا الضابط فقط يريد منك
دعوة وان تتركي هذا المسار .. !! يقصد نصرة الاسرى فحلفت بالله العظيم ان لا احيد
عن هذا الطريق وقلت لا اريد شي منكم وزوجي سوف يخرج رغم عن انوفكم .. فبعدها كشروا
عن انيابهم وفجر الغد حشدو قواتهم وبدأو بطرق الابواب فجراً ورفضت فتح الباب
فقاموا بتكسيرها .. وفصل هاتف المنزل من الخارج .. كنا انا وبعض الاخوات نصلي
الفجر وهم يكسرون الابواب علينا وصلو للباب الغرفه التي كنا فيها فقاموا بتهديدنا
ان لم نفتح الباب سوف يفتحون علينا غاز مسيل الدموع قمت انا ورفيقاتي وفتحنا
النوافذ وجلسنا نقرأ اذكار الصباح اقتحموا علينا الغرفه ووالله انهم وجهوا السلاح
علينا وكميراتهم تصورون ونحن في سجادات الصلاة روعوا الاطفال فبدأو بالبكاء وصراخ
اقتدونا واحده تلو الاخرى واخذونا للسجن بعدها اخذوني للمديريه العامه للمباحث اما
زميلاتي فقد اخروجهن بنفس اليوم اما انا مكثت في السجن ٤ ايام طبعا علئ ذمة
التحقيق طبعا لا يخفاكم التعذيب النفسي في السجن فقد كنت اطلب اتصال حتى اتطمن على
ابنائي وخاصة سارة فقد كان عمرها سنتين وكانو يرفضون وبشده والمحقق يقول بعد
التحقيق اعطيك اتصال لكن هيهات فالكذب ديدنهم اضربت عن الطاعم والشراب ولم يسمعوا
لمطلبي وهوالاطمنان فقط على البنائي المهم خرجت منهم الحمد الله يوم الاحد لمنزل
اهل زوجي طبعا بطلب من المباحث أن لا أجلس في بيتي بل قالو نأخذ لها شقه وتكون تحت
الاقامه الجبريه رفض والد زوجي وقال أنا عندي شقه في منزلي معزوله وسوف تكون
اقامتها عندي مكثت شهرين ليس معي جوال ولا عندي اي وسيلة اتصال بعد الحاحي على والد
زوجي ان اعود لمنزلي فلم يتعودو ابنائي على الشقه الصغيره فقال بشرط تذهبي عصرا
وتعودين في المساء للنوم هنا فقلت نعم عدت لمنزلي وكان مكركب جدا حتى الموكيت
منزوع ومرمي في فناء المنزل طبعا بعد تفتيش المباحث له ملابسنا مرميه على الارض
حتى اواني المطبخ .. لم تسلم من تفتيشهم المهم اصلحت هاتف المنزل وقمت بارسال
برقيات للداخليه اطالب بزوجي فانا اكملت الخمسة اشهر لا اعلم عنه شي سوا انه يعذب
بالملز لا مجيب لبرقياتي ولا رسائلي ابكي في النهار وادعوا الله في الليل وقد
اخبرني الضابط في الملز ان زوجي منقول لعليشه فبعدها قررت الذهاب للرياض، وكان
ذهابي للرياض حكايه لوحدها سبحان الله كان معي كرت العائله المصور أما الاصل فكان
مع والد زوجي طبعا بطلب من المباحث اخذه مني توكلت على الله وذهبت للمطار انا
وابنائي وادعوا الله ان ييسر امري وصلت المطار واخذت تذاكر وما ان وصلت لسير التفتيش
طلب مني موظف الجوازات ابراز البطاقه اخرجت له صورة منها وكانت سارة غير مضمومه
فيها.. نظر الي وقال اين الاصل قلت ليس معي غيرها قال قصصتي التذاكر قلت نعم قال
اذا ادخلي والله انها من تيسير ربي ورحمة بابو معاذ والا كيف اذهب ببطاقة مصوره
المهم وصلنا الرياض كنت لا اعرف احد هناك فقط اعرف ان سلوة الروح هناك في سجن
عليشه وصلت لسجن عليشه الساعه ١٢ ظهراً ولكم ان تتخيلوا غربه واطفال وزوج مغيب
ونحن تحت وطأت الشمس لا أعرف مامصير زوجي.. جلست تحت أشعة الشمس من الساعه ١٢ ظهر
الى الساعه الثالثه ونصف عصراً عند النقطه الأولى أطلب أن أتكلم مع المسولين لكن
لا مجيب بكيت بحرقه وبكى أبنائي معي والعساكر يقومون بطردي والبعض رحمني وقال
اذهبي وعودي غداً تعبوا ابنائي وانصرفت من عند عليشه اهيم لا اعلم اين اذهب ولا
اين اسير لكن الله لا يضيع عباده فقد علمت ام احدي الاخوات بوجودي فاتصلت بي ولزمت
علي والله اني لا اعرفهم واول مره ادخل منزلهم فجزاهم الله عني خير الجزاء وفي
المساء اتصلت بـ د. ابراهيم المهنا وشرحت له امري وقال غدا بعد صلاة الظهر اذهبي
لعليشه وانا اكلمهم طبعا سوف يكون يوم اربعاء وكانت رحلتي لرجوع للقصيم الساعه ٧
مساء الاربعاء لم استطع النوم تلك الليله فذهبت الساعه التاسعه ونصف صباحاً أنا
وأبنائي للسجن عليشه ووقفت هناك حتى الساعه الواحدة ونص ظهراً وأنا على اتصالات
متواصله مابين سجن عليشه والمهنا فقال لي مسؤل بعليشه زوجك ليس عندنا واتصل بسجن
الملز يقول ليس عندنا؟ اتصلت بالمهنا وانا ابكي واقول اين زوجي ليس هنا ولا هناك
اين اخفيتموه قال هدئي من روعك باذن الله سوف تتيسر حلفت له بالله العظيم اذا لم
ارى زوجي فوالله سوف احضر للوزاره واذهب لمنزلك واجلس مع زوجتك وابنائك حتى ارى
زوجي فضحك وقال لا لا سوف ترينه اذهبي للملز قلت تلعب بأعصابي اين زوجي؟ قال اذهبي
للملز واذا لم تجديه أخبريني؟ ذهبت للملز وأنا أبكي وأدعوا الله أن يكون هناك وصلت
لسجن الملز في حدود الساعه الثانيه ونصف تقريبًا وقفت عند البوابه واذا بالحرس
يرفعون السلاح قال أحدهم من أنتي وماذا تريدين قلت زيارة قال اليوم لايوجد زيارات،
وفجأه رن جوالي وكان رقم من الرياض!! إذ به أبو معاذ يسلم ويقول أين أنتي قلت له
انت الذي اين انت؟ قال في الملز قلت منذ متى؟ قال فجر اليوم نقلوني وأنا لي شهر
ونصف منتهي من التحقيق وانتظر النقل للجماعي قلت الله اكبر قال عندي زيارة السبت
اذهبو عند اخي الى يوم السبت قلت باذن الله الواحد الأحد الآن نزورك قال (( ويييين
يا ام معاذ ماحولك احد ماهم موافقين )) قلت بحول من الله وقوة اتصل بي المهنا
وقال: الان سوف تدخلين زيارة فقط انتظري دخلنا الزيارة وجلسنا انا والبنائي حتى
الساعه الخامسه عصراً عند زوجي كانت أثار التعذيب عليه واضحه جدا كان أثر الكلبش
في قدمه واضح كان متعب ومرهق انتهت الزيارة وخرجت من عند زوجي للمطار مباشره انتهى
الفصل الاول.
وتشرح السيدة
المنكوبة ما حدث لها في الفصل الثاني من الرواية قائلة:
بعد خروجي من هذه
الزيارة زرت مرة واحده فقط وتم افتتاح سجن الحاير الجديد وتم نقل زوجي ومن معه
للحاير الجديد وكما تعلمون أول بدايه السجن كان بين السجين واهله زجاج وسماعه
يراهم من خلف الزجاج ويتكلم معهم بسماعه طبعا اغلب السجناء رفضوا هذا الوضع
واضربوا عن الزيارات والاتصال ومكثت ٨ اشهر لم نرى ولم نسمع صوت ابو معاذ ذات يوم
بكت ابنتي ماريه بكاء شديد لا أعلم مابها قلت ماذا تريدين أن أشتري لك؟ أطلبي
ماتريدين قالت لي بالحرف الواحد لا اريد سواء ابي فقط أريد أبي وقعت كلماتها
كالسهم في قلبي بكيت وأرسلت رسالة على جوال "محمد بن نايف" طبعا ليست
اول رساله بل انها وصلت مئات الرسائل لكن لا مجيب نص الرساله: "انا ريما
الجريش ابنتي ماريه تبكي تريد والدها الذي حرمتها منه سنوات والآن لها ٨ أشهر لم
تراه فحسبي الله عليك ونعم الوكيل حرمك الله لذة العيش كما حرمتنا"، بعد
الرساله بخمس دقائق رن جوالي.. جوال محمد بن نايف يتصل بك!! أجبت الاتصال فقال ما
بكم وما أمركم فأخبرته ماحدث لنا قال الاسبوع القادم تزورن والدكم وفعلا ذهبنا
للحاير وزرنا بعد الزياره بعدة شهور تم افتتاح الفندق الأخر لكن أبو ٧ نجوم هده
الله على روس من بناه ـ تقد معتقل آخر ـ ونقل "أبو معاذ" وكان مضرب لسوء
المعامله ومكثنا ٤ أشهر لا نعلم عنه شي سوء أخبار تأتينا من الزوار في يوم الاثنين
كنت صائمه فجائني خبر أن "ابو معاذ" في الزنازين ويعذب انهرت ولم استطع
التحمل بكيت بشده واتصلت بالمهنا وقلت سجنتوه وحرمتوه وعذبتوه والان تعودون
للتعذيب مره أخرى ماذا تريدون قاتلكم الله قال انتظري وبعدها اتصل وقال زوجك بخير
وعافيه قلت أنت كذاب أشر زوجي في زنازينكم يعذب والله لاذهب لطرفيه وأفضحكم علي
رؤوس الأشهاد فسقطت مغمي عليّ لم أفق إلا وانا بالمستشفى انهيار عصبي: (طبعًا معاذ
اتصل بالاسعاف المهم خرجت في المساء وكنت متعبه جدا لكن لم تنثني عزيمتي ففي صباح
الاربعاء جهزت ابنائي واخذت لهم حليب وسنادويتشات كنت عازمه على البقاء عند سجن
الطرفيه حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولاً طبعًا كنت على اتفاق مسبق مع السائق وكان
الإتفاق الساعه التاسعه يكون عند المنزل انتظرت انتظرت لم يأتي اتصلت به جواله
مقفل وبعد نصف ساعه رد علي قلت أين أنت؟ قال الدنيا مطوقه ورجعوني قلت كيف؟ قال كل
المنطقه إللي حول بيتكم شرطه وعسكر وسيارات ورجعوني قلت خيرًا إن شاء الله ..
وعلمت أن الأمر قد دبر بالليل.. بدأت الاتصالات تنهال علي من والد زوجي ويقول
افتحي الباب إنهم يريدونك قلت لن أفتح الباب ولن أسلم نفسي لهم أنا لم أفعل شي قال
هم يريدونك افتحي رفضت وبشده قلت البيت ليس فيه رجال لن أفتح وأنا لست بهيمه عندهم
كلما أرادوني جروني لمكاتبهم إذا عندهم شي يحضرون استدعاء رسمي من هيئة التحقيق
والإدعاء بعد إصراري قاموا العسكر وتسوروا السور وفتحو باب الشارع وبعدها قامو بكسر
الأبواب عليّ أنا وأبنائي الصغار استغرق تكسير الابواب من العاشره ونصف صباحاً حتى
الواحده ونصف ظهراً بعد تكسير الأبواب دخلوا علينا وانقضوا كالكلاب والله إنهم بزي
مدني يقارب العشرين شخص وكلهم انتشروا في الصاله وقاموا بتصوير، أبي افهم يصورون
ليش اقتدوني مره اخري للمباحث العامه بموكب حافل بسيارة الشرطه والامن والطرق
مسكره عشان عبور امرأة طالبت بالإطمئنان على زوجها والله والله انهم سحبوا ابنائي
مني سحب لم ارى اليهود يفعلونه باخواننا في فلسطين والله انه شي يرثى له الجبين في
بلاد الحرمين ويفعل بناء هكذا؟ سحبوا ساره مني بقوووه وهي ممسكه عبائتي وتقول
((أبي ماما ابي ماما)) وتلاشى صوتها وهي تبتعد اكثر واكثر وهي تقول ابي ماما ابي
ماما قمت فصليت ركعتين ودعوت الله عليهم وبكيت بحرقه قلت أين أنت باابي وامي
يارسول الله ترا مايفعلون بنا؟ ولجأت لربي ودعوته واتضرعت اليه وشكوت حالي لملك
الملوك أتت المفتشه بغمامه لكي تضعها على عيني فقلت لما قالت كي لاترين العسكر!!
ضحكت وقلت سبحان الله يقذف الله الرعب في قلوبكم ذهبت لمكتب التحقيق من الساعه
الثانيه ونصف ظهرا حتى الساعه التاسعه والنصف طبعَا يخرج المحقق ونصلي انا والمحرم
حقهم المفتشه: ثم يعود لتحقيق لايوجد تحقيق في الاصل لاني لم افعل شي لكن فهمت انه
درس بالتاريخ على مايبدو طبعا تخلل هذا التحقيق نقاش عن قضية زوجي يعني بالعربي
ماعندهم شي طلب مني المحقق الا اعود لمنزلي! قال اختاري احد من اعمامك تذهبي عنده
وابنائكم يجلسون عند جدهم!! قلت أعد لم اسمع ماقلت؟ كرر كلامه فوقفت بكل عزة وشموخ
وقلت له أعطني الملف الذي امامك قال ماذا تريدين؟ قلت سوف ابصم لك بالعشر أني لا
اريد الخروج من السجن قال لما؟ قلت إما أخرج لبيتي الذي فتحه زوجي لي انا وابنائي
والا اجلس في سجنكم حتى يخرج ابو معاذ وهو يخرجني لو بعد عشرين سنه قال ليس عندنا
لك مكان قلت بلاد الحرمين مليئه بسجونكم حرمتوا أبنائي من أبيهم والان تحرمونهم من
امهم قال فقط ٦ اشهر حتى تعود الامور لطبيعتها قلت: السجن احب الي مما تدعونني
اليه قال هذا اخر كلام قلت نعم ولا اتنازل فذهب وكلم اسياده ثم عاد الي وقال مبروك
سوف نخرجك الان وتعودين لصغارك قلت وبكل سهوله تقولها؟ قال اتمني ان لا عيد فتح
الملف مره اخرى قلت أصلا ليس فيه ملف تفتحته وعدت لمنزلي ولم أرضخ لاوامرهم
البلهاء بحمد لله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق