17 سبتمبر 2012

من "حصة بنت فهد" إلى "عبد الله بن عبد العزيز".. هكذا خاطبت أجرأ سعودية "سلطان جائر"


وكالة الجزيرة العربية للأنباء -

خاص ـ أرسلت والدة المعتقل السياسي " سليمان عايد عبدالله العايد" "حصة بنت فهد" رسالة إلى العاهل السعودي مخاطبة إياه بدون ألقاب، في أجرأ رسالة من امرأة سعودية إلى جلادها.
وقالت في الرسالة: "من حصة بنت فهد إلى عبدالله بن عبدالعزيز السلام على من أتبع الهدى أما بعد:
فبعدما سدّت الأبواب في وجهي، وبعد أن مللنا من البرقيات التي توضع في سلة النفايات دون قرائتها، وبعدما أجبرتنا السياسة الخسيسة التي تُستخدم ضدنا على سلك طريق الإعلام الذي أريد منه أن يوصل لك خطابي هذا أقول لك:
إني قد كتبت خطابات إلى أخيك الذي هو الآن في باطن الأرض يُسأل، وقد شكوت له الحال ولكن لاحياة لمن تنادي، وإني لأحتسب عند الله الظلم الذي طالني وطال جنيني منه ووالله أني لن أسامحه على ما اقترف في حقي وحق ابني فهو الآن في محكمة قاضيها الله جل جلاله...
ياعبدالله ها أنا الآن أوجه لك النداء عبر وسيلة الإعلام والتي أضطررتموني لإتخاذها، لتوصيل الرسالة وإقامة الحجة عليك لأنك أنت المسؤول الأول عما يحصل لأبني "سليمان بن عايد عبدالله العايد" والذي تجاوز حبسه التسع سنين قضى فيه زهرة شبابه ولم يتهنأ بعمره فقد مضت مرحلة العشرينات وأنقضت وهو في السجن.
ياعبدالله بن عبدالعزيز، إني أخاطبك كملك للبلاد وأخاطبك كمسؤول البلد الأول إن إبني سليمان قضى التسع سنوات ونحن صابرون محتسبون ولكن إلى متى إلى أن أصبح أبني كالمجنون!! يهرف بما لا يعرف ويتكلم بما لا يفقه !!
إن إبني معزول عن العالم كله، فهو في زنزانة منذ أكثر من خمس سنوات ونصف بحجة أنه تكفيري مجنون!!
ياعبدالله بن عبدالعزيز، أتعلم أن أبني قد أنجن عقله اتعلم ماذا يقول ؟؟ يقول : (ليس هناك مسلم غيري) !!
كفّر الصحابة والتابعين والسلف وابن تيميه وابن القيم ومحمد بن عبد الوهاب وكفر والديه وأخوانه.. ليس بعد قوله أن ليس هناك مسلم غيري شيء؟
لقد أدخلتموه السجن وهو في العشرين من عمره تقريباً بسببٍ لا يستحق ولا عُشر المدة التي قضاها، إن سليمان كان في أول زيارة له قبل قرابة التسع سنوات كان قمه في الأخلاق، كان مضرب المثل بالذكاء كان بشوشاً خلوقاً هادئاً محباً للناس محبوباً عندهم وكذلك في الزيارات التي بعدها ولكن بعد التعذيب النفسي والجسدي اللا أخلاقي ولا إنساني وتكرار ضربه مع الرأس بسبب ليس له به ناقة ولا جمل وبلا ذنب جعل منه وحشاً لا يطاق وجعل منه مجنوناً فحبس بالانفرادي مدة تجاوزة الخمس سنوات ونصف ولا زال ...
إن السياسة المتخذه من قبل المسؤول الذي الآن يُحاسب عند ملك الملوك كان المقصد منها إخراج السجين وهو فيه عاهه مستديمه وهو ما يطبق الآن على أبني سليمان ..
فإني عندما أدخل على أبني بالزيارة يخاطبني بالكافره !! يخاطب والده بالكافر !!
أصبح أضحوكه لإخوانه من كلامه اللامسؤول والجنوني ..
هذا نتاجكم !!
والأدهى والامر والذي دفعني لإتخاذ الخطوة هذه هو كيف يحاكم المجنون؟؟
ابني حكم عليه القاضي بالسجن المؤبد!! لماذا ؟؟ لأنه تكفيري؟؟ الله أكبر على كل ظالم متجبر...
إنني قد أرسلت أحد أبنائي إلى مسؤول بالداخليه ليناقشه عن الحكم فقال المسؤول لإبني بالحرف الواحد ( لن تأخذوا أبنكم إلا وهو جثة هامده لكن المهم أن توفروا له الكفن "بكل أستهتار" مالم يتراجع عن التكفير) انتهى ..
الآن أبني يقول ليس هناك مسلم غيري (مجنون) ثم تريدونه أن يتراجع عن التكفير ؟؟؟
هل العلاج أن يوضع في غرفه صغيرة لوحده مدة خمس سنوات ونصف ويحرم من الإجتماع بالناس ويحرم من أقل متنفس له ثم تقولون لعله يتراجع؟؟
ياعبدالله إني أخاطبك بصوت يقطر قهرًا، إن ابني حالته تزداد سوءً مع الوقت، وإن حال الأم الذي إبنها حاله كما ذكرت لا يمكن وصفها، فإن الشكوى لله وحده..
ياعبدالله .. أنا لن أتكلم عما يُفعل بإبني من إنتهاكات وممارسات وجرائم لا أخلاقية ولا إنسانية مما يذكرها إبني ونحن بين مصدق ومكذب لهولها، فإن حسابها عند الله ولن يضيع شيء.
ياعبدالله بن عبدالعزيز ..إنني قد نصحت أخوك قبل موته بفترات بأن يعدل عن الظلم الممارس علينا ولكن هوالآن ذهب إلى ربه وربه هو الحكم العدل الذي لا يظلم مثقال ذرة ..
وإنني أوجه النداء الآن إليك بأن تنظر إلى الأمر بنظرة إنسانية كما تلقب بملكها .. وإلا سنلتقي أنا وأنت وأخوك عند جبار السماوات والأرض ربي وربك وسيقاضي الظالم على ظلمه ..
وأخيراً أقول :
أقسم بالله الذي رفع السماء بلا عمد والذي نفسي ونفسك بيده لن أسامح أي يدٍ ولغت بظلمي وبظلم أبني وأنتهكت كرامتنا وسببت لنا الأمراض وهو يعلم وقاصدٌ لذلك ..
وإني أحتسب عند الله كل حقنة قهر حُقِنت في قلبي .. وكل خنجرِ ظلمٍ طُعِنت به ..
والموعد في اليوم الموعود ...
أنا أرسل لك الخطاب ياعبدالله بن عبدالعزيز والذي أرجو منه منفعة بعد الله سبحانه وتعالى .. وأريدك أن تتذكر أنه سيأتي يوم يقال فيه عبدالله بن عبدالعزيز في ذمة الله .. وعندما توضع في الحفرة التي كلنا موضوع بها ستعلم أنك في حقنا أخطأت ..يوم لا ينفع مال ولا بنون ولا مُلك ولا حكم ولا شيء إلا العمل الصالح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق