خاص ـ
تحتفل اليوم الأحد السعودية بذكرى اليوم الوطني الـ82، الذي يوافق ذكرى إعلان
الملك عبدالعزيز، توحيد البلاد وإطلاق اسم المملكة العربية السعودية عليها في
التاسع عشر من شهر جمادى الأولى من سنة 1351 هجرية.
تناقضات
عديدة يشهدها اليوم، فبينما ستنطلق الاعلام الخضراء والبالونات في سماء المملكة
كما جرت العادة في هذا اليوم، تحضر المعارضة السعودية نفسها لاغتنام هذا اليوم على
طريقتها، بكشف عورات هذا النظام الذي يحتفل وحده فقط مع حفنة قليلة من المخدوعين
في شعارات تذوب خلفها كل معاني الانسانية.
في
الخارج الصورة مبهجة، لكن في الداخلة مؤسفة وقاتمة وحزينة، فداخل كل قبيلة سعودية،
ألم مكتوم من فقد عزيز او غالي في السجون، بينما الفقر يخيم بشكل عام على الطبقة
الوسطى ـ التي لم يعد لها وجود في المملكة.
استعدت
المعارضة بتوزيع المنشورات في هذا اليوم، مستغلة الحشود الغفيرة في التعريف بقضية
المعتقلين، الذي يزيد عددهم على 35 ألف بحسب احصائيات الحقوقيين والنشطاء.
ساحة
"تويتر" هذا العام تحولت إلى مكان للعويل وليس للتهنئة، حيث تمتزج
عبارات الأسى على هاشتاق "#اليوم_الوطني"، حزنًا وكمدًا على أب أو ابن
او اخ أو حتى ام معتقلة، غابت خلف السجون لعقود طويلة، وغابت معها الفرحة من البيت
بأكمله.
ابني
معتقل منذ 10 سنين.. اخي مريض في الحاير وممنوع من تناول الدواء، أبي يعذب في
ذهبان.. أمي محبوسة في الرياض..... الخ هذه القصيدة الحزينة التي اعتاد ذوي
السجناء النطق بها يوميًا على "تويتر" عسى ان يرى أو يسمع احد من النظام
مآسيهم.
على
"هاشتاق" "#إيش_تسوي_باليوم_الوطني" كتب آلاف السعوديين
مقترحاتهم في هذا اليوم، وهي ليس مقترحات للفرح، وإنما مقترحات للتعريف بقضايا
المعتقلين.
البعض
كتب انه سيوزع عبوات مياه مكتوب عليها "فكو العاني"، والآخر فكر بغطلاق
بالونات هوائية مرسوم عليها صور المعتقلين، وثالث يحاول أن يوزع منشورات لكنه يخشى
من القبض عليه.
وعلى
النقيض من هذا تستعد الصحف الرسمية الصادر صباح اليوم، في الغناء على نفس امجاد
ملك "آل سعود" ومؤسسها الأول "عبد العزيز"، وذكر تاريخ
المملكة، والإشادة بحسن تدبير مليكها وحاميها؟ لكنها أبدًا لن تلتفت للقانطين في
الظلام يبكون على أولادهم وإخوانهم المعتقلين؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق