لا
يستطيع أحد أن ينكر أنّ المملكة العربيّة السعوديّة تقع اليوم تحت الحماية
الأمريكيّة، أو بتعبيرٍ أدقّ: تحت الوصاية الأمريكيّة، حتى باتت المملكة تُوصف
بأنّها "محميّة أمريكيّة".
بل إنّ البعض يعبّر
عن وجهة النظر هذه بطريقة أكثر صدقاً وواقعيّة، عندما يقولون: إنّ العلاقة بين البلدين
تشابه ـ إلى حد بعيد ـ نمط العلاقات التي تقيمها "المافيا مع زبائنها"،
تلك العلاقة التي تعتمد على مبدأ (أنت تدفع وأنا أقوم بحمايتك).
الوصاية الأمريكيّة على العربيّة السعوديّة تأخذ طابع الوصاية العسكريّة أوّلاً، فالولايات المتّحدة تمتلك "تسهيلات جوّيّة خاصّة" في أراضي المملكة، أي: أنّها تسرح وتمرح كما تشاء، ووقتما تشاء، دون حسيب ولا رقيب، وليس هذا فحسب، بل قد زُرعت القوّات الأمريكيّة في قلب القواعد والمراكز العسكريّة السعوديّة، وهكذا، لتكون كلّ المخطّطات والتحرّكات السعوديّة مفضوحةً ومراقبةً عن كثب. ويُقال ـ أيضاً ـ: إنّ قاعدة الظهران ترتبط ارتباطاً مباشراً بالبنتاغون الأمريكيّ!!
هذه القواعد الأمريكيّة المغروسة في أراضي المملكة يتواجد عليها عدد كافٍ من الطائرات والعتاد لردع أيّ عدوانٍ محتمل على آبار النفط السعوديّة، التي هي رأس المصالح الأمريكيّة في المنطقة!! فهناك 20 طائرة أواكس، وعدد من طائرات أوريون الخاصّة بالمراقبة، التي هي بمثابة عيون وآذان أمريكيّة مفتوحة في أرجاء المنطقة، من المحيط إلى الخليج!!
وإذا ما أضفنا إلى ذلك حاملة الطائرات الأمريكيّة التي تتجوّل باستمرار في مياه الخليج، وزهاء عدّة آلاف من الفنّيين الذين ينتشرون في عددٍ من المواقع الهامّة في المملكة، عند ذلك نكون قد كوّنّا فكرةً واضحة تماماً عن متانة القبضة الأمريكيّة في المنطقة.
كلّ هذا والسلطات السعوديّة لا تعترف "رسميّاً" بوجود هذه القوّات على أراضيها، والإعلام السعوديّ يُحظّر عليه أن يأتي على ذكرها أصلاً، إلّا بوصفها طائرات متواجدة في الخليج!!
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوّةٍ هنا، أنّه من هو العدوّ الذي تخافه المملكة وآل سعود، والذي تتولّى الإدارة الأمريكيّة مهمّة حمايتها منه؟
إنّ هذه الحماية موجّهة أوّلاً ضدّ الشعب السعوديّ، وخوفاً على النظام الاستبداديّ الذي يديره آل سعود من المشاكل والاعتراضات الداخليّة التي يُتوقّع أن تثور ضدّ الأسرة الحاكمة، من منطق أنّه سيكون من الطبيعيّ حينئذٍ أن يراجع الثوّار وأصحاب الانقلابات حساباتهم مرّات عديدة قبل التعرّض لعائلةٍ تقع تحت حماية القوّة العظمى الوحيدة في العالم.
كما تهدف هذه الحماية، أو الوصاية، ثانياً إلى حماية النظام السعوديّ من جيران المملكة، خشية أن تشتدّ شوكة بعض أُولئك الجيران فيسرقون جزءاً من الدور الإقليميّ الذي يحلم به آل سعود دائماً، وهو دور الوصاية على الشعوب العربيّة والإسلاميّة، ودائماً تحت ذريعة: أنّهم حماة الديار والمقدّسات الإسلاميّة!!
الخوف من الجيران، ولا سيّما الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، سببه ـ في الأعمّ الأغلب ـ كره في الأعماق، وأحقاد دفينة، تبرز بين الفينة والأُخرى، على خلفيّاتٍ طائفيّة ومذهبيّة أحياناً، ولعوامل سياسيّة استراتيجيّة (أمريكيّة) أحياناً أُخرى، أهمّها: أنّها تشكّل أكبر دولة في المنطقة، وهي ذات حضارة عريقة، وتملك ثروةً بشريّة هائلة؛ إذ يبلغ تعداد سكّانها 7 أضعاف عدد سكّان السعوديّة، وتبشّر طلائع أجيالها الآتية بمستقبلٍ واعد، حيث يعتمد الشعب الإيرانيّ ـ غالباً ـ على كفاءته الذاتيّة، ولا يرهن نفسه ومصير بلاده لمنتجات الحضارة الغربيّة التي يتمّ تصديرها إلى دول المنطقة، وهو يخوض في كلّ يومٍ غماراً جديداً من مجالات التقنيّة والتقدّم العلميّ، كما أنّ أراضي الجمهوريّة الإسلاميّة مليئة بالثروات والموارد الطبيعيّة التي إذا ما أحسن استغلالها بمقدورها أن تجعل منها قوّةً إقليميّة كبيرة.
والأهمّ من ذلك كلّه، السياسات المعادية للصهيونيّة وللمشاريع التوسّعيّة الأمريكيّة التي تتبنّاها إيران منذ انتصار الثورة، والتي تشكّل نهجاً مغايراً تماماً لسياسات "الاعتدال" والاستسلام التي تتبنّاها غالبيّة الدول العربيّة، تلك السياسات التي لم تجرّ الأمّة العربيّة والإسلاميّة إلّا نحو المزيد من التقزّم والانبطاح والانبهار بكلّ ما هو آتٍ من ناحية الغرب، ما أسهم أكثر فأكثر في إغراق الشعوب العربيّة في مستنقع اليأس والفشل.
ولو لم يكن في هذه الوصاية الأمريكيّة على السعوديّة إلّا ارتباط أسرة آل سعود بهذه الإدارة المتشيطنة الساعية إلى السيطرة على العالم كلّه لكفى في إبطال الادّعاءات الدينيّة التي يدّعيها آل سعود؛ إذ كيف لأسرة بمثل هذا الفساد، ولها هذا الارتباط بالشيطان الأمريكيّ، أن تدّعي حماية الأماكن المقدّسة؟!
الوصاية الأمريكيّة على العربيّة السعوديّة تأخذ طابع الوصاية العسكريّة أوّلاً، فالولايات المتّحدة تمتلك "تسهيلات جوّيّة خاصّة" في أراضي المملكة، أي: أنّها تسرح وتمرح كما تشاء، ووقتما تشاء، دون حسيب ولا رقيب، وليس هذا فحسب، بل قد زُرعت القوّات الأمريكيّة في قلب القواعد والمراكز العسكريّة السعوديّة، وهكذا، لتكون كلّ المخطّطات والتحرّكات السعوديّة مفضوحةً ومراقبةً عن كثب. ويُقال ـ أيضاً ـ: إنّ قاعدة الظهران ترتبط ارتباطاً مباشراً بالبنتاغون الأمريكيّ!!
هذه القواعد الأمريكيّة المغروسة في أراضي المملكة يتواجد عليها عدد كافٍ من الطائرات والعتاد لردع أيّ عدوانٍ محتمل على آبار النفط السعوديّة، التي هي رأس المصالح الأمريكيّة في المنطقة!! فهناك 20 طائرة أواكس، وعدد من طائرات أوريون الخاصّة بالمراقبة، التي هي بمثابة عيون وآذان أمريكيّة مفتوحة في أرجاء المنطقة، من المحيط إلى الخليج!!
وإذا ما أضفنا إلى ذلك حاملة الطائرات الأمريكيّة التي تتجوّل باستمرار في مياه الخليج، وزهاء عدّة آلاف من الفنّيين الذين ينتشرون في عددٍ من المواقع الهامّة في المملكة، عند ذلك نكون قد كوّنّا فكرةً واضحة تماماً عن متانة القبضة الأمريكيّة في المنطقة.
كلّ هذا والسلطات السعوديّة لا تعترف "رسميّاً" بوجود هذه القوّات على أراضيها، والإعلام السعوديّ يُحظّر عليه أن يأتي على ذكرها أصلاً، إلّا بوصفها طائرات متواجدة في الخليج!!
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوّةٍ هنا، أنّه من هو العدوّ الذي تخافه المملكة وآل سعود، والذي تتولّى الإدارة الأمريكيّة مهمّة حمايتها منه؟
إنّ هذه الحماية موجّهة أوّلاً ضدّ الشعب السعوديّ، وخوفاً على النظام الاستبداديّ الذي يديره آل سعود من المشاكل والاعتراضات الداخليّة التي يُتوقّع أن تثور ضدّ الأسرة الحاكمة، من منطق أنّه سيكون من الطبيعيّ حينئذٍ أن يراجع الثوّار وأصحاب الانقلابات حساباتهم مرّات عديدة قبل التعرّض لعائلةٍ تقع تحت حماية القوّة العظمى الوحيدة في العالم.
كما تهدف هذه الحماية، أو الوصاية، ثانياً إلى حماية النظام السعوديّ من جيران المملكة، خشية أن تشتدّ شوكة بعض أُولئك الجيران فيسرقون جزءاً من الدور الإقليميّ الذي يحلم به آل سعود دائماً، وهو دور الوصاية على الشعوب العربيّة والإسلاميّة، ودائماً تحت ذريعة: أنّهم حماة الديار والمقدّسات الإسلاميّة!!
الخوف من الجيران، ولا سيّما الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، سببه ـ في الأعمّ الأغلب ـ كره في الأعماق، وأحقاد دفينة، تبرز بين الفينة والأُخرى، على خلفيّاتٍ طائفيّة ومذهبيّة أحياناً، ولعوامل سياسيّة استراتيجيّة (أمريكيّة) أحياناً أُخرى، أهمّها: أنّها تشكّل أكبر دولة في المنطقة، وهي ذات حضارة عريقة، وتملك ثروةً بشريّة هائلة؛ إذ يبلغ تعداد سكّانها 7 أضعاف عدد سكّان السعوديّة، وتبشّر طلائع أجيالها الآتية بمستقبلٍ واعد، حيث يعتمد الشعب الإيرانيّ ـ غالباً ـ على كفاءته الذاتيّة، ولا يرهن نفسه ومصير بلاده لمنتجات الحضارة الغربيّة التي يتمّ تصديرها إلى دول المنطقة، وهو يخوض في كلّ يومٍ غماراً جديداً من مجالات التقنيّة والتقدّم العلميّ، كما أنّ أراضي الجمهوريّة الإسلاميّة مليئة بالثروات والموارد الطبيعيّة التي إذا ما أحسن استغلالها بمقدورها أن تجعل منها قوّةً إقليميّة كبيرة.
والأهمّ من ذلك كلّه، السياسات المعادية للصهيونيّة وللمشاريع التوسّعيّة الأمريكيّة التي تتبنّاها إيران منذ انتصار الثورة، والتي تشكّل نهجاً مغايراً تماماً لسياسات "الاعتدال" والاستسلام التي تتبنّاها غالبيّة الدول العربيّة، تلك السياسات التي لم تجرّ الأمّة العربيّة والإسلاميّة إلّا نحو المزيد من التقزّم والانبطاح والانبهار بكلّ ما هو آتٍ من ناحية الغرب، ما أسهم أكثر فأكثر في إغراق الشعوب العربيّة في مستنقع اليأس والفشل.
ولو لم يكن في هذه الوصاية الأمريكيّة على السعوديّة إلّا ارتباط أسرة آل سعود بهذه الإدارة المتشيطنة الساعية إلى السيطرة على العالم كلّه لكفى في إبطال الادّعاءات الدينيّة التي يدّعيها آل سعود؛ إذ كيف لأسرة بمثل هذا الفساد، ولها هذا الارتباط بالشيطان الأمريكيّ، أن تدّعي حماية الأماكن المقدّسة؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق