3 أغسطس 2012

"التوتر في القطيف سيختفي اذا استجابت الرياض للمطالب الشعبية"


أكد الناشط الحقوقي السعودي محمد فهد القحطاني أن إقرار مشروع إصلاح سياسي في المملكة كفيل بنزع فتيل التوتر الأمني في منطقة القطيف شرق البلاد التي يسكنها عدد كبير من الشيعة.

وأعرب القحطاني المدافع عن حقوق الإنسان وعضو الجمعية السياسية والمدنية (حسم) في أمسية ثقافية نظمت بمنزل شرق نجران جنوب المملكة حضرها حشد من المثقفين والمهتمين بالشأن العام عن اعتقاده بان التوتر في القطيف 'سيختفي تماما في حال استجابت الحكومة السعودية للمطالب الشعبية بإجراء إصلاحات سياسية وإقرار الديمقراطية وإجراء انتخابات برلمانية في كافة المناطق السعودية على حد سواء، فضلا عن منح المواطنين حقوقهم بشكل غير منقوص'.
وأكد القحطاني في امسيته التي نشرتها عدة مواقع إلكترونية الثلاثاء أن 'شريحة كبيرة من المواطنين السعوديين يفتقدون للثقافة الحقوقية لدرجة أن هناك أشخاص لايعرفون ابسط مبادئ حقوق الإنسان وبالتالي اصبح من الضروري إشاعة هذه الثقافة بطريقة سلمية وحضارية بعيدا عن وسائل العنف'.وأوضح أن هناك معتقلين في السجون السعودية يمكن أن يقبعوا خلف القضبان لسنوات طويلة نتيجة عدم معرفة ذويهم بالإجراءات الجزائية فضلا عن أن وزارة الداخلية السعودية تمارس دور الخصم والحكم في أي قضية.
وشدد القحطاني على ضرورة توعية الناس برفع درجة الوعي لديهم للبحث عن حقوقهم السياسية مثل حق التصويت المشاركة السياسية وحق الترشيح والدخول في أحزاب سياسية والحق في التجمع السلمي طبقا للعهود والمواثيق الدولية.وانتقد القحطاني خلال الأمسية التي حملت عنوان (اعرف حقوقك) الهيئات الحقوقية التي تعمل تحت مظلة الحكومة السعودية، لافتا إلى أن هذه الهيئات تنشر تقارير غير مقبولة وتتحدث باستمرار باسم الحكومة.
واعتبر أن مواقع التواصل الاجتماعي أتاحت للجميع نشر قضاياهم بطريقة سريعة وان يطلع عليها آلاف الأشخاص مما جعل من الصعوبة بمكان السيطرة على المعلومات كما أن اعتقال أي شخص لم تعد قضية سرية كما كان في السابق.
وفيما يتعلق بالتحول إلى نظام الملكية الدستورية شدد الناشط السعودي' على أن هذا التحول يعد الخيار الأمثل وان الإصلاحات الشكلية لم تعد مقبولة إطلاقا بخاصة أن الفترة الحالية تعد ذهبية بعد مرور نحو عام ونصف على اندلاع الثورات في اكثر من بلد عربي'.
ودعا القحطاني إلى المطالبة بوضع أنظمة تحمي حقوق السجين في ظل تعرض بعض المعتقلين لانتهاكات خطيرة في ظل الخلل الذي تعاني منه الإجراءات الجزائية ونظام المرافعات في السعودية، موضحا أن هناك سجناء يعانون من أمراض خطيرة ولا يتم معالجتهم.
وطالب بضرورة معالجة ملف المعتقلين السياسيين بشكل فوري بخاصة وان السجناء قد يخرجون من معتقلاتهم بنفسيات مضطربة يمكن أن تؤثر على أمن المجتمع. ووصف القحطاني محاكمته التي يخضع لها في المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض بـ'المضحكة ' وان أحكام هذه المحكمة سواء التي تخصه أو تخص غيره باطلة باعتبار أنها تتلقى أوامرها من وزارة الداخلية ويتم اختيار قضاتها من قبل السلطة.
وكانت المحكمة قد عقدت جلسة لمحاكمة القحطاني حزيران (يونيو) الماضي بتهمة غرس بذور الفتنة، الخروج على ولي الأمر، واتهامه القضاء بإجازة التعذيب، والطعن بديانة أعضاء هيئة كبار العلماء، ووصف نظام الحكم بالتبرقع بالدين والفتك المنهجي، والمساس بالنظام العام. واعتبر المتهم بان المحاكمة سياسية بطبيعتها. ومنحت المحكمة مهلة شهرين للرد على التهم وحددت الجلسة المقبلة مطلع ايلول (سبتمبر) المقبل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق