وكالة الجزيرة العربية للأنباء -
مع منح المرأة السعودية الحق في عضوية مجلس الشورى والمجلس البلدي، انتشرت تعليقات نسائية على شبكة "تويتر" ـ لا تخلو من لهجة ساخرة ـ تستنكر السماح للمرأة بالمشاركة في "الشورى" دون أن يكون لها الحق في قيادة السيارة!
ورأت ناشطات على موقع التواصل الاجتماعي أن أكثر المطالب التي ظهرت على الساحة السعودية خلال الفترة الماضية تركزت على حق المشاركة السياسية والتشريعية كحق المرأة في قيادة السيارة وحق استخراج جواز سفر والسفر من دون محرم.
ولعل المتابع لشبكات التواصل الاجتماعي، يجد أن هناك من هم مندهشون من هذا القرار الذي لم يأت تدريجاً، حيث علق كثير منهم مستغربًا ومتسائلاً كيف لعضوات مجلس من المفترض أنه "تشريعي ولا يملكن حق قيادة السيارة،كما لا يستطعن السفر من دون إذن ولي الأمر؟".
وسخرت تغريدات الكثير من النسوة على "تويتر" من هذا الوضع الغريب مضيفين في لهجة لا تخلو من السخرية "علىعضوات مجلس الشورى في الدورة المقبلة سرعة الحجز مع سائقين الطالبات والمدرسات والممرضات".
وفي المقابل، رأى البعض أن قرار الملك بمنح المرأة هذا السقف العالي من الحقوق "مدروس جدًا" على اعتبار أن دخول المرأة معترك صنع القرار والمشاركة السياسية يصبح من المستحيل معه عدم اكتمال الحقوق الأقل سقفًا.
ورأت بعض النساء أن السماح بقيادة السيارة يبدو أمراً صغيراً أمام قرار بحجم منح المرأة حقوق الترشّح والانتخاب ودخول مجلس الشورى، وذكرن أنه بالتبعية ستكون المرأة قادرة على قيادة السيارة خلال وقت وجيز فقط.
ودلّلت تصريحات رئيس لجنة حقوق الإنسان والعرائض في مجلس الشورى السعودي الدكتور مشعل ممدوح آل علي قرب السماح للمراة بقيادة السيارة، حيث اعتبر أن "قوة المطالب المُلحة لقيادة المرأة للسيارة، دفعت المجلس لدراسة الأمر بشكل معمق وشمولي، والنظر في الأمر بجدية كبيرة".
وكشف "آل علي" في تصريحات قبل أيام أن الفئة الأكثر معارضة لمنح المرأة حق قيادة السيارة هم الذين لا يحسبون على التيار الديني"، موضحًا أنهم "من الفئة التي تنظر له من منطلق العرف والتقاليد (أبناء القبائل)، إضافة إلى وجود شريحتين أخريتين ينقسم أفرادهما بين غير المباليين، والمؤيدين بشدة".
وتوقع آل علي أن تقود المرأة السعودية، السيارة، مستدركاً أن "رفض المجلس وارد أيضاً"، وقال "نأمل من مفتي المملكة الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ، وأعضاء هيئة كبار العلماء، تقديم آرائهم في هذا الأمر، بما يرونه متماشياً مع ما تقتضيه المصلحة، وهم أدرى بذلك، ونحن نتقيد بما سيقولون، ونلتزم بما يأمرون به، إيماناً بأنهم مرجعيتنا، والأعلم بالمصالح من المفاسد".
وشهدت مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي على الانترنت خلال الأشهر الماضية حراكاً نسائياً واسعاً، ودُشّنت حملاتعدةداعية إلى منح المرأة حق قيادة السيارة وسط اهتمام إعلامي كبير، وقام العديد من النساء بقيادة سياراتهن بالفعل خلسة وتصوير ذلك ونشره في "يوتيوب".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق