وكالة الجزيرة العربية للأنباء -
لا ينكر منصف أو مراقب للأوضاع في منطقة الشرق الأوسط عن كثب، أن السعودية لم تستطيع القيام بدور رائد في المنطقة، في ظل أوضاع جديدة تغير المنطقة بالكامل، بل أكثر منذ ذلك أن الأسرة الحاكمة أخذها الرعب من ربيع الثورات العربية، بعد انهيار أنظمة عربية متعاونة مع المملكة على رأسها مصر وتونس، إضافة إلى اليمن التي يلفظ فيها النظام أنفاسه الأخيرة ربما خلال أسابيع.
وخرجت علينا تقارير إخبارية عالمية لتؤكد أن زعماء المملكة العربية السعودية تخلوا عن القيام بدور رائد واغتنام فرصة تغيير المنطقة التي تهزها احتجاجات، على الرغم انهم يعتبرون المملكة زعيمة طبيعية للعالم العربي.
وفيما يبدو أن السعودية تنازلت عن قدر من القيادة على المستوى الاقليمي الى تركيا التي اتخذت موقفا قويا ضد اسرائيل والرئيس السوري بشار الأسد الذي أقام لشعبه الأعزل مجزرة لا تزال دمائها تسيل حتى كتابة هذه السطور.
وتنبع مخاوف السعودية من احتمال سقوط حكامها بعد الثوارت الشعبية التي أتاحت فرصا استراتيجية لخصمها ايران في المنطقة في حين أن الاضطرابات خاصة في اليمن منحت فرصا لتنظيم القاعدة.
ويعاني الملك عبد الله بن عبد العزيز ال سعود وهو في التسعينات من العمر من متاعب صحية ولا يمكنه العمل طوال اليوم في حين ان ولي العهد الامير سلطان بن عبد العزيز ال سعود يتلقى العلاج في الخارج.
وثالث أكبر شخصية في العائلة المالكة هو وزير الداخلية الامير نايف بن عبد العزيز ال سعود وله ثقله في السياسة الخارجية لكنه يعاني أيضا من مشاكل صحية ولديه نهج مختلف في بعض القضايا الدولية خاصة عن سياسة وزير الخارجية الامير سعود الفيصل الذي لديه هو الاخر متاعبه الصحية.
وتشعر الأسرة الحاكمة في السعودة بالاستياء بالفعل من الولايات المتحدة لاخفاقها في منع الاطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك الذي اعتبروه حليفا قويا في مواجهة ايران.
وبشكل عام فإن السعودية لا يشغلها حاليا سوى تهدئة الأمور المملكة، لا سيما في ظل توترات سياسية تشهدها البحرين، وكذلك صراع في الاسرة الحاكمة في قطر، إضافة إلى احتجاجات واعتصامات تصرب الكويت، والسؤال الذي يطرح نفسه .. هل سيجد آل سعود أنفسهم في مواجهة مع شعب يطالب بتداول الحكم يومًا ما ...؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق