وكالة الجزيرة العربية للأنباء -
بعد شهور من انتقادها والتقليل من أهميتها جاءت نسبة المشاركة في الانتخابات البلدية متوافقة مع نظرة المواطن السعودي لها، فقد شهدت مكاتب الاقتراع في السعودية إقبالا ضعيفا اليوم الخميس في انتخابات المجلس البلدي، وعزا مرشحون ومسؤولون قلة الناخبين إلى يوم العطلة الاسبوعية.
وكان من المتوقع أن يشارك أكثر من مليون ناخب لاختيار بين 5323 مرشحا من الرجال يتنافسون على 1056 مقعدا في المجالس البلدية، أي نصف الاعضاء على أن تعين السلطات النصف الآخر.
وكانت مراكز الاقتراع قد فتحت أبوابها عند الثامنة صباح اليوم ولم يلحظ المراقبون سوى تواجد عدد قليل جدا من الناخبين في مركز العليا في وسط الرياض قبل الظهر.
واوضح احد المرشحين عن الدائرة الرابعة في الرياض "عبد الوهاب المالكي: إن "الحركة بطيئة قبل الظهر كما تلاحظون لأن الناس نيام فاليوم عطلة".
والعطلة الاسبوعية في السعودية هي يومي الخميس والجمعة. واضاف المالكي (33 عاما) انه من "الاتجاه المحافظ اي فيالوسط بين الليبراليين والاسلاميين". وتابع ردا على سؤال ان "للمجالس البلدية صلاحيات الرقابة على المشاريع التي تقرها الامانة، لكن للاسف فان هذه الصلاحيات لم يتم تفعيلها في الدورة الاولى من الانتخابات".
من جهة اخرى، قال المالكي "اقدر المراة واحترمها كثيرا لكن كان من الافضل منحها حق التصويت في الانتخابات وليسالترشح لان لا علاقة لها بعمل البلديات". وطالب بـ"انتخاب مجلس بلدي نسائي".
وفي مدرسة الفرزدق الابتدائية أحد مراكز الاقتراع في العاصمة، جلس أربعة من رجال الشرطة أمام المدخل الخارجييتحدثون. وفي الداخل، يقف المشرفون على عملية الاقتراع بانتظار قلة من الناخبين الذين يقول احدهم معرفا عن نفسهباسم محمد عبدالله "انني في حيرة من امري لا اعرف من اختار بسبب طريقة المرشحين التواصل معنا عبر الفيسبوك".
واضاف "افضل التواصل الشخصي، وبما انه منعدم تقريبا فلا اعتقد بانني سامنح صوتي لاحد". من جهته، شرح رئيس اللجنةالانتخابية في المركز مشعل الرخيص لفرانس برس خطوات الاقتراع قائلا "يتجه الناخب الى موظف يدقق في اوراقه الثبوتية قبل ان ينتقل الى اخر للتحقق مما كان اسمه ضمن قيد المسجلين".
واضاف في القاعة التي غطيت ارضها بسجاد احمر اللون "ثم يتجه الناخب الى العازل، والخطوة الاخيرة صندوق الاقتراعالشفاف لكي يدلي بصوته". وهناك سبع دوائر انتخابية في الرياض تضم 74 مركزا انتخابيا.
وفي جدة، شهدت الدوائر الانتخابية اقبالا ضعيفا خلال الفترة ذاتها ايضا. وعزا عبد الله الغامدي المسؤول في الدائرة الانتخابية الثانية ذلك الى ان "الوقت لا يزال مبكرا كما ان اليوم نهاية الاسبوع بالنسبة للسعوديين". واضاف "نتوقع زيادة الاقبال وربما نشهد الذروة فترة ما بعد العصر".
وقال ابراهيم حامد غازي المتقاعد من سلك التعليم في عقده الخامس لفرانس برس "ادليت بصوتي لاحد الزملاء بناء علىالقائمة التي قراتها" مؤكدا انه "لم يطلع على برامج ايا من المرشحين وانه لا يعرف بقية الاسماء".
ولفت الى انه "يقترع لايمانه بان المشاركة في الانتخابات امر مهم، لا بد ان نشعر اننا مجتمع واحد ومتقارب". والمراكز الانتخابية مجهزة باماكن خاصة بالمرشحين والمراقبين، اضافة الى اماكن للاعلاميين الراغبين في تغطية الحدث.
وهي آخر انتخابات بلدية تنظم من دون مشاركة المرأة، اذ قرر الملك عبد الله بن عبد العزيز اشراك السعوديات اقتراعا وترشحا اعتبارا من الدورة المقبلة، اضافة الى اشراك المرأة في عضوية مجلس الشورى المعين.
يشار إلى أن عدد المجالس البلدية في السعودية تقدر بحوالي 285 بعد أن كان عددها 179 في الانتخابات الماضية. كما ارتفع عدد المراكز الانتخابية الى 752 بدلا من 631. وقد اجريت انتخابات المجالس البلدية في مختلف مناطق ومحافظات البلاد في العام 2005، وكان مقررا اجراء الانتخابات الحالية في العام 2009 لكن تم تأجيلها لأجل غير مسمى.
وكان صدر قرار في نيسان/ابريل الماضي لاجرائها في ايار/مايو الفائت، قبل أن يصدر قرار آخر بتأجيلها الى ايلول/سبتمبر الحالي. ويقوم بمراقبة العملية الانتخابية فريق من المحامين والمهندسين السعوديين تم اعتمادهم من قبل وزارة الشؤون البلدية والقروية، فيما امتنعت الجمعية الوطنية لحقوق الانسان عن المشاركة في المراقبة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق