الحمد لله وحده القائل {قل أمر ربي بالقسط}، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده القائل (الدين النصيحة)..وبعد
راهن كثيرون على أن النظام في المملكة سيقوم بإصلاحات ضرورية يجاري فيها موجة الثورة في العالم العربي، ولو على المستوى الحقوقي الإنساني كحل قضية المعتقلين السياسيين، إلا أن خطاب الملك أمام مجلس الشورى جاء حتى دون مستوى رهانهم الخاسر .
أيها الشعب الكريم لقد أكد خطاب الملك أن النظام لازال بعيدا عن فهم لغة العصر وتطور العالم من حوله وتطلع الشعب في المملكة إلى حقوقه السياسية والإنسانية كاملة بدون تجزئة كما كفلها شريعة الإسلام العظيمة ، والتي صادرها النظام باسم الإسلام زورا وبهتانا .
الأخوة والأخوات إن خلو خطاب الملك من طرح رؤية واضحة لحل سياسي للأزمة ما هو إلا تكريسٌ للأزمة نفسها وتجاهلٌ لتطلعات الشعب نحو الحرية والعدل والإصلاح، كما هو الحال اليوم في كل بلد عربي، وليس شعب المملكة بأقل من غيره من شعوب العالم العربي حرصا على حقوقه السياسية التي حُرم منها عقودا طويلة، في الوقت الذي يشهد العالم كله تطورا سياسيا، وتقدما حضاريا وإنسانيا، بسبب صلاح أنظمة الحكم وتطورها .
كما تجاهل الخطاب الدعوات السياسية والتيارات الإصلاحية على اختلاف توجهاتها وخطابات مئات المفكرين والكتاب والمصلحين التي تدعو إلى ضرورة الإصلاح السياسي بإطلاق الحريات العامة، وإقرار حق الشعب بانتخاب مجلس الشورى، ومنحه صلاحيات رقابية ونظامية حقيقية، ليكون ممثلا حقيقيا للشعب كله .
الإخوة والأخوات ابناء شعبنا لقد تم حرمان الشعب كله رجالا ونساء في المملكة من كل حقوقه السياسية، فلا يشارك في اختيار السلطة، ولا ينتخب الحكومة ولا مجلس الشورى، وهو ما لا يحدث مثله في أي بلد في العالم إلا في المملكة، حيث يصادر على الشعب كافة حقوقه السياسية باسم الإسلام والشرع ثم أتى خطاب الملك ليقر حقا للمرأة متجاهلا حقوقا كثيرة لها مسلوبة فهي تتعرض لظلم وظيفي حيث تعاني من البطالة حتى وصلت نسبة 76 % بين الجامعيات اللواتي لا يجدن فرص عمل مناسبة لهن! كما تبلغ نسبة اليد العاملة بينهن إلى 12% بينما 88% منهن خارج دائرة العمل أي نحو خمسة ملايين امرأة وغير ذلك كثير .
الأخوة والأخوات إن الإصلاح السياسي الشامل يستدعي من النظام إبتداء المصالحة مع شعبه ونخبه الفاعلة بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين، وتعويضهم عن حقوقهم المادية والمعنوية، فهذا هو المدخل، الذي باتت المملكة في أمس الحاجة إليه، لتحقيق الاستقرار، وتجنب الفوضى، ومواجهة الأخطار الداخلية والخارجية بالوحدة والمصالحة والإصلاح .
إن الشعب بكل فئاته يريد إصلاحات حقيقية تخرجه من أزماته السياسية الخانقة، فلم يعد الشباب يرتضون الذل والخنوع، والخوف والجوع، وهم يرون العالم العربي كله ينتفض لحريته وكرامته وإنسانيته، وما لم يبادر النظام إلى تحقيق تطلعاته وإلا فلن يرضخ الشباب لسياسته القمعية، وأساليبه البوليسية، وستظل حركته وتحركه السلمي مستمرا إلى أن يرى الإصلاحات الحقيقية على أرض الواقع! وهو ما سيتحقق قريبا بإذن الله والله ولي التوفيق .
حزب الامة الاسلامي
الرياض الاحد 27 /10 /1432ه الموافق 25 /9 /2011م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق