يا قضاة المملكة أما لهذا الجور نهاية
يا قضاة المملكة ورجال المؤسسة القضائية والعدلية إن الله قد حملكم أمانة القضاء بين الناس بالعدل {وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل} والقضاء في كل دولة هو آخر حصون العدل والإنصاف فإذا سقط انهار المجتمع..
أيها القضاة الأفاضل لا يخفى عليكم مدى الظلم الذي عم وطم في أحكام القضاء في الحقوق والمنازعات خاصة ما كان بين الأمراء والمتنفذين وغيرهم من المواطنين، وصدور أحكام جائرة كثيرة في حقوق المواطنين، وكذا صدور أحكام عادلة لا تجد طريقها إلى التنفيذ، ومثله الحيلولة بين كثير من القضايا والقضاء باشتراط موافقة الإمارة في المناطق بعرض بعض القضايا على القضاء..الخ
وكل ذلك جعل الأمة تشك في القضاء وأهليته وعدالته وفي الشريعة نفسها التي يقضى بها بينهم، وأنها لا يمكن أن تكون هي الإسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم!
أيها القضاة الأفاضل ..
إن من أوضح صور الظلم والجور الذي تضج منه الأرض السماء، ويضج منه بالشكوى المواطنون في المملكة قضية سجناء الرأي وما يصدر بحقهم من أحكام جائرة لا تمت إلى العدل بصلة! فضلا عن الشرع الذي هو غاية العدل وأكمل صوره!
لقد ظل آلاف المعتقلين ظلما وجورا من العلماء والمصلحين والمجاهدين والدعاة والسياسيين في المعتقلات سنين طويلة بلا تهم ولا محاكمات، فلما طالب الشعب كله بضرورة الإفراج عنهم ورفع الظلم الذي وقع عليهم، أو إحالتهم إلى القضاء الشرعي لينصفهم، كانت الطامة أن جاءت الأحكام بحق أولئك الأبرياء جائرة ظالمة مخالفة للنص والإجماع!
أيها القضاة في المملكة ما هي تهمة الشيخ الخطيب خالد الراشد حتى يحكم عليه بالسجن خمسة عشر عاما؟ وما هي جريرته؟ أكل ذلك لأنه خطب في الناس منكرا إساءة دولة الدنمرك للنبي صلى الله عليه وسلم، ودعا إلى الاجتماع لدى المفتي؟ ولو كان في الدنمرك نفسها لما تم اعتقاله فضلا عن سجنه خمسة عشر عاما؟
وكذا ما جرى للكاتب والناشط السياسي خالد العمير والذي تم اعتقاله لمجرد أنه دعا إلى تجمع سلمي للتضامن مع أهل غزة أثناء الحرب الإسرائيلية عليها، فتم اعتقاله قبل حدوث التجمع! وقضى أربع سنوات بلا محاكمة، ثم لما تمت محاكمته فإذا القضاء يحكم عليه بثمان سنوات ظلما وجورا!
فما هي الجريمة التي يستحق عليها الاعتقال أصلا؟ وبأي شريعة يسجن؟ ولو كان في إسرائيل نفسها لما تم التعرض له ولا اعتقاله فضلا عن الحكم عليه ثمان سنوات بالسجن؟!
وهذا هو الشيخ الفاضل عبد العزيز الوهيبي تم اعتقاله وسجنه منذ ثمانية أشهر لمجرد أنه تقدم بخطاب إلى الديوان الملكي يطالب بالسماح لحزب الأمة الإسلامي بالعمل السياسي السلمي؟ وهو ينتظر النطق بالحكم ولا يتوقع أحد أن تتحقق له العدالة في ظل هذا القضاء الجائر عن كل سنن العدل!
أيها القضاة الأفاضل ويا رجال المؤسسات العدلية إن صمتكم عن هذا الجور يحملكم مسئولية كبرى أمام الله وأمام شعبكم، ولا خير فيكم إن لم تقولوا لا للظلم الذي يصدر باسمكم، والجور الذي يصدر باسم قضائكم وشريعة ربكم، ليرضى الجائر عنكم!
إن القضاء في كل دول العالم هو سلطة مستقلة ليس عليه سلطان من أحد، فكيف في بلد الحرمين الشريفين، ومهبط الوحيين المطهريين الكتاب والسنة، اللذين جاءا بالعدل والقسط؟
أيها القضاة لقد وجب عليكم القيام لله بالقسط ولو مرة واحدة تعذرون به عند ربكم وعند شعبكم الذي ضج من الظلم الذي يمارس عليه باسمكم وباسم قضائكم، فقولوا ولو مرة واحدة لا للجور ولا للظلم ولا للأحكام السياسية التي لا توافق القسط الذي جاءت به الشريعة المطهرة!
لقد قال لا للظلم الرجال والنساء والأطفال في المملكة وهم يتعرضون بسبب هذه الكلمة للاعتقال فلا يتراجعون عنها في وجه الظالم، فكيف لا يجرؤ على قولها القضاة الذين هم أولى الناس بها؟
إن الأمة كلها تريد سماع صوتكم ولو بخطاب مرفوع للسلطة بتواقيعكم، أو بيان يصدر عنكم، أو عن بعضكم، يعيد ثقة الشعب في المملكة بكم وبقضائكم وبالشريعة التي يساء لها بهذه الأحكام القضائية الجائرة!
هذا وتذكروا قوله تعالى {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار} وقوله صلى الله عليه وسلم (ما من امرئ يخذل امرءا مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه و ينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته، وما من أحد ينصر مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته، إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته)..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد ..
حزب الأمة الإسلامي
الرياض 22/10/1432ه الموافق 20/9/2011م
http://www.youtube.com/islamicommaparty
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق