التاريخ:22/9/2011 - الوقت: 4:25م
وكالة الجزيرة العربية للأنباء -
"100جنيه لكل متظاهر كانت تكفي لجعل المعتصمين في التحرير يرحلون من يوم 25 يناير، وبالطبع كان بعض الناشطين سيرفضون في البداية وهم الذين لا شغل لهم سوى الاعتصام، ولكن حتى هؤلاء كان سيتملكهم اليأس بعد مرور ساعات ويتجه كل منهم لقسم الشرطة مطالباً بالـ 100 جنيه كسابقيه وتنتهي الحدوتة."
السطور السابقة هي ملخص التفسير "المنحط"، و"الطفولي"، و"السافل" – حسب وصف مستخدمي تويتر – لمقال الكاتب السعودي الموالي لنظام "آل سعود" "هاني الظاهري" في جريدة "الحياة اللندنية" والذي نشر في النسخة السعودية من هذه الصحيفة العريقة التي تطبع وتوزع في جميع أنحاء العالم.
فقد اعتبر كاتب المقال – على لسان صديقه - أن ثورة المصريين "حدوته" وأن خطأ "مبارك" الوحيد أنه لم يعط المتظاهرين القليل من الأموال، وأن المتظاهرين لا يهمهم سوى 100 جنيه كي يرحلوا من الميدان، وأن أكثر من 1000 شهيد وبضع آلاف من المصابين بعاهات مستديمة كان يمكن اسكاتهم بـ 100 جنيه وساعتها كانوا سيذهبون سعداء لقضاء السهرات السعيدة في المنتزهات والمطاعم على حد تعبيره.
الكاتب السعودي لم يحاول تجميل كلامه ببعض الكلمات عن الثورة وشهدائها والتضحيات التي بذلت من أجلها ولو على سبيل المجاملة أو وضع العسل أعلى السم الذي يكتبه ـ كما يفعل الكثيرين في مصرـ ولكنه صمم على رأيه وأنهى مقاله بجملة " أخيراً... أتمنى ألا يفهم أحد من طرحي هذا أنني أسخر من الثورة المصرية قبل أن يجرب مع مشعليها عملياً حل صاحبي الحكيم ويخبرني بالنتيجة".
هذا المقال سيئ النية تسبب في اندلاع عاصفة من الهجوم ضد كاتبه على حسابه على تويتر .. وحمل الهجوم الكثير من الشتائم له إلا أنه لم يرد عليها ولكن يبدو أن ذلك لم يفرق كثيرا مع مستخدمي "تويتر" حيث استمروا في مهاجمته للتنفيس عن الغضب الموجود بداخلهم، ولعلمهم أنه سيرى كل هذه الشتائم وهو المطلوب.
ومن أبرز التويتات – الصالحة للنشر - التي علقت على كلام "الظاهري"، "تجبرنا الديمقراطية أحيانا علي سماع الهراء الذي يكتبه أمثالك... بس ما أود قوله لك أن ما حدث في مصر سوف يحدث في السعودية" واكد أحدهم "مقال حقير من كاتب حقير عن الثورة المصريّة، الـ100 جنيه دي اللي ملككم بيسكّت العبيد أمثالك بيها"، وعلق أخر قائلا: "الملك اشتراكم بشوية ريالات وبتنزلوا العيد الوطني تبوسوا جزمته في الشوارع والهيئة بتاعتك بتحلل الأختلاط في اليوم ده من أجله"، وقال آخر "عجبي لأشخاص لا يستحقون سوى الشفقة، عدم قدرتهم على الانعتاق من سلبيتهم جعلتهم يستميتون في محاولة تشويه صورة كل ماهو جميل.
ومن المعلوم للجميع أن المملكة العربية السعودية من أكثر الدول المؤيدة لاستمرار الأنظمة الحاكمة وتعادي الثورات العربية خوفًا علي الإطاحة بالملك، ولذلك تعمل علي مهاجمة الثورات العربية وتعتقل أصحاب الرأي ومن يعتنقون أراء مخالفة للملك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق