وكالة الجزيرة العربية للأنباء -
أكد محامي الإصلاحيين السعوديين الستة عشر الذين يتم محاكمتهم حاليا بتهم الإرهاب باسم عالم إن "مستقبل المشروع الإصلاحي في المملكة العربية السعودية أمر حتمي وسوف يفرض نفسه من خلال المعطيات المحلية والإقليمية"، مؤكدا في الوقت ذاته أن قضية موكليه سياسية ذات طابع إصلاحي في حين تصر الرواية الرسمية على أنها "جنائية ذات طابع إرهابي".
أما عن مستجدات قضية موكليه، أكد عالم انتهاء آخر جلسة من جلسات القضية في شهر رمضان الماضي، "حيث تمت الإجابة عن شهادة الشهود ونقض هذه الشهادات التي جاءت ليست فقط معيبة وقاصرة قانونيا بل دالة على تخبط واضح في أداء الادعاء، كما كانت دالة على خروقات حقيقية أقر بها بعض الشهود الذين تمت الاستعانة بهم كالتجسس المرئي والمسموع على المتهمين أثناء زيارات أهلهم وذويهم لهم".
وأضاف "اليوم نجد أنفسنا في انتظار استدعاء المحكمة للمتهمين لاستئناف الجلسات أو النطق بالحكم، فقد راجع المتهمون وذووهم المسؤولين في القضية مرارًا دون إجابة شاملة حول مصيرهم أو مصير القضية، والإجابة الوحيدة التي يحصلون عليها هي مطالبتهم بانتظار استدعاء القاضي لهم".
وأوضح عالم "بلغت الاتهامات الموجهة إلى موكلي الـ16 أكثر من سبعين تهمة جميعها تهم ذات طابع جنائي إرهابي وليس سياسيا، ولكن نصر أنهم سجناء رأي وسجناء سياسيون، وليس إرهابيون".
واتهم المحامي الادعاء العام السعودي بتوجيه تهم جنائية لموكليه بدلاً من السياسية، لأن ذلك أدعى للمحاسبة وتأليب الرأي العام عليهم، وأن الإدعاء فشل فشلا ذريعا بالرغم من سهولة إلصاق التهم الجنائية بالمتهم السياسي في إثباتها بل جاءت الوقائع والملابسات المقدمة متناقضة لا ترتقي إلى مستوى الشبهة عوضًا عن أن تكون قرينة أو دليلاً يعتد به.
وأضاف " وجدنا في صياغة بعض التهم أنه لا يوجد عليها نص قانوني واضح مثل قوله نزع يد الطاعة واعتبار الاجتماع من أجل صياغة مبادرة إصلاحية دليلاً على ذلك، ومثل تأليب الرأي العام ضد ولاة الأمر واعتبار صياغة خطاب بمطالب إصلاحية موجهة للملك دليلاً على ذلك".
وأوضح "ظلت قضية الإصلاحيين بعيدة عن أعين الإعلام السعودي لأكثر من أربع سنوات تقريبًا ثم ما لبثت أن شهدت تصعيدًا إعلاميا من الصحافة المحلية، وهذا التصعيد كان منسقا ولا أدل على ذلك من توقيت تصعيده وشمول ذلك جميع الصحف المحلية والتابعة في آن ومن ثم إيقاف الحملة بنفس الشكل في توقيت واحد في جميع الصحف المحلية والتابعة وهذا استنتاج منطقي بأن ما حدث كان تنسيقًا من جهة آمرة وإلا فكيف يمكن أن يجمع جميع صحفيي الصحافة المحلية على توقيت واحد ووجهة نظر واحدة في المبتدأ والمنتهى".
أما عن زيارة مسؤول أمريكي لأحد المتهمين في بيته بجدة، فقد أوضح العالم "زيارة المسؤول كانت لتقصي الحقائق لإطلاع رؤسائهم من خلال تقاريرهم الدبلوماسية ومن ثم يتم الاتصال بين الجهات المعنية في الدولتين بحسب ما تميله المصالح وما تتيحه الفرص من مناورات سياسية تبعًا للحظة والمكان والمعطيات الإقليمية في وقتها".
أما عن مستقبل المشروع الإصلاحي، فأكد باسم عالم "هو أمر حتمي لا مناص منه وسوف يفرض نفسه من خلال المعطيات المحلية والإقليمية والمتأمل للوضع يدرك أن طبيعة التركيبة الاجتماعية تتغير سريعًا لتصبح القوى الفاعلة في المجتمع هي قوى شابة متعلمة واعية مطلعة على العالم الغربي مدركة لما لها من حقوق وما عليها من واجبات وهذا من شأنه أن يدفع عجلة التاريخ نحو التطوير والإصلاح".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق