وكالة الجزيرة العربية للأنباء -
تساءلت وسائل إعلام عربية حول مدى اشتعال صراع بين أجنحة السياسية محسوبة على أنظمة الحكم في السعودية، باستعمال أدوات إعلامية وحكومية، ودللت تلك وسائل الإعلام على تساؤلها برفع جهة حكومية محسوبة على النظام السعودي قضية في وزارة الإعلام السعودية على جناح ضد جريدة محسوبة على جناح آخر.
ففي سابقة تعد الأولى من نوعها، تقدمت هيئة الاستثمار السعودية بشكوى لوزارة الإعلام السعودية ضد رئيس جريدة الحياة والصحفي فيها داود الشريان.
هيئة الاستثمار السعودية ركزت في شكواها على أن الصحيفة نشرت اربعة عشر مقالة تضمنت ما يدعي محامي الهيئة ان المحرر داود الشريان دأب خلالها على توجيه اتهامات بوجود فساد اداري وبإصدار بيانات كاذبة وسمسرة ودفع رشاوى في صورة عطايا لبعض الصحف والتشكيك في نزاهة ووطنية بعض المسئولين في الهيئة وفي صحة وسلامة اعمالها.
ويراقب الاعلاميون السعوديون مجريات التقاضي امام لجنة خاصة في وزارة الاعلام حيث لا يتيح القانون السعودي للقضاء العادي النظر في قضايا الاعلام ويتم عرضها على لجنة قانونية متخصصة في وزارة الاعلام.
ويعتقد اعلاميون سعوديون ان سلسلة المقالات اثارت ريبة كثيرين لأن صحيفة الحياة تتبع للأمير خالد بن سلطان ابن الأمير سلطان ولي العهد ووزير الدفاع مما اوجد استغرابا كبيرا بأن تقوم وسيلة اعلامية تابعة لشخصية من العائلة المالكة بحملة منظمة ضد جهة حكومية.
لكن مقربين للامير خالد أوضحوا أن الامير لا يقوم برسم تفاصيل العمل اليومي ولا حتى خطها المحلي، بل يدعمها عن بعد، وان مقالات الشريان لا تعبر الا عن رأيه فقط.
الا ان هذا الرأي لم يقنع الكثيرين من العالمين ببواطن الأمور حيث تشير المعلومات الى ان الحملة الاعلامية ضد هيئة الاستثمار كان ورائها أمير نافذ تم تقليص صلاحياته مؤخرا بقرار ملكي وان هدفه تصفية الحسابات مع امراء يقفون وراء الهيئة بقوة ويلمع نجم أحدهم حاليا في المجالات الدبلوماسية.
وأضافوا "من الصعب تصور على التواتر في الهجوم دون حث من شخصيات نافذة تقف وراء الكاتب ومقالاته".
على جانب آخر، اشار مراقبون إلى ان رفع هيئة الاستثمار قضية ضد صحيفة لا يجب ان يحمل اكثر مما يحتمل وانه أمر عادي، على الرغم من الاستغراب من طبيعة الحملة التي نفذت عبر مقالات الشريان. لكنها ترى ان الشريان ما كان ليندفع لمثل هذا الانتقاد وبهذا الصخب لو لم يكن لديه أدلة ضد الهيئة، وان هذا من أبسط ابجديات العمل الاعلامي.
وكان خطاب دعوى هيئة الاستثمار السعودية الذي حصل موقع ميدل ايست اونلاين على صورة منه ذكر ان المقالات تتضمن اتهامات مرسلة لا تستند الى دليل وتجافي الواقع وفيها اساءة وتشهير بسمعة هيئة حكومية ومحافظها وتشكك في نزاهة موظفيها دون وجه حق ودون التثبت من صحة المعلومات وتضر بمصالح السعودية اقتصاديا.
يذكر أن معلومات ترددت مؤخرًا تشير الى ان الصحيفة والكاتب الشريان يقومان حاليا بإعداد ردهم القانوني على شكوى الهيئة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق