17 أكتوبر 2011

علماء سعوديون يحذرون من التجييش الطائفي والإعلامي




استنكر علماء دين سعوديون عمليات التجييش الطائفي والإعلامي المثير للفتن على خلفية احداث العوامية الأخيرة، محذرين من ان التجييش الطائفي والتسعير المذهبي يثير الفتن بين المسلمين ويضر بالجميع ولا يخدم سوى العدو اميركا والغرب.
واستنكر الشيخ عبد الكريم الحبيل التجييش الإعلامي الطائفي على خلفية احداث العوامية الأخيرة مشيرا إلى انه "يحدث فتنة في البلاد ويفصل بين أبناء المجتمع الواحد".
واستغرب في خطبة الجمعة ببلدة الربيعية في محافظة القطيف من تبني الخطباء والكتاب في البلاد الذين استغلوا حادثة العوامية، الخطاب الطائفي ضد أبناء الشعب.
وأسف الشيخ الحبيل لما صدر من إساءة طائفية من كبار العلماء في السعودية بمن فيهم إمام الحرم النبوي الشيخ علي الحذيفي، مؤكدا ان صدور تلك الإساءة من كبار الشخصيات ومن أئمة الحرمين يعد "مصيبة كبرى".
وقال يجب على العالم أن يحمل رسالة تدعو للسماحة والمحبة والوئام والمواطنة السليمة وإلى التعايش السلمي ووأد الفتن لا لإثارة الكراهية بين أبناء المجتمع الواحد.
وقارن الحبيل بحادثة العوامية وحوادث أخرى سابقة "حدثت في المملكة من تفجيرات مخلة بأمن البلاد واقتصاد الدولة وترويع للناس كما ان بعضها كان هجوما على مقرات حكومية بأسلحة متنوعة".
وقال مع كل تلك الحوادث إلا انه لم يقم اي من علماء الشيعة بوصف أبناء الطائفة السنية بأي نعوت سيئة "إنما كانت دعوات علماء الشيعة متكررة للتآخي والتواد والتلاقي".
ومن جانبه حذر الشيخ الدكتور عبد الله اليوسف من التجييش الطائفي والتسعير المذهبي الذي يؤدي إلى إثارة الفتن بين المسلمين، والانشغال بقضايا هامشية بدلاً من الاهتمام بصناعة التقدم العلمي والحضاري.
واستهجن الحملة الطائفية في السعودية ضد تاريخ ومعتقدات وأفكار مذهب معين من قبل البعض، مبيناً أن السخرية من عقائد الناس وآرائهم الدينية والمذهبية والفكرية يعقد الأمور، ويزرع الكراهية بين المواطنين، ويثير الفتن.
وأكد أن التنوع المذهبي مصدر ثراء فقهي ومعرفي وثقافي، وأنه يسهم في إضفاء الجمال الثقافي والحضاري، ويعزز من الجذب المعرفي إذا ما نظر إليه كعنصر للتكامل بين المذاهب وليس كعامل تنافر بينها.
وردا على بيان الداخلية السعودية أكد اليوسف ان ولاء الشيعة كان "دائماً وأبداً لأوطانهم، فالشيعة في كل بلد، وفي كل مجتمع، وفي كل دولة؛ ولاؤهم لوطنهم ومجتمعهم ودولتهم، وليس لديهم أي مشروع خاص بهم، وإنما هم جزء من النسيج الوطني لمجتمعهم".
ورأى أن العدل والإحسان، والبرامج الوطنية الجامعة والخطاب الوحدوي الواعي، والتسامح الثقافي هو السبيل نحو تعزيز مفهوم المواطنة، والذي على أساسه يجب أن يعامل الناس، داعيا إلى انه يجب أن يكون التعامل على أساس أنهم مواطنون متساوون في الواجبات والحقوق، وليس على أساس الانتماء المذهبي أو الطائفي أو الديني، أو من منطلق الأقلية والأكثرية؛ فالمواطن له حقوق المواطنة وإن كان فرداً واحدا.
و في نفس السياق حذر السيد هاشم الشخص في خطبة الجمعة بمحافظة الاحساء المسلمين لعدم الوقوع في "حبائل الشيطان" وان لاينساقوا مع الفتن ومع "دعاة الشقاق والفرقة بين المسلمين".
واشار إلى انه اليوم تُحاكُ الفتن والمؤامرات ضد المسلمين ويراد لهم الوقيعة فيما بينهم وذلك بالتلفظ بعبارات استفزازية او عبر إثارات الصحف والفضائيات التي "تصب الزيت على النار"، مؤكدا إن لم يتحل المسلمين باليقضة والحذر بحسب قوله فإن هذه الإثارات والفتن ستضر بالجميع وسوف "تخدم العدو ، اميركا والغرب فقط".
ورأى السيد الشخص إن "الاعداء" يهمهم أن يروا المسلمين متمزقين متناحرين فيما بينهم، موضحا إن الفرقة أسوا  عنصر ضعف يصيب المسلمين، بينما الوحدة والوئام هو أهم عنصر قوة يغيض الأعداء ويقلقهم.
وختم حديثه بالتأكيد على ان أميركا اليوم والغرب في وضع سيئ ويحاولون اشغال المسلمين وتمزيقهم ليتسنى لهم السيطرة على ثرواتهم ومقدراتهم.
إلا انه من ناحية أخرى أكد السيد الشخص ان أميركا تفتعل الأزمات والمشاكل في بلاد المسلمين للتغطية على مشاكلها الداخلية وإشغال الرأي العام في بلادها بأمور خارجية.
ومن جهته حذر الشيخ فيصل العوامي من أساليب التضليل والتلبيس في عالم السياسة والتي تعمل على توجيه الناس والرأي العام لتمرير بعض الأهداف والأغراض الخاصة وذلك من خلال الإعلام ووسائل الإتصال.
وأشار في خطبة الجمعة بمحافظة القطيف إلى أن السياسة كلها تتلّخص في كيفية توجيه الرأي العام من أجل تمرير المؤامرات والتسلط على الناس، مع تبدّلٍ في الأساليب والممارسات في الواقع العالمي. مفرّقاً بذلك بينها وبين المفهوم الإسلامي للسياسة القائم على العدل والعدالة، وعلى توجيه الناس إلى الله سبحانه.
وأضاف الشيخ العوامي بأن قسماً كبيراً من الأخبار التي نسمعها ما هي إلا مجرد أكاذيب وافتراءات لا يمكن التحقق من صدقيتها إلا بعد مرور سنوات عديدة، حين تكشف عن وقائعها وتفاصيلها أجهزة المخابرات الدولية التي تقف خلفها، بعد أن تكون قد حققت أهدافها ووصلت إلى نتائجها المتوخاة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق