عدن سيتي ـ متابعات
تسعة أشهر من اندلاع الثورة الشعبية ضد الرئيس اليمنى على عبدالله صالح، بدأ مجلس الأمن الدولى فى دراسة اتخاذ قرار خاص باليمن. وأشارت صحيفة الجارديان إلى أن "اليمن الآن أصبح فى حاجة لما هو أبعد من قرار دولى، فعمليات القتل مستمرة، والرئيس اليمنى متمسك بالسلطة وكل همه البقاء أطول فترة ممكنة فى سدة الحكم هو وعائلته، ويحدث ذلك بينما تعيش البلاد أزمة اقتصادية وإنسانية طاحنة تنذر بمجاعة وكارثة".
وأوضحت الصحيفة أن "ثلث اليمنين تقريبا ينامون بلا غذاء يوميا حسبما أفاد مسئول المساعدات الإنسانية فى الأمم المتحدة فاليرى أموس".
ورصد مسئولو الأمم المتحدة أن طفلا من بين كل ثلاثة أطفال فى اليمن يعانون سوء التغذية وهو من أعلى المعدلات فى العالم، وحتى هؤلاء الذين لديهم القدرة على الحصول على الغذاء فإنهم يعانون من ارتفاع كبير فى أسعار السلع الأساسية. وأكدت الجارديان أنه فى ظل عدم وضوح الرؤية بتخلى صالح عن السلطة وتوقف النزاع ، فإن القادم أسوأ ، فقد أدت الأزمة الأخيرة إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية فى بلد يعانى فى الأساس من العديد من المشاكل ويعد من بين أفقر دول العالم. وعلى المستوى العالمى هناك اقتناع تام بأنه لا حل للمشكلة اليمنية سوى رحيل صالح، إلا أن صالح نفسه لا يعبأ بهذا متهما المعارضين له بأنهم عملاء للخارج، وأن هناك من يدبر المؤامرات ضد بلاده.
ولعل أكثر ما يجعل الوضع فى اليمن أكثر تعقيدا من مصر وتونس، هو عدم تحمس الولايات المتحدة الأمريكية للإطاحة بالرئيس صالح، بسبب مخاوفها من وجود تنظيم القاعدة فى اليمن وخطورة ذلك على المصالح الأمريكية فى المنطقة. كما أن السعودية الجارة الكبرى لليمن تخشى من بزوغ ديمقراطية جديدة حقيقية بجوارها إذا انتهى حكم الجنرالات فى اليمن. فهى لا يعنيها الرئيس صالح ولكن تخشى المستقبل من بعده.
وأوضحت الجارديان أن مسودة القرار الذى تم إعداده فى مجلس الأمن بقيادة بريطانيا بخصوص اليمن لا يتضمن فرض أى عقوبات أو اتخاذ أى إجراءات مشددة، ولكنه يدين العنف وانتهاكات حقوق الإنسان فى اليمن ويدعو إلى وقف العنف وإنهاء النزاع فى أقرب وقت ممكن.
كما ينص القرار على تقديم كل المسئولين عن انتهاكات حقوق الإنسان بمن فيهم صالح وجنرالاته إلى المساءلة ودعوة صالح إلى الوفاء بما نصت عليه المبادرة الأخيرة التى رعتها دول الخليج وضرورة التوقيع عليها . وتضمن هذه المبادرة لصالح عدم المساءلة أو الملاحقة فى حالة ترك السلطة.
وشككت الجارديان فى إمكانية أن يجبر أى قرار لمجلس الأمن الرئيس صالح على توقيع المبادرة أو الوفاء بأى مطالب دولية، وقالت إنه يلعب على عنصر الوقت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق