22 أكتوبر 2011

تداعيات وفاة سلطان على الأسرة الحاكمة من خلال منصبي ولاية العهد ووزارة الدفاع



Saad AlFagih

راي حركة الاصلاح

رغم توقع الأسرة الحاكمة وفاة سلطان ورغم أنه في حالة عجز عقلية وجسمية لمدة طويلة فلم تتهيأ الأسرة بتعيين ولي عهد أو وزير دفاع خلال فترة  عجز سلطان عن تأدية مهمته.
والآن بعد وفاة سلطان ستجد الأسرة الحاكمة نفسها مضطرة لأن تتخذ قرارا في كلا المنصبين، وأي تأخير سيكون بمثابة إعلان عن وجود خلاف قوي داخل الأسرة حول المنصب الذي يؤجل القرار بشأنه.
اضغط على (المزيد)  لقراءة بقية البيان

ولاية العهد
الحسابات الطبيعية تشير إلى أن نايف هو المرشح لولاية العهد سواء بقرار فردي من الملك أو بتصويت أعضاء هيئة البيعة، وحسب توقعات معظم القريبين من شؤون الأسرة فمن المتوقع أن يصدر قرار بتعيين نايف، فهو أولا النائب الثاني، وثانيا معظم شؤون الدولة بيده، وثالثا إنه ضَمِن تصويت أغلبية كبيرة في هيئة البيعة.

لكن وضع الملك الحالي صحيا يعطي المحيطين به دورا في صناعة قراره، وبعض هؤلاء إما له تطلع أو له وجهة نظر في نايف، وبذلك ربما يحرفون القرار بعيدا عن نايف. واذا نجح أمثال هؤلاء فربما يحاولون إقناع الملك بتعيين شخص آخر غير نايف.

وعلى كل حال فإن كل الاحتمالات ستعجل بزوال آل سعود، فسواء تم اختيار نايف أو تم اختيار غيره أو أُجل الأمر فالاتجاه في كل الحالات إضعاف شديد للأسرة وربما انهيار قريب.

الاحتمال الأول: نايف وليا للعهد
أما اختيار نايف فسوف يؤدي إلى نتيجتين تصبان في تقويض سلطة الأسرة الحكمة.

النتيجة الأولى إغضاب عدد من المتطلعين للحكم من أمثال طلال والذي لا يستبعد أن يستفيد من خبرته وعلاقاته الإعلامية في شن حملة على نايف أو حملة على الملك نفسه. وطلال يعتبر نفسه أكثر تأهيلا، أولا لأنه أكبر عمرا من نايف، وثانيا لأنه أقدر في الحديث ومواجهة الإعلام والصحافة، وثالثا يزعم أنه أكثر استعدادا للإصلاح وإطلاق الحريات والسماح بالمشاركة الشعبية وأكثر واقعية في التعامل مع المتغيرات المحلية والعالمية.

النتيجة الثانية لتعيين نايف هي كسر الحاجز النفسي في مهاجمة قمة الحكم، وذلك لأن نايف تعرض لهجوم متكرر من قبل عدد من النشطاء في بيانات مختلفة وطالبوا بمحاكمته بالإسم في أكثر من خطاب وحملوه مسؤولية جمود مسيرة الإصلاح في البلد. كما إن اختياره من قبل الملك يعني أن الملك نفسه راض عنه ويريد له أن يكون الحاكم رغم ما اتهم به من قمع وتعطيل لمسيرة الإصلاح. وبناء على ذلك فسوف يكون تعيين نايف بمثابة إشراك للملك بمسؤولية جرائم نايف ومن ثم إزالة الحصانة النفسية التي يتمتع فيها الملك نفسه كونه محسوبا على نايف ونايف محسوب عليه.

الاحتمال الثاني: نايف ليس وليا للعهد
أما اذا تم اختيار شخص آخر مثل طلال فقطعا لن يقبل نايف بذلك وسيقوم بكل ما يمكنه من أجل أن لا يتم هذا الأمر حتى لو أدى ذلك لاستخدام القوة. وتصرف نايف على الأرجح لن يتأخر كثيرا وسيكون الخلاف صارخا وقويا وواضحا. ولكن هل يمكن أن يختار عبد الله غير نايف؟ الجواب إن هذا بعيد لكنه ممكن والسبب بعض المحيطين بعبد الله الذين يعتبرون نايف خطرا على مستقبلهم.


الاحتمال الثالث: تأجيل القرار
قد يتهيب عبد الله من اتخاذ قرار ويقرر التريث إلى أجل غير مسمى، والتريث لأكثر من يومين سوف يعطي إشارة واضحة للشعب بوجود خلاف في العائلة الحاكمة ويبدأ الشك بقدرة الأسرة على إدارة البلد يدب في صفوف الناس ويتنامى إلى أن يكون له دور في كسر الحواجز النفسية ومن ثم انطلاق الثورة.

وزارة الدفاع
يشكل تعيين وزير بديل عن سلطان في وزارة الدافع تحديا آخر للملك بسبب تنافس ثلاثة أشخاص على الأقل من الذين لن يقبل أي منهم تعيين غيره إلا بثمن باهظ. لكن تعيين وزير في وزارة الدفاع ليس بمثل إلحاح منصب ولاية العهد ولهذا فعلى الأرجح سيقرر الملك ترك الوزارة تسير على ما كانت عليه خلال أيام مرض سلطان مؤملا نفسه أن يجد أمر ما يساهم في حل المشكلة.ومن المتنافسين على منص وزارة الدفاع عبد الرحمن بن عبد العزيز وسلمان بن عبد العزيز وخالد بن سلطان.

أما عبد الرحمن فلن يمكن تعيينه إذا عين نايف في ولاية العهد لأن أعراف آل سعود لا تسمح بوزير أكبر سنا من رئيس الوزراء. كما إن شخصية عبد الرحمن ممقوتة داخل الأسرة ولا يتمنى أحد تعيينه في الوزارة .أما سلمان فقد بدأت عليه علامات مرض ألزهايمر ويُخشى أن يتطور معه وتبقى الأسرة في حرج كونه عين تعبئة لفراغ فقط. وأما تعيين خالد بن سلطان فسيكون شبه مستحيل ما لم يـُدفع لعبد الرحمن ثمن باهظ.

وفاة الملك
تعافى الملك من العملية الأخيرة بشكل لا بأس به لكن الحقيقة أن لديه مجموعة من الأمراض التي لا يستبعد أن يكون أحدها سببا في موت مفاجيء سواء في الأيام القادمة بعد هذه العملية أو بعد أن تطفو الخلافات على السطح. ولا شك أن وفاة الملك عبد الله ستكون وسيلة خط الدفاع الأخير أمام انهيار كامل للأسرة كونه ارتبط به شيء من سمعة الأسرة القديمة بطريقة نفسية غير قابلة للتفسير.

وباختصار فإن وفاة سلطان سوف تفتح المجال لتداعيات كثيرة كلها تقلل من هيبة الأسرة وتكسر الحاجز النفسي أمام الشعب وتسهل الطريق لثورة شعبية أو نوع آخر من أنواع المواجهة بين الشعب والأسرة.

موقف الحركة
موقف الحركة من خلافات الأسرة الحاكمة ثابت دائما وهو أنها لا تربط برنامجها بانتظار هذه التداعيات لكن في نفس الوقت عليها واجب ان تستثمر أي حدث لصالح البرنامج الذي تتبناه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق