لندن ـ 'القدس العربي' ـ من احمد المصري: مع وفاة ولي العهد السعودي الامير سلطان بن عبد العزيز تباشر هيئة البيعة التي انشأها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في عام 2006 مهامها، وتجد نفسها امام اول تحد لاختيار ولي العهد القادم للدولة التي تقبع على خمس احتياطي النفط في العالم.
وتأتي وفاة الامير سلطان في ظل ثورات عصفت بعدة دول عربية واخرى تنتظر، وسقوط زعماء مصر وليبيا وتونس، بينما يواجه رئيسا سورية واليمن انتفاضتين.
ويعتبر وزير الداخلية الامير نايف بن عبد العزيز (78 عاما) الاخ غير الشقيق للملك عبد الله الاحتمال الابرز لخلافة الامير سلطان اثر تعيينه نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء في اذار (مارس) 2009 ،الا ان خبراء عبروا عن اعتقادهم بان الامير سلمان بن عبد العزيز امير الرياض، يملك طموحاً كبيراً، ويتطلع الى منصب ولي العهد ايضا، ولكن اذا لم يحقق ما يريد فمن الارجح ان يضع عينيه على وزارة الدفاع التي كان يتولاها الامير سلطان، وهي وزارة يدير شؤونها حالياً الامير خالد بن سلطان مساعد وزير الدفاع ونجل ولي العهد، ويعتقد انه الاحق بتوليها.
ومنذ مرض الامير سلطان الذي سبق وفاته يبدو ان حدة التنافس في اوساط الامراء الكبار قد تصاعدت، حيث بدأ كل جناح يعزز مواقعه، ويتطلع الى الوصول الى مواقع اعلى في حال شغور اي منها.
وتضم هيئة البيعة في عضويتها 34 أميرا يمثل كل منهم عائلة ابن من ابناء الملك عبد العزيز بن سعود ويستطيع كل منهم الإدلاء بصوته لاختيار وريث العرش القادم.
وسيرشح الملك عبد الله وليا جديدا للعهد حتى يوافقوا عليه، لكن الهيئة تتمتع بصلاحية رفض اختياره لصالح مرشحها هي.
وبتعيين الامير متعب بن عبد الله رئيساً للحرس الوطني خلفاً لوالده، تبدأ عملية نقل السلطة للجيل الثاني خطواتها الاولى، ومن غير المستبعد ان يعين الامير محمد بن نايف خلفاً لوالده في وزارة الداخلية اذا ما نجح الاخير في القفز الى منصب ولي العهد.
ولا يستبعد المراقبون حدوث تغييرات كبيرة على الحكومة السعودية لعل اهمها تولي الامير سلمان بن عبد العزيز وزارة الدفاع والطيران والامير أحمد بن عبد العزيز وزارة الداخلية، والأمير خالد الفيصل إمارة الرياض.
ورأت صحيفة 'وول ستريت جورنال' أن وفاة الامير سلطان بن عبد العزيز، الذي كان من المفترض أن يكون وريث العرش مستقبلاً، فتح الباب أمام الامير نايف ليكون ولي العهد القادم. وأضافت الصحيفة أن هذا الاحتمال يزعج الليبراليين السعوديين الذين يؤكدون أن سجل نايف كوزير للداخلية منذ عام 1975، يشير إلى قمعه لبعض الإصلاحات، هذا بالإضافة إلى حملاته ضد المعارضين السياسيين.
وينظر إلى الأمير نايف على أنه أحد الصقور الذين يبدون فتورا إزاء الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية التي يشجعها الملك بما في ذلك مساعي الحد من تأثير المؤسسة الدينية المتشددة.
وكانت مجموعة من الامراء الكبار من اشقاء الملك من بينهم الامير طلال بن عبد العزيز عبّروا عن مفاجأتهم بتعيين الامير نايف نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء دون الرجوع الى هيئة البيعة.
ولوحظ ان الامير طلال كان الوحيد الذي اصدر بياناً بمناسبة صدور امر ملكي بتعيين الامير نايف نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء العام الماضي طالبه فيه الملك عبد الله بتوضيح موقفه من هذا التعيين، في ظل وجود هيئة البيعة التي انشأها العاهل السعودي لتنظم امور ولاية العهد والحكم في السعودية، ملمحا الى اعتراضه على هذا التعيين.
وما زال من غير المعروف كيف سيتم علاج المسألة بشكل سلس دون حدوث خلافات، حيث يؤكد اكثر من امير من ابناء المؤسس الراحل الملك عبد العزيز آل سعود انه يتطلع الى منصب ولاية العهد، ويعتقد انه احق به.
الى ذلك أبدى وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا ثقته في قدرة المملكة العربية السعودية على القيام بعملية تحول فعالة في مجال الدفاع بعد وفاة ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز.
وقال بانيتا بعد أنباء وفاة الأمير سلطان الذي كان شخصية محورية في عملية صنع القرار في السعودية بعد توليه وزارة الدفاع عام 1962 'أعتقد أن بإمكاننا القيام بعملية تحول فعالة في السعودية فيما يتعلق بمجال الدفاع'.
وأضاف 'تمكنا من القيام بعمليات تحول مماثلة قبل ذلك. أعتقد أنني أشعر بثقة أن بإمكاننا خوض عملية التحول بينما نقترب من اختيار وزير جديد للدفاع'.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق